الجهود المصرية مستمرة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى
هناك ضرورة على المجتمع الدولى أن يضع حداً لما يحدث فى غزة من حرب إبادة جماعية تشنها اسرائيل على القطاع دون توقف، فماذا ننتظر خلال الأيام القادمة عقب حرب استمرت أكثر من عام ونصف وتقترب من عامها الثانى وما زال الفلسطينيون متمسكين بأرضهم ولديهم الاصرار على أن يظلوا فى هذه الأرض حتى يستشهدوا فيها، ضحايا يوميا بالمئات ومصابون بالآلاف يتمسكون بأن يعيشوا حياة عادية على أرضهم ولكن مازال العدوان الاسرائيلى يمارس كل ما لديه ويستولى على أراضى ويحتلها بدون مبرر ويقتل ويدمر، وكل هذا يحدث أمام أعين العالم، ولكن أين العالم من كل هذه الممارسات والافعال التى أصبحت وكأنه لا يعنى بها شئ أو أننا نشاهد فيلماً سينمائياً ننتظر نهايته بشغف لنعرف ما الذى سيكون ونأمل أن تكون هناك مفاجأة سارة من خلال العودة لاتفاق وقف إطلاق النار الذى تم فى 19 يناير 2025 وتبادل الأسرى والرهائن والعمل على إعادة إعمار غزة والتعافى المبكر مع وجود الفلسطينيين فى أرضهم أثناء إعادة الإعمار وهو ما تسعى له مصر من خلال استضافتها لمؤتمر إعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية فور وقف الحرب على غزة.
آن الأوان للعمل بجدية من خلال كافة الأطراف الدولية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لأن التأخر فى ذلك سيزيد من الأزمة الحالية التى تشهدها المنطقة وهو ما سيؤدى إلى عدم استقرار المنطقة برمتها مع إمكانية دخول أطراف أخرى فى هذا الصراع الحالي، فالأوضاع شديدة الخطورة فى قطاع غزة، نتيجة لمنع دخول المساعدات من الجانب الإسرائيلى منذ استئناف العدوان الغاشم على القطاع فى مارس الماضي، وأن الحل الوحيد هو العمل على العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع فى 19 يناير الماضى وهذا هو المجال الوحيد لتحقيق التهدئة والوقف الدائم لاطلاق النار والعمل على تأمين اطلاق سراح جميع الرهائن.
الجهود المصرية مستمرة ومتواصلة ولن تتوقف من أجل سرعة التوصل إلى اتفاق ينهى معاناة الشعب الفلسطينى ووقف للعدوان والعمل على نفاذ المساعدات الإنسانية والطبية بشكل كامل وإعادة الإعمار.
إذا أراد العالم أن يكون السلام هو السائد بين سائر الدول عليه أن يحقق العدالة برمتها ولا تكون ازدواجية المعايير هى المسيطرة لأنه لا يمكن أن تطلق «حقوق الإنسان» على ما يريدونه ولا تطلق على شعب أعزل يموت يومياً بدون أى ذنب سوى لأنه على أرضه ويحلم بدولة مستقلة مكتملة الأركان، وعلى العالم ألا يظلم شعباً أراد أن يعيش حراً أبياً ولكن الاحتلال الإسرائيلى اغتال براءته واستهدف أطفالاً وشيوخاً ونساء لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيون فهل ذلك ليس من حقوق الإنسان، إن ابسط معنى لهذه الكلمة هو أن يعيش الأنسان حياة بدون أن يقتل ويتم تهديده كل وقت، وبالتالى فهل من العدالة أن يترك هذا الشعب هكذا دون أن يتم معاقبة الجانى الذى اعتدى ومازال يعتدى بكل أسلحته الفتاكة على هذا الشعب الأعزل، فالصرخات التى نسمعها يوميا بل وكل لحظة من هذا الشعب تهز اركان العالم لانقاذه مما عليه، فهل نرى تغيرا فى هذا العالم من أجل إنقاذ هذا الشعب من ويلات الحرب التى دمرت كل معانى الحياة فى غزة من بنية تحتية وصحية وتعليمية، وأخرى فنأمل أن نرى هذا العالم قد استيقظ قبل فوات الأوان.