هل كان الأهلى جديراً بالفوز على بيراميدز فى لقاء أمس الأول فى قمة الكرة المصرية الفعلية التى تحدد نصف طريق الفوز بالدورى هذا الموسم على أن تكون مباراة الفريقين الثانية بعد 9 أيام فقط من الآن محددة للنصف الثانى لترشيحات البطل؟؟ سؤال تداولته الجماهير كثيرا عقب اللقاء الصاخب الذى انتهى بفوز صعب للأهلى 3-2.
الحقيقة أن أغلب المتابعين من جماهير ومتخصصين من بينهم كاتب هذه السطور كانوا يتوقعون تفوق بيراميدز فى هذه المباراة نظراً لتفوق الفريق محلياً فى الفترة الأخيرة وبخاصة بعد خروجه من مجموعات دورى أبطال أفريقيا حيث أصبح الفريق بعدها متفرغاً للدورى فقط، فيما كان الأهلى والزمالك منهمكين فى مواصلة المشوار الأفريقى فحصل الفريق على راحة كافية أعطت الفريق نفساً جديداً ففاز فى 14 مباراة متتالية بكل جدارة وقدم أفضل العروض بين كل الأندية المصرية فى الفترة الماضية، فيما عانى الأهلى من إجهاد المشاركة فى 8 بطولات هذا الموسم.
لكن ماذا حدث فى المباراة تكتيكيا؟ هذا هو المهم والمحدد لمدى أحقية الأهلى للفوز.. كولر كانت تعليماته صارمة بالضغط العالى القوى على فريق بيراميدز من أمام منطقة جزائه وهو الأمر الذى أربك تماماً حسابات يوريتشيتش المدير الفنى لبيراميدز والذى تايع بدقة فريق الأهلى فى مبارياته الأخيرة ولم يجد الفريق يضغط فى البدايات بهذه الضراوة.
تسبب هذا الضغط فى تقدم الأهلى بهدف لوسام أبوعلى بتمريرة رائعة للشحات وكان بإمكان الأهلى قتل المباراة تماما فى الشوط الأول إذا سجل هدفين آخرين على الأقل من فرص محققة لوسام ومروان عطية، ومن هنا كان الأهلى جديرًا بالتفوق حتى النصف الثانى من الشوط الأول عندما تمكن فيستونمايلى الكونغولى من الإفلات فى عمق دفاعات الأهلى وتسجيل هدف التعادل فى الفرصة الوحيدة التى واتت فريق بيراميدز.
كان بيراميدز الأفضل فى بدايات الشوط الثانى مثلما كان الحال فى الدقائق الأخيرة من الشوط الأول بفضل ما فعله يوريتشيتش من العودة للاعتماد على الكرات العرضية التى سجل منها بيراميدز أغلب أهدافه فى الفترة الأخيرة ولم يكن هناك بديل عن اشراك أفضل لاعب يلعب الكرات العرضية فى مصر الآن وهو محمد الشيبى بعد أن ابعده عن التشكيلة الأساسية متعمداً خشية وقوعه فى أى توتر مع لاعبى الأهلى بخاصة الشحات بعدما تم فى قضيته معه، ولكنه وجد نفسه فى احتياج له للثغرة التى تولدت فى الجبهة اليمنى لبيراميدز المواجهة للجبهة اليسرى للأهلى فدفع به كبديل فى الدقيقة 32 لتحول للعب الكرات العرضية التى جاء منها الهدف الثاني.
هنا يكمن دور مارسيل كولر فى تحويل الشحات إلى الجبهة اليمنى رغم أنه يجيد أكثر فى الجبهة اليسرى حتى يكون بعيداً عن الشيبى حتى قبل أن يشارك ومن ناحية أخرى لأنه من القلائل الذين يجيدون اللعب على طرفى الملعب بنفس المستوي، ومن الجبهة اليمنى صنع الشحات الهدف الأول وأخطر فرص المباراة ومنها أيضاً حصل على ضربة الجزاء والتى اختلفت حولها وجهات النظر.
أما الدور الثانى الذى قام به كولر فهو التغييرات التى جاءت فى وقت مناسب سجل خلاله الأهلى هدف الفوز بخاصة الدفع بأفشة وأليوديانج مع رضا سليم فهيمن تماماً على وسط الملعب فى الوقت القاتل للمباراة وتكفى الرباعى المتألق خالد عبدالفتاح وربيعة وعبدالمنعم وكريم فؤاد بايقاف خطورة عرضيات بيراميدز.
الخلاصة أن الأهلى كان الأفضل عبر مجريات اللقاء بأكمله والفريق الأكثر إهداراً للفرص وحتى ضربة الجزاء المشكوك فيها قابلها عدم احتساب ضربتين أخريين لصالح الأهلى أقر بهما كل خبراء التحكيم وبالتالى فإن فوز الأهلى قد جاء عن جدارة على عكس معطيات ما قبل المباراة من أن بيراميدز كان الأفضل فنياً.
يبقى أن نذكر أن مقاليد الأمور للفوز بالدورى أصبحت فى يد الأهلى بعد أن وسع فارق النقاط المفقودة مع بيراميدز إلى 4 نقاط قبل مواجهتهما الثانية التى تعطى 3 نقاط فقط ومن ثم أصبح فوز الأهلى بباقى مبارياته حتى فى حالة فوز بيراميدز بلقاء الدور الثانى يمنحه لقب الدوري.