استمعت إلى أغنية رامى عياش وأحمد عدوية «بحب الناس الرايقة اللى بتضحك على طول.. أما العالم المتضايقة أنا مليش فى دول».
قلت وهل فيه ناس رايقة اليومين دول فى العالم كله؟ طيب أخباركم.. هل مزاجكم رايق لسه بتضحكوا ولا الضحكة ضاعت.. طيب فين الابتسامة بصراحة واحشانا طيب فين النكتة المصرية لسه بتسأل صاحبك عن آخر نكتة سمعتها؟ هل مازالت ضحكتنا على فنانى النكت فى الثمانينيات والتسعينيات إسماعيل يس وشكوكو ومن بعدهم سيد الملاح وأحمد غانم ثم حمادة سلطان وغيرهم، طيب فين لمة زمان.. شكلك عايز تقول مفيش لمة خلاص.
أنا لا استفزك أو افاجئك بسؤال عما بداخلك من أوجاع كلنا أصبحنا هكذا.
هناك كلمتان عن الصفات النفسية للمصريين نحن أكثر شعوب العالم حساسية ونقاء ومشاعر حلوة طيبة هى الشخصية المصرية منذ قدم التاريخ حتى الآن.
قال ابن خلدون عالم الاجتماع الشهير عنا: أهل مصر يميلون للمرح والفرح.. النكتة والقفشة والسخرية.. وطول البال والراحة النفسية وحب الحياة.. اسمحوا لى أن أعلق على كلمة حب الحياة.. ازاى الحال الآن؟
هل حضرتك بتحب الحياة الآن، هل أنت مبسوط وسعيد هل لسه بتحب النكت أم أصبحت من زمن فات، هل أنت خالى البال؟.. أكيد هذا الكلام غريب عليك وعلى ناس كثيرة الآن.
ترد وتقول راحة البال إيه ومبسوط إيه؟ طيب ازاى وأنا متوتر على طول وقلقان على طول ومش مبسوط خالص.
وتسأل هل حضرتك لا تشعر بحالنا؟ عاجبك الأسعار التى يفاجئك بها بعض التجار كل يوم.. بالطبع لا هل تتذكر زجاجة الزيت وصلت عند البعض بكام اليوم والخضار بكام بالرغم من أننا لا نستورده.
والأرز والسكر والمكرونة وخلافه ليس لدى قائمة بالأسعار لأنها تتغير يومياً.. العدس مثلاً الأكلة الشعبية وصل إلى كام فى بعض الأماكن.
ففى وسط موجات الغلاء المتلاحقة سواء لدينا أو فى الخارج ورغم كل الجهود التى تبذل لحصارها نفتقد بشدة حملات توعية قوية تساعد المواطن على التعامل الصحيح فيما يواجهه من أزمات.
هل يمكن على هذا الحال نعود لابن خلدون وتكون فرحان وتحب النكتة هل ستحب الحياة إن شاء الله ستعود.. مصر المحروسة قد تمرض ولكنها لا تموت.
تسألنى كيف حال العالم.. كله زى كله اللغة واحدة بين كل شعوب العالم.. الحالة النفسية هى هي.. كله قلق وتوتر وحزن لا أحد طايق نفسه ولا الذين من حوله فقط افتح قناة التلفزيون على ما يحدث فى غزة فهذا يكفي.
التفاؤل ضاع.. والسعادة انتهت ليست مصر التى تعانى فقط.. بل الشعوب كلها تعانى وتتعذب وتغنى الآن أغنية رامى عياش وأحمد عدوية.. أما العالم المتضايقة أنا ما ليش فى دول.. فالكل متضايق ومتضايق بما يحدث فى العالم من حوله.
يا مخلفة البنات
المثل الشعبى بيقول «يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات.. وهذا معناه أن الفكر المترسخ فى موروثنا الشعبى أن البنت دائماً عبء على أهلها.. وكأنها محاولة للتأكيد على رفض خلفة البنات أو على الأقل أنها غير مستحبة وغير مفضلة.. الكلمات المتوارثة دى بتعبر عن أفكار الذين يؤمنون بها فهى ليست مجرد شعارات كاذبة لا دى أمثال بتعبر عن قناعات أصحابها وتوجهاتهم والحقيقة أن المثل فيه جزء صحيح لأن اختلاف النوع بنت أو ولد هو بيخلق نوعاً من الرفض أو النبذ والاحساس بالهم.
والنبذ والاحساس بالهم هو تركيبة المجتمع وأفكاره الرجعية مع المرأة بتهميش و باعتبارها خاضعة وخادمة للرجل وتذهب للمكان السيئ ويجعلنا نتذكر دائماً أن البنت هم للممات.. لأن أهلها قلقون عليها دائماً من نظرة مجتمع سلبية ومضايقات تتعرض لها طول الوقت خصوصاً لو تفوقت فى الدراسة وفى العمل عن الولد.
وممكن أن تتعرض المرأة عند الزواج وفى عصمة رجل أن يفترى عليها وبالذات لو كانت ناجحة ومتفوقة فى عملها فى نفس الوقت تهتم ببيتها وأولادها ولابد من تغيير أفكار وقوانين مجتمع لا يضع المرأة فى المكانة المناسبة بقانون رادع يحفظ حقوقها ولابد من تغيير فكر مجتمع بيدعمه أن البنت هم.. ومع ذلك يستمع المجتمع إلى أغنية شهيرة لنانسى عجرم «اللى ما خلفش بنات ما شبعش من الحنية ولا دقش الحلويات».. وهذه هى الحقيقة التى يجب أن نعمل عليها ونرفض أى ترسيخ لأفكار هدامة.