قبل أقل من مائة يوم من ذهاب الأمريكيين لصناديق الاقتراع وبعد ضغوط هائلة بسبب الحالة الصحية لجوبايدن أعلن انسحابه من السباق الرئاسي، وكما قال من أجل مصلحة أمريكا والحزب الديمقراطي هذا القرار ربما بقلب السباق للبيت الأبيض رأسا على عقب سواء داخل أروقة الحزب الديمقراطى أو داخل حملة ترامب مرشح الحزب الجمهوري.
جاء إعلان بايدن تأييد نائبته كاملا هارى لتكون مرشحة الحزب لمواجهة ترامب فى الانتخابات المقرر لها الخامس من نوفمبر المقبل ليس نهائيا رغم تأييد العديد من المؤثرين الديمقراطين إلا بعد معرفة القرار الذى سيخرح من الاجتماع الذى سيعقد فى الأسبوع الثالت من أعسطس المقبل لحوالى أربعة آلاف مندوب ديمقراطى لاختيار مرشح الحزب الديمقراطى الذين كانوا ملتزمين بدعم بايدن إلا أنه بعد انسحابه المفاجئ أصبحوا غير ملتزمين بأى قانون أو قواعد حزبية لمساندة أى شخص حتى لو كانت نائبة الرئيس.
هنا تظهز أزمة الحزب الديمقراطى التى تجسدت فى تصريحات رئيس اللجنة الوطنية للحزب حين قال إن الحزب سينظم عملية شفافة ومنظمة للمضى كحزب ديمقراطى موحد لاختيار مرشح جديد بعد إعلان بايدن انسحابه من السباق ويمكنه هزيمة ترامب.
وهنا يتضح أن فوز هاريس بالترشح ليس محسوما فهى تواجه تحديات مع الناخبين فاستطلاعات الرأى كانت تضعها فى مرتبة أقل من بايدن وحتى الرئيس الأسبق أوباما ونانسى بيلوسى لم يؤيدا ترشحها صراحة بجانب وجود قائمة من الأسماء المرشخة لخلافة بايدن ومنافسة هاريس أهمها حكام كاليفورنيا وميتشجان وبنسلفانيا.
الديمقرطيون يرون أن حزبهم يحتاج لمرشح أصغر سنا ويتمتع بقدر كاف من القبول الشعبى والمهارة في إجادة لعبة الانتخابات وان يكون ليبراليا لارضاء التقدميين ويستطيع جذب المعتدلين والمستقلين والأهم ان يكون قادرا على منافسة ترامب والتغلب عليه ، وإذا كانت هناك حجج تؤكد ضعف فرص هاريس فهناك أخرى ترفع أسهمها أهمها تمتعها بشرعية أكبر من بقية الأسماء المطروحة كونها نائية الرئيس وبالتالى لها الحق فى الأموال التى جمعتها حملة بايدن وإن كان فور الإعلان عن تأييد بايدن لترشحها جمعت حملاتها ما يقارب من 50 مليون دولار فورا من صغارالمتبرعين المؤيدين للحزب الديمقراطي.. كما انها كامراة سمراء من أصول آسيوية تجذب الناشطين الحقوقيين فى مجال حقوق المرأة واستقرار الحزب على اختيارها يمنع من نشوب عملية انقسامات داخله.
يبقى نظرتها للسياسة الداخلية التى لا تختلف عن التوجه العام للحزب وممارسات بايدن وكذلك السياسة الخارجية فيما يتعلق بخلف الناتو ودعم اوكرانيا ومحاربة التفوق الصينى فى اسيا الا انها تختلف عن بايدن الذى عرف نفسه بأنه صهيوني فهاريس المتزوجة من يهودى الا ان قربها من الجناح التقدمى جعلها ضد سير الحرب الإسرائيلية غزة ومعاناة الشعب الفلسطينى فى الوقت الذى دعمت فية خق إسرائيل فى الدفاع عن النفس فهل تترك منظمة ايباك هاريس تدلف للبيت الأبيض؟