الهلوسة الإسرائيلية لا تنتهي، فمنذ بدء طوفان الاقصى فى 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم، توجد حالة من الارتباك لدى القيادات الإسرائيلية بسبب عدم معرفتهم للخطوات التالية التى يجب عليهم القيام بها، وعدم تمكنهم من جر مصر إلى صراعات مسلحة، وفشلهم فى فرض صفقة القرن على مصر، وفى هذا الإطار جددت مصر رفضها القاطع لكافة المحاولات الإسرائيلية لتهجير سكان قطاع غزة، ودفعهم نحو الأراضى المصرية ومنع عودتهم، لوضع مصر فى اختيار صعب ما بين السماح بدخول ابناء فلسطين الهاربين من الموت أو التصدى لهم ومحاولة منعهم بالقوة، وفى هذه الحالة تستغل وسائل الإعلام الصهيونية الحدث وتتلاعب باسم الدين والوطنية، مثلما استغلوا اتهام مصر الكاذب برفض فتح المعبر ونقل المساعدات الغذائية وبحفر انفاق عبر الحدود المصرية لعمليات تهريب مستمرة، وبالرغم من فشل نتنياهو فى التنبؤ بالهجوم على المستوطنات المحاذية للقطاع وفشله فى طريقة تعاطيه مع ملف المحتجزين الإسرائيليين فى غزة، الا انه قال فى كبرياء مزيف إن اتساع رقعة الحرب فى غزة إلى صراع إقليمى مخاطرة يدركها ومستعد لخوضها، كما يروج نتنياهو لنفسه فى الانتخابات باعتباره «سيد الأمن» لعلاقاته القوية مع الولايات المتحدة الأمريكية وتعاونه مع اجهزة الاستخبارات الأمريكية، وعلى الرغم من ذلك لم يستطع تحقيق تقدم فى الاهداف التى يسعى اليها.
ما تقوم به إسرائيل ليس حرباً وانما هى مذبحة للأطفال والنساء وجريمة ضد الإنسانية، حيث خرجت مظاهرات تجوب كافة أرجاء العالم منددة بما تقوم به إسرائيل، لقد كسبت فلسطين تعاطف العالم وخاصة طلبة جامعة كاليفورنيا وجامعة نورث كارولينا وجامعة بيتزر وجامعة كولومبيا وفرجينيا كومنولث الأمريكية، فاتساع رقعة الحرب فى غزة قد يتحول إلى صراع إقليمى من شأنه أن يخلف عواقب خطيرة لا يمكن التنبؤ بها، كما تواجه الولايات المتحدة والغرب خطر الانجرار إلى مستنقع آخر فى الشرق الأوسط، لكن مصر تعلم مدى قدرتها على المواجهة والتحدي، فالجيش الإسرائيلى تناسى ان الامكانيات العسكرية المتطورة التى كانت تملكها إسرائيل فى حرب 1973 لا تكفى وحدها فى مواجهة المقاتل المصرى ذى القدرات الفائقة، كما ان الشعب المصرى شعب ذكى ويعى جيدا الاحداث والأزمات التى تمر بالمنطقة وقادر على الالتفاف الشعبى حول قيادته السياسية لتوفير مزيد من الصلابة والقوة والايجابية من أجل حماية الدولة وعدم الانجرار لأى استفزازات أو شائعات مغرضة، لكن إسرائيل تسعى لتحقيق نصر مزعوم ليتحول نتنياهو لبطل قومي، بالاضافة إلى ان الصهيونية العالمية ترغب فى تحقيق نصر على الارض بتوسيع المستوطنات واحتلال مزيد من الأراضى العربية، كما ان الجيش الإسرائيلى يرغب فى عمل نصر عسكرى يستعيد به سمعته، كما تسعى الولايات المتحدة إلى نصر عسكرى يثبت قدرتها على مساندة إسرائيل وقمع إيران، فى الوقت الذى تسعى فيه روسيا لتوريط الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة لتتمكن روسيا من تحقيق أهدافها فى أوكرانيا، ولذلك من الممكن ان تتحول المنطقة لميدان تصفية حسابات بين العديد من الأطراف الخارجية، حفظ الله مصر.