لابد أن يتدخل كل المسئولين فى الكرة المصرية من أجل مجاراة العالم كله فى ضبط الأجندة المحلية والدولية حتى تستقر أحوال الكرة المصرية مثلما نشاهد فى أغلب دول العالم التى نعرف فيها بدقة موعد إنطلاق وموعد نهايتها باليوم والساعة.
فى الوقت الذى أقيمت فيه بين 4 و5 أسابيع فى بطولات الدورى فى أوروبا قبل التوقف الدولى الأخير، وأصبح أى متابع يستطيع أن يعلم جيدًا موعد بدء وإنتهاء الدورى الإنجليزى أو الإيطالى أو الفرنسى أو الأسباني، فإن الدورى المصرى مازال مجهول الهوية تمامًا ليس فقط على مستوى الأجندة والمواعيد، وإنما المشكلة الأكبر أنه حتى نظام المسابقة مازال مجهولاً تمامًا وبخاصة أن اتحاد الكرة ورابطة الأندية ينظرون دائمًا إلى الربح المالى والمردود من البطولات المحلية قبل البحث فى صالح الكرة المصرية وكيف تنضبط محليًا ومن ثم يستطيع المنتخب استعادة هيبته المفقودة فى القارة.
بدون مسابقات محلية منضبطة من المستحيل أن نفرز منتخبًا قويًا يستطيع إسترداد كأس الأمم الأفريقية بعد 15 عاما من آخر انتصار وذلك خلال البطولة التى تستضيفها المغرب خلال الفترة من 21 ديسمبر 2024 إلى 18 يناير 2026.
عودة إلى نظام بطولة الدورى وهو العنصر الأول الذى يحدد شكل الموسم فى أى دولة لأنها المسابقة الأطول والأكثر أهمية ثم يأتى بعدها المسابقات القصيرة مثل الكأس والسوبر والرابطة وغيرها التى يمكن ضبط أجندتها بسهولة كما حدث فى بطولة كأس مصر الأخيرة التى فاز بها بيراميدز عندما تقرر إنهاء المسابقة خلال أيام قليلة.
الحقيقة أن نظام بطولة الدورى يشهد دائمًا صراعًا بين عاملين أساسيين، الأول هو استثمارى وبالتأكيد أن إقامة دورى كامل من 34 أسبوعا يحقق أرباحًا أكبر ماديًا من الرعاة والبث والإعلانات وخلافه أكثر من أى نظام آخر يقلل من عدد المباريات، ولكن ماذا عاد هذا الاستثمار على الكرة.. بالتأكيد لا شيء لأن الكرة المصرية على المستوى التنظيمى أصبحت فى الحضيض بسبب هذا الإرتجال.
العنصر الثانى هو رأى الأندية، وهو أمر غير صحيح تطبيقه لأن المصلحة العامة تجب أى رأى للأندية وبخاصة أن أغلب الأندية ترفض فكرة الدورى الإنتقالى الذى يقام مؤقتا بعدد أقل من المباريات لأن الفرق المنافسة تخشى أن تكون بدايتها غير جيدة، وبالتالى لن تستطيع المنافسة على اللقب، بينما ترفضه الفرق المنافسة على الهبوط خشية أن تحقق نتائج سلبية فى البداية لا تستطيع معها أن تلحق نفسها من السقوط للقسم الثاني.
أهم شيء لإيجاد الحلول هو قيام مجموعة من البعيدين عن المصالح بوضع إستراتيجية هذا الموسم بشكل سريع وإنطلاق الدورى بشكل معدل بأسرع وقت ممكن حتى يتسنى إنهاء الموسم مبكرا والعودة من موسم 2025- 2026 إلى الأجندة المعتادة لأنها تشهد كأس الأمم القادمة التى نطمح فيها أن نعود لأمجادنا الأفريقية، ولن أبالغ إذا قلت أنها أهم من الوصول لكأس العالم فى وضعها الجديد التى أصبح لأفريقيا فيها 9 مقاعد وثلث.
أعلم تمام أننى أحرث فى الماء فى وجود المجموعة الحالية التى تقود الكرة المصرية، ولكننى لن أكف يوما عما تعلمته فى الإعلام من أنه المنارة التى توضح الحقائق للرأى العام وللمسئولين عسى أن يأتى الشخص القويم الذى يعدل هذه الأوضاع الرياضية الكارثية!!