تدور منذ انطلاق كأس العالم للأندية المناقشات حول إمكانية استكمال تجربة الفيفا بإقامة كأس العالم للأندية بشكلها الموسع بعد سنوات طويلة من تعليق ملف كأس العالم بهذا الشكل الجديد بسبب رفض غالبية الدول الأوروبية لهذه البطولة بشكلها الجديد على مدى سنوات مضت بحكم أنها تزيد أعباء الأندية وتزيد أيضا من إجهادهم والذين يفترض الآن أن يحصلوا على راحة بين الموسمين فى فترتها الحالية.
ولكن الإتحاد الدولى «الفيفا» لعب بأهم ورقة لجذب أعتى أندية العالم ومن بينها الأوروبية عن طريق المال ولذلك قصة مهمة استعرضها فى السطور القادمة.
لماذا يهتم الفيفا الآن اكثر من أى وقت مضى بإقامة بطولة لكأس العالم على مستوى الأندية وهو الذى ينظم كأس العالم للمنتخبات والتى تعتبر أهم بطولة كروية على وجه الأرض؟؟
الحقيقة أن الفيفا وعلى رأسه الآن جيانى إنفانتينو وجد الآن أن السطوة والقدرة المالية الضخمة والجماهيرية الكبيرة إنتقلت فى السنوات الماضية كاملة إلى الأندية أكثر من المنتخبات، حتى أن الأجندة الدولية للفيفا والخاصة بالمنتخبات على مدى الموسم أصبحت الآن تمثل عبئا كبيرا على اللاعبين وبخاصة الذين يغادرون الأندية التى يلعبون لها فى أوروبا إلى قارات أخرى مثل أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية ويعودون بعد ساعات طيران طويلة تجعل المديرين الفنيين لا يستعينون بهم فى أول المواجهات بعد انتهاء الأجندة الدولية.
وحتى الجماهير فى كل أنحاء العالم أصبحت تشعر بالضيق خلال التوقفات الدولية لآنها تحرمها من متابعة الدوريات الكبرى التى أصبحت تستقطب الأنظار أكثر من المباريات الدولية التى أصبحت الآن تتسم بالمستوى المتراجع حتى تلك التى تضم نجوما عالميين لأنهم يخشون على أقدامهم التى تمثل رأس مالهم فى الحياة.
لذلك كان تفكير إنفانتينو فى أن إقامة كأس عالم على مستوى الأندية سيسحب البساط تدريجيا من كأس العالم على مستوى المنتخبات وبالتالى فإن العوائد المالية ستزداد تدريجيا فى السنوات القادمة ، بجانب ان البطولة ستزداد شعبية للجماهير التى أصبحت تعشق وتتابع كل الأندية الكبرى فى العالم مثل ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان ويوفنتوس والإنتر وليفربول ومانشستر سيتى وغيرها.
الفيفا أيضا قرر أن يبث مونديال الأندية عبر تطبيق متاح مجانا لتشاهد أى مباراة، وهو أمر بالتأكيد لن يتكرر لاحقا فى ظل المصروفات الكثيرة التى تتطلبها إقامة مثل هذه البطولة وفى ظل العوائد الأساسية لكرة القدم الآن من البث التليفزيوني، وكان الهدف من ذلك خلق شعبية كبرى لهذه البطولة.
ثم والأهم وهو وضع جوائز ضخمة لمجرد المشاركة فى البطولة وبالطبع كان لأوروبا نصيب الأسد من هذه الأموال وتبلغ عوائد المشاركة للأندية المصنفة الأولى فى أوروبا حوالى 38 مليون دولار لأن تلك الأندية تحظى بعوائد عملاقة من الرعاية وحقوق البث أكثر من أندية أمريكا الجنوبية التى تحصل أنديتها على أكثر من 15 مليون دولار نظير المشاركة بينما تحصل أندية قارات افريقيا وأسيا وأمريكا الشمالية على نحو 9 ونصف مليون دولار للمشاركة لأن هذا المبلغ لا تحققه تلك الأندية فى أى بطولة أخري، ويكفى ان نذكر أن مجرد الوصول لدور الـ 16 فى مونديال الأندية يحقق أكثر من 21 مليون دولار لأى ناد أفريقى وهو ما يزيد عن 5 أضعاف ما تحققه إذا فازت بدورى أبطال أفريقيا أقوى البطولات القارية.
فهل ينجح الفيفا بسلاح المال والجماهيرية فى ترسيخ بطولة كأس العالم للأندية واستمرارها كل 4 سنوات…هذا ما ستجيب عنه السنوات القادمة !!