يبدأ اليوم مشرقًا بالنور والضياء مُنهيًا ظلامًا دامسًا وليلًا حالكًا، مُعلنًا للخلق هيّا انهضوا ..فأنا يوم جديد على عملكم شهيد، فاغتنمونى قبل أن تحل نهايتى ،فأنا لن أعود، وهكذا حال السنوات وحال كل البدايات إشراق وبريق ثم غروب وإعتام، وحالنا كحال الأوقات ، شباب قبل هرم ، صحة قبل سقم ، حياة قبل موت ….. فما بالنا والأوقات ، تمر الساعات وتتوالى الأيام وتتعاقب السنوات ، ونحن فى شغل عنها وعما تفعله بنا وعما نفعل فيها ، نضيعها ولا نغتنم بركة بداياتها فنفوز فى نهاياتها ، نُختَبر ونُبتلَى فيها بالشر والخير فَنُفْتَتَن فى كل مرة ولا ننتبه لفتنتها، فتأتى مشرقةً علينا من جديد ممهلةً لنا علَّنا لا نعود ولا تؤثر فينا بفِتَنِها فلا نيأس يأسًا يهلكنا ولا نفرح فرحًا يلهينا عن خالقنا وخالق الأيام مقلّب الليل والنهار ، أنشأنا فى الحياة الدنيا لنُعمِّرها ونتزود فيها لآخرتنا. وها هو عام جديد ، أقبل علينا يدعونا ببركة إشراقه لتجديد نيتنا بتغيير أنفسنا نحو حسن الخلق والعمل الجاد والأخذ بالأسباب متوكلين على الله لتنصلح لنا أيامه وتمر علينا بالرضا وراحة البال وصلاح الحال…. كم تحتاج أنفسنا أن تستريح وتستفيق من كل ما يثقلها وتنوء بحمله من هموم شتى تكالبت علينا من الإهمال والكسل والتواكل والخذلان وقلة الرضا بما قسمه الله لنا …. كم تحتاج أنفسنا أن تكون راضية مرضية لا غِلّ فيها ولا حسد يحرقها فتنشر نارها على من حولها فتفسد أيامنا ثم تجعلها رمادا …. كم تحتاج أنفسنا الطمأنينة والسكينة فتنير حياتنا ويسطع نورها على الكون ناشرًا المحبة داعيًا إلى العمل والأمل والبشر والسرور. فهيا بنا نستقبل عامنا الجديد مستبشرين ببركة قدومه علينا ، متفائلين بما فيه من خيرات ، متحلين فيه بحسن الأخلاق، عاملين فيه للفوز فى النهايات. يا رب متعنا براحة البال وصلاح الحال وقبول الأعمال وصحة وعافية القلوب والأبدان.