الوضوح سياسة مصر، والصراحة عنوانها والموقف مبدأها وكلمـة الرئيـس عبد الفـتاح السيسـى أمام القمة العربية جاءت مترجمة لهذه الثلاثية، واضحة في رسالتها للجميع بأن مصر لم ولن تغير موقفها، ثابتة راسخة بجانب الفلسطينيين، لن تتخلى عن القضية ولن تخذل شعبها ولن تفرط فى حقهم المشروع مهما كان الثمن.
الموقف المصرى ليس تصريحًا أو قولًا فقط، بل فعل على الأرض، والشهور السبعة الماضية خير شاهد، التاريخ المصرى كله فيه ما لا تكفى مجلدات لذكره عن نصرة فلسطين، لكن الشهور الماضية، ومنذ بدء الأزمة تلخص حكاية مصر مع فلسطين، وتترجم موقفها الواضح، ودعمها اللامحدود في سبيل أن يخرج الشعب الفلسطينى من المعاناة وأن يتوقف نزيف الدماء.
توصيف الرئيس كان ملخصًا للمعاناة وكاشفًا لحجم الإجرام الإسرائيلى فى حق الأبريـاء.. تحدث الرئيـس عن المأساة الكبرى التى عنوانها إمعان في القتل والانتقام والحصار الذى هدفه التجويع والترويع والتشريد.
صراحـة الرئيـس التى تعودنا عليها تجلت في وصفه للعجز المؤسف للمجتمع الدولـى بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية عن ايقاف الحرب ومواجهة التهرب الإسرائيلي المستمر من مسئولياتها والمراوغة التى لا تتوقف حول جهود وقف إطلاق النار، وإصرارها على المضى في عملياتها العسكرية برفح الفلسطينية.
كلمـة الرئيـس السيسـى أمام القمة عنوان كبير للحالة برمتها، حالة شعب يعانى وينزف ويتألم، ودولة تواجه مصيرًا غامضًا وعدوانًا لا يتوقف عن سفك الدماء.. ومجتمعا دوليا عاجزاً لا يملك أن يفعل شيئا.
ولهـذا كان النـداء الصـادق من الرئيـس للمجتمع الدولي أن العدالة الدولية في اختبار هو الأصعب.. وأن الوقت ليس في صالح أحـد، والتعاون مطلوب لإنقاذ المستقبل قبل فوات الأوان وايقـاف الحـرب التى يتعرض لها الفلسطينيون الذين لهم حق في الحياة لا يقل عن حق غيرهم. النـداء الرئاسـي يستحق أن يتوقف أمامه كل منصف في المجتمـع الدولـي، وكل راغب في السـلام، وكل باحث عن الاستقرار والأمن لأنه بدون إنهاء لحالة العدوان الإسـرائيلي لن يتحقق السلام ولن يهدأ الإقليم ولن تسـتقر الأوضاع.
وكما قال الرئيـس فمن الوهم أن يتخيل البعض أن الحلول الأمنية والعسكرية يمكن أن تحسم أمرًا أو تحقق أمنًا، ومن الخطأ أن يعتقد البعض أن الوصول إلى حافة الهاوية قد يحقـق مكسـبًا.
المكسب الحقيقى الذى يجب أن يبحث عنه الجميع هو السلام الذي تضيء شعلته مصر، ولن تتخلى عنها لأنها الأمل الوحيد لانقاذ المنطقة بل العالم كله من الحروب والدمار.