ومدرس الحلمية.. و«كلنا مذنبون».. والحوار لم يعد هادئًا..!
عندما كان همام فى امستردام يبحث ويسعى ويجاهد فى سبيل الرزق فإن الإسرائيلى الذى كان معه فى الفندق كان طوال الوقت يحاول الايقاع به وتدبير المؤامرات له..!! هكذا كان محور فيلم الفنان محمد هنيدى الذى كان بعنوان «همام فى امستردام»..!
ويبدو أن همام يعود مرة ثانية لينتقم من الذين قتلوا اخوته والذين شنوا أكبر حرب إبادة ضد المدنيين وشردوهم من منازلهم وديارهم وأوطانهم وقبل عدة أيام وفى مدينة امستردام عاصمة هولندا اتجهت أنظار العالم إلى أحداث شهدتها المدينة «الهادئة» وهى أحداث قد يكون لها انعكاساتها على دول أوروبا كلها.
فقد كان هناك مباراة لكرة القدم بين فريق «أياكس» الهولندى وفريق مكابى تل أبيب.. وحضر المباراة ثلاثة آلاف مشجع إسرائيلى لتشجيع فريقهم..! وانتهت المباراة بفوز الفريق الهولندى فوزًا كبيرًا.. وخرج الجمهور الإسرائيلى غاضبًا من النتيجة ليجد أمامه علمًا فلسطينيًا فى شوارع أمستردادم فقاموا بالتنفيس عن احباطهم من النتيجة بإنزال العلم وتمزيقه وترديد هتافات الموت للعرب..!
وهذه المرة لم تمر الجريمة بدون عقاب.. ولم يكن همام وحده فى المواجهة.. كانت هناك عشرات ومئات النسخ من همام فى كل مكان.. تجمعوا بسرعة وأتوا فرادى وجماعات.. ودبروا كمينًا لمشجعى الفريق الإسرائيلى و»أكل مشجعو الفريق الإسرائيلى نصيبهم من الضرب.. وتعالى صراخهم طلبًا للنجدة.. وإلحقونا.. العرب هيقتلونا»..!
ولأننا ضد العنف.. وندين أن تتحول الرياضة إلى عنف.. ونرفض اقحام السياسة فى الرياضة.. وندعو إلى الحوار الإنسانى بعيدًا عن الإرهاب فإننا نستنكر أن تتحول مباراة لكرة القدم إلى مواجهات فى الشوارع لتصفية خلافات سياسية ونرفض مشاهد العنف والدماء التى تفسد الصورة الجميلة لمنافسات تقوم على تقريب المسافات بين الشعوب فى مختلف المجالات.
غير أن ما حدث فى أمستردام هو رسالة تحذير للعالم أجمع بأن هناك غضبًا وهناك ثورة فى النفوس ضد تجاهل ما يحدث فى غزة ولبنان.. وهناك ثمن هائل سوف تدفعه إسرائيل نتيجة الغطرسة وسياسات القوة وإسرائيل سوف تواجه عزلة دولية.. وإسرائيل لن تنعم بالسلام إلا إذا كان هناك سلام عادل وشامل فى كل المنطقة.. وإسرائيل لن تكون طرفًا مؤثرًا فى الشرق الأوسط إلا إذا تخلت عن أوهام السيطرة وغرور القوة..!! أحداث امستردام كشفت وأكدت قوة «همام» ورفاقه..!
> > >
ونترك همام.. ونبتعد عن التوتر الذى يسود العالم إلى توتر آخر فى سلوكيات غريبة مرفوضة مستهجنة تتعلق ببعض القضايا الحياتية مواقفنا منها.
فى مدرسة الحلمية الإعدادية بنات بمنطقة الخليفة ذهب ولى أمر ليحتج على مدرس اللغة الإنجليزية بدعوى أنه اساء معاملة ابنته الطالبة بالمدرسة..! والعتاب لم يكن عتابًا.. العتاب كان صراخًا وانفعالاً.. العتاب كان على طريقة اثبات الذات واستعراض القوة وانحيار الأب لابنته.. والمدرس لم يتحمل.. المعلم الفاضل وقع مغشيًا عليه ولقى ربه بعد أن أصيب بأزمة قلبية حادة..!
وكلنا مذنبون فى هذا الحادث.. كلنا شاركنا فى قتل الأستاذ محمد فالحوار لم يعد هادئًا.. فنحن فى كل حواراتنا لم نعد نستمع لبعضنا البعض.. غاب صوت العقل والاحترام.. أخرجنا أسوأ ما فينا وصرنا نتربص لبعضنا البعض.. لم يعد هناك تسامح.. ولم يعد هناك تحاور ولم يعد هناك رأفة.. ببعضنا البعض.. صرنا نذهب للمستشفيات لنهاجم ونعتدى على الأطباء ونلقنهم دروسًا فى الطب أيضا.. واتجهنا إلى المدارس فى إرهاب منظم ضد المعلمين.. والطالب دائمًا على حق والمعلم هو المخطيء.. ورفعنا شعارات.. لا ضرب فى المدارس وكأن المعلم كان يتلذذ بالضرب أو العقاب.. وجعلنا المعلم يخاف على حياته وسمعته من الطلاب فارتعشت يداه وتحمل الكثير وفقدنا التربية قبل أن يضيع معها التعليم وكلنا مذنبون يا أستاذ محمد لأننا لم ندرك قيمة ومعنى المعلم.. ولم ندرك أن أهم وأسمى مهنة هى أن تكون أستاذًا..!! الأستاذ هو وحده الذى مكانة وحضارة أى مجتمع..!
> > >
ولماذا لا يحدث كل هذا العنف وسوء السلوك فى المدارس الخاصة الأجنبية التى تتجاوز رسومها الدراسية أرقامًا فلكية؟! والإجابة من خلال هذه الواقعة التى تتعلق بأحد الآباء.. فقد ذهب الأب إلى المدرسة يشكو من ارتفاع متزايد فى الرسوم الدراسية وارتفع صوته قليلاً وهو يعترض ويحتج ويهدد.. وأتاه مسئول من المدرسة وطلب منه الهدوء والانصراف على الفور قائلاً له: «إذا لم يكن فى مقدورك سداد الرسوم فإن عليك نقل ابنك إلى مدرسة أخرى وإلا سنقوم نحن بطرده من المدرسة»..! والأب على الفور أظهر الجانب الآخر الهاديء.. وتراجع بسرعة واعتذر أيضا وخرج دون أن يعد مرة أخري.. ودفع وسيدفع ولن يكرر الاعتراض.. وهذا هو أحيانا ما ينبغى فعله.. الحزم.. ثم الحزم.. ثم الحزم.. والأدب ثم الأدب ثم الأدب..!!
> > >
وتعالوا نتعرف على الرقي.. على المشاركة المجتمعية.. على الناس حين تتعاون وتتكاتف من أجل الحياة والرقى والجمال.
فقد تعرضت مدينة فالنيسيا فى اسبانيا لفيضانات عارمة جرفت السيارات وتسببت فى اضرار كبيرة وخلفت وراءها كميات هائلة من المياه.
وسكان المدينة لم ينتظروا الأجهزة المحلية لإزالة المياه واصلاح الشوارع.. سكان المدينة خرجوا بأعداد كبيرة لنظافة الشوارع.. كلهم شاركوا فى أعمال النظافة.. رجالاً ونساء وشيوخًا وأطفالاً.. المدينة مدينتهم.. وهم من يعيشون عليها.. وهم لن ينتظرون طويلاً لإصلاحها وإعادتها إلى سابق عهدها.. الناس هى من تقرر مصيرها وشكل حياتها.. والجمال لا ينبغى التفريط فيه..!
> > >
وفى حديث كرة القدم. فإنه لا عجب.. إلا الدورى المصري.. الفرق التى تلعب وتجيد هى التى تنهزم.. والفرق التى تبدو تائهة وضائعة فى الملعب هى التى تفوز..!! أرزاق وحظوظ..!