تحت سقف الأخوة والوطنية وبناء الثقة اجتمع الأشقاء فى القاهرة وكسروا الحاجز النفسى وأزاحوا الخلاف وزرعوا «أول بذرة» فى أرض المصالحة التى بمقدورها أن تجمع شمل السودان وتوقف الحرب المستعرة وتعيد الأمن والأمان للشعب الذى يعيش كارثة إنسانية بكل المقاييس.
وضع مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية الذى انطلق أمس بالعاصمة الادارية الجديدة بالقاهرة حلولاً عاجلة للأزمة التى دخلت عامها الثاني.. حيث شارك فى تلك الحلول ما يزيد عن 50 قيادة مدنية وسياسية ودينية ومجتمعية سودانية لوقف فورى وعاجل للنزاع المسلح الذى حول «سلة افريقيا الغذائية» لأشلاء ودماء وحكم على الملايين بالنزوح خارج الوطن ووضع هموماً فوق هموم دول الجوار.
موقف مصر من الأزمة السودانية كان واضحاً منذ بدايتها ولم يتخط حاجز الحيادية «طرفة عين» بل وقفت على مسافة واحدة من الأطراف السياسية لكنها كانت تسعى دائماً لحقن الدماء والحفاظ على أمنها القومى المرتبط بالسودان الشقيقة.
وهو ما حظى باحترام وتقدير من كل الأطياف والمشاركين فى المؤتمر، وظهرت حيادية مصر خلال المؤتمر أمس من خلال حرصها الدائم على التوفيق بين طرفى الأزمة معلنة أنه لا بديل عن التوصل لحل سياسى شامل يلبى آمال وتطلعات الشعب السودانى الشقيق مع وقف فورى ومستدام للعمليات العسكرية فى السودان فى لحظة تاريخية فارقة وأزمات عميقة لها تداعياتها على دول الجوار بشكل خاص وعلى القارة السمراء بأكملها بشكل عام.
طالبت مصر المجتمع الدولى خلال المؤتمر بالوفاء بتعهداته لسد الفجوة التمويلية فى السودان ودول الجوار فى وقت شديد الصعوبة.
أما الاتحاد الأوروبى فقد دعا لتخصيص مليارى دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية التى لحقت بكل بيت سودانى جراء الحرب المستعرة منذ ما يزيد على 15 شهراً من مطالبات عاجلة بتخصيص مسار آمن لتوصيل المساعدات للشعب الشقيق.
وجهت الأمم المتحدة الشكر لمصر على مساعيها الدائمة لحل الأزمة مشيدة بالحوار السياسى السودانى الشامل مطالبة بحل سلمى توافقى شامل لإنهاء التفرقة والاقتتال وحماية المدنيين داعية الشركاء الدوليين لبذل المزيد من الجهود لوقف الحرب وحماية المدنيين.