الأحداث المتسارعة والديناميكية التى جرت بها الأحداث فى سوريا الشقيقة واستطاعت من خلالها الفصائل السورية المسلحة الوصول إلى السلطة واسقاط الدولة فجرت بداخلى ذكريات عشرسنوات ماضية فى مواجهة مخططات أهل الــشر على مصــر، بدايــة من طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى تفويض المصريين لمواجهة الإرهاب المحتمل مرورا بتطهيرها من كافة أشكال الإرهاب حتى تعميرها من خلال تنفيذ مشروعات تنموية ضخمة شملت مختلف القطاعات الحيوية، وإنشاء وتطوير العديد من الخدمات فى المدن والقرى وتطوير المرافق الخدمية والبنية التحتية.
ولأن الجذور العميقة تصمد أمام الرياح مهما كانت عاتية، ففى خلال تلك الفترة لم تواجه مصر تنظيمات إرهابية فقط كلفتها آلاف الشهداء من خيرة شبابها من جهاز الشرطة والقوات المسلحة بخلاف الأف المصابين، بل واجهت منتخب الإرهاب العالمى متمثلا فى دول إقليمية ودولية كبرى كانت تدعم وتساند قوى الشر بالمال والسلاح والمعلومات المخابراتية، واستخدام كافة أجيال الحروب من أجل أسقاط مصر، إلا ان دولة 30 يونيو بإرادتها القوية وصلابة عزيمتها واجهت هذا الإرهاب اللعين بضرب معاقله داخل وخارج الحدود، حتى استطاعت أن تقضى على تلك التنظيمات التى كانت تعمل على أراضيها، وملاحقة الهاربين منهم خارج البلاد.
واليوم وبعد تداعيات الأحداث وتطوراتها اتضح للجميع إجابة السؤال المهم الذى كان يطرح نفسه على الشارع المصرى خلال تلك السنوات وهو.. لماذا كانت أولويات الرئيس السيسى فى السنوات الماضية هى تطوير القوات المسلحة وتنويع سلاحها فى كل فروعها، بالتوازى مع بناء اقتصاد قوي، رغم الهجوم المخطط والمنظم لأبواق الشر عبر لجانهم الإلكتروينة وكافة وسائل السوشيال ميديا المأجورة على هذا الموقف بحجج واهية لا أنزل الله بها من سلطان.
وبما ان الشواهد كلها تقول إننا على مشارف حرب عالمية ثالثة إن لم تكن بدأت بالفعل، وبالإضافة إلى كافة تهديدات دول الجوارعلى حدودنا، نستطيع أن نقول وبكل ثقة إن القيادة السياسية المخلصة استشرفت الواقع الذى نعيشه اليوم بكل تفاصيله، وأن أولويات الدولة فى تجهيز وتطوير قواتها المسلحة كان القرار الأصح، وكذلك فانه بعد مرور أكثر من عام مما يحدث على حدودنا الشرقية، وتصاعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وجنوب لبنان، والمحاولات المستميتة لجر مصر للدخول فى هذه الحرب، بالإضافة الى أحداث سوريا الأخيرة، فإن القيادة السياسية رغم الضغوط الدولية والإقليمية والطابور الخامس فى الداخل، حافظت على سيادة مصر على أراضيها وحماية أمنها القومي، وهو ما يعنى أن الإدارة السياسية المصرية تدير ملف القضية الفلسطينية وكافة الملفات بكل حنكة وذكاء، رغم الاستفزازات الإقليمية والدولية والمحلية الداخلية.
فى تصورى ان غياب بعض المواطنين وعدم وعيهم وإدراكهم بما يدور فى المطبخ السياسي، تجعلهم غير مدركين لكثير من القرارات السياسية الأستراتيجية التى قد لا تكون على هواهم أو عكس مصالحهم الشخصية الذاتية، لكن عند وضوح الرؤية والإدراك، فعليهم جميعا أن يعيدوا حساباتهم فى مواقفهم السابقة لأن القادم صعب ومقلق ويحتاج إلى أن يكون المصريون جميعاً «يد واحدة» فى مواجهة قوى الشر المتربصة لحماية جبهتنا الداخلية.
كلمة فاصلة:
ببساطة.. الحقيقة التى يجهلها أكثر الناس هى أن مصر ستظل محفوظة بإذن الله مهما تكالبت عليها المخططات والمؤامرات من الداخل أو الخارج، وأن المصريين وهم فى اسوأ حالاتهم تمكنوا من قهر الصليبيين والمغول والتتار، حقا انها العظمة والعبقرية والموهبة والنعمة التى اسكنها الله فى جينات هذا الشعب حيث يفاجئك بإراداته وعزيمته وانجازه عندما يكون الانجاز مستحيلا والنصر بعيد المنال، وكلمة السر تكمن فى «تحيا مصر أولا وأخيرا».. حفظ الله مصر وشعبها.