لم يكن الخطاب الذى ألقاه الرئيس الأمريكى بايدن فى البيت الأبيض قبل أيام حول الوضع فى الشرق الأوسط وإعلانه عن مقترح اسرائيلى يقدم خطة لوقف مستدام لإطلاق النار فى غزة، وإطلاق سراح الرهائن، مفاجأة، لأن هذا المقترح ليس سوى نتائج للجهود المصرية القطرية للتوصل إلى حل لإنهاء الحرب المستعرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والذى يؤكد وضع خريطة طريق لليوم التالى وبدء مرحلة جديدة من السلام فى الشرق الأوسط، إذ يركز على إعادة المحتجزين إلى ديارهم، ويمهد الطريق لتسوية سياسية توفر مستقبلاً أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وفق خطاب بايدن الذى أكد أن هذا المقترح إسرائيلى ليحفظ ماء وجه الإدارة الإسرائيلية التى ظلت طوال الأشهر الماضية ترفض الوقف الدائم للحرب ولم يعد أمامها الآن سوى الرضوخ لمطالب المقاومة خصوصاً بعد اجتياحها رفح وعدم تحقيقها النصر الكامل والقضاء على حماس كما روجت خلال الأشهر الماضية وتبين أن نتنياهو يبيع الوهم للإسرائيليين.
ولم يخل خطاب بايدن من الاعتراف أن المقترح جاء نتيجة جهود ممتدة طوال الأشهر الماضية وبعد الدبلوماسية المكثفة التى قام بها فريقه ومحادثاته مع قادة مصروإسرائيل وقطر ودول شرق أوسطية أخري، للوصول إلى صيغة نهائية لهذا المقترح الإسرائيلى الذى تم إرساله عبر الوسيط القطرى لحركة حماس، داعياً إلى قبول الاتفاق قائلاً «حان وقت انتهاء هذه الحرب»، مشيراً إلى أن الاتفاق المحتمل يتكون من ثلاث مراحل ستستمرالأولى لمدة ستة أسابيع، وتتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان فى غزة كما تتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن، بمن فيهم النساء والمسنون والجرحي، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين وتتضمن إطلاق سراح رهائن أميركيين، وإعادة رفات رهائن قتلوا إلى عائلاتهم، فيما سيعود الفلسطينيون المدنيون إلى بيوتهم فى جميع مناطق غزة، ومن ضمنها شمال القطاع، وستتدفق المساعدات الإنسانية بمعدل 600 شاحنة يومياً، ومع وقف إطلاق النار، يمكن توزيع هذه المساعدات بشكل آمن وفعال على كل من يحتاج إليها .