فى مدينة قازان عاصمة تتارستان احدى جمهوريات الاتحاد الروسى يجتمع اليوم 24 زعيماً ورئيس دولة على رأسهم قادة «بريكس بلس» وهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ومصر والإمارات وإيران وإثيوبيا بالإضافة إلى عدة دول طامحة فى الانضمام إلى التجمع مثل كازاخستان وتركيا وإندونيسيا والجزائر وكوبا وفلسطين وغيرها وبالطبع ستكون هناك مشاركات من الاتحاد الأفريقى وبعض المنظمات الدولية، تابعت باهتمام تصريحات عديدة من زعماء دول التجمع تتمحور حول ميلاد جديد للتجمع فى وقت شديد الدقة يمكن أن يفضى إلى نظام دولى جديد، كنا فى مصر ننظر إلى التجمع على أنه فرصة اقتصادية يجب استغلالها على الوجه الأكمل، والآن نرى ونسمع ونتابع ما يتردد رسميا وعلى ألسنة قادة كبار من اننا نعيش» اوان بريكس» حيث الطريق ممهد لنظام عالمى جديد، يتحرر من قيود ومخالب بريتون وودز التى صاغها واستفاد منها ويحافظ عليها الآن الدول الغربية الكبرى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وهنا لابد وان ننظر إلى قمة قازان بنظرة واقعية بعيدا عن التهوين من شأنها أو التهويل بقدراتها، فالغرب مازال قويا ويتحكم من خلال المؤسسات الدولية التى يتحكم فى قراراتها من مجمل الأحداث، لكن على الجانب الآخر نرى إمكانية خلق نظام عالمى مواز جديد يحقق العدالة والمنافسة ويساعد فى ضبط إيقاع العمل بعيدا عن حالة الاحتكار والاحتقار التى يمر بها جنوب العالم، التجمع يمكنه مواجهة سطوة الدولار وتقليل الاعتماد عليه لكن لا يمكنها إخراجه من الملعب مهزوما مدحورا، التجمع إذا أحسن القائمون عليه إدارته وتوجيهه فى مسارات غير تصادمية يمكن ان يحفر طريقه وسط الصخور دون ضجيج واسع، لكن إذا رفع تجمع بريكس طموحاته إلى درجة المعادلة الصفرية فهذا لن يؤدى إلى نجاح من اى نوع ويتحول الأمر إلى صراعات عبثية لن تفيد شعوب الجنوب، مصر هنا تشارك للمرة الأولى بعد انضمامها الرسمى فى يناير الماضى، ويشارك الرئيس السيسى فى اول قمة بعد الانضمام فى وقت يمر فيه العالم بصراعات وحروب مرشحة ان تستمر بلا توقف وانعكاسات ذلك على المشهد الإقليمى خصوصا مع ارتفاع درجة الصراع فى الشرق الأوسط إلى الدرجة شديدة الخطورة فى لبنان وفلسطين واليمن وسوريا والمخاوف الشديدة من اندلاع حرب كبرى فى المنطقة البائسة، لذلك نجد صوت مصر مختلفا فى كل المناسبات والمنتديات، صوت العقل والحكمة والسلام والتعاون والبناء، لسنا طرفا فى أحلاف ضد أحلاف ولسنا جزءاً من كل متصارع ولسنا بوقا لطرف على حساب طرف ولا نعمل بالوكالة وليس لنا اطماع ولا نتدخل فى الشؤون الداخلية لأحد، القانون الدولى والمعاهدات والاتفاقات المصدق عليها موضع احترامنا مع مطالبتنا الجدية بضرورة إصلاح الأمم المتحدة وتغيير النظام العالمى الاقتصادى، من هنا تأتى أهمية مشاركة مصر فى هذا التجمع فى هذا التوقيت.. ونواصل غداً.