و«تحت الصفر» ..!! ودرس كروى .. وفكرونى ..
قلنا بذلك مائة مرة.. بل مليون مرة.. والعالم كله يعرف ذلك.. والدنيا كلها شاهدة على هذا.. والآن أتى المفكر الاقتصادى جيفرى ساكس ليقول نفس الكلام.. وربما بنفس الألفاظ، ولهذا أنقل عنه ما قاله حرفيا ونصا حول الحرب فى غزة وما يتعرض له شعبنا الفلسطينى هناك حيث قال: «أمريكا هى التى توفر التمويل وتقدم الدعم العسكرى والعمليات الاستخبارية وإسرائيل لا يمكنها الحرب يوما واحدا بدون الولايات المتحدة، ولا يمكن لإسرائيل أن ترتكب إبادة جماعية فى غزة دون تواطؤ عملياتى كامل من الولايات المتحدة، ولا أقصد التواطؤ السياسى، أعنى التواطؤ اليومى المباشر فى العمليات العسكرية، هذا يجب أن ينتهى.. لدينا إبادة جماعية كاملة مستمرة حتى اليوم، إسرائيل تقتل الناس عمداً بوحشية وبشكل علنى لأن الولايات المتحدة توفر الوسائل لذلك»..!!
وبعد ما قاله المفكر الأمريكى «الحر» جيفرى ساكس.. هل يمكن أن يقال شىء أخر.. كل شىء واضح ويحدث أمام أعيننا.. الحقيقة لا يوجد فيها جدال.. قلناها مرة.. بل مليون مرة.. أمريكا هى إسرائيل وإسرائيل هى أمريكا!!
>>>
وإذا كانت أمريكا هى إسرائيل وإسرائيل هى أمريكا.. فماذا عنا نحن العرب.. ما الذى يمكننا أن نفعل فى هذا العالم الذى نحاول فيه أن يكون لنا مكان وموقع وتأثير تحت الشمس!
والاجابة.. الاجابة قرأتها فى عبارات ذات معان تقول: «العرب هم أول من اخترع البوصلة وأول من أضاعوا الطريق، والعرب أول من اكتشفوا الدورة الدموية وأكثر من سفكوا دم بعضهم.. وأول من اخترعوا الساعة ولا يحترمون المواعيد.. وأول من اخترعوا الصفر ولا يزالون تحته»..!!
والنهاية والخلاصة مؤلمة.. ومؤلمة جدا.. اخترعوا الصفر ولا يزالون تحته.. ربما هذه حقيقة وحقيقة قاسية ولكنه الواقع الذى يجب تغييره والانقضاض عليه.. نحن أمة حضارة وتاريخ وإسهامات إنسانية وعلمية.. وما أصعب كلمة «كنا».. كنا وليتنا نعود..!!
>>>
وأكتب لكم عن سائق توك توك.. سائق توك توك فى الزقازيق بالشرقية يروى ويعكس كل الحكاية.. حكاية السرطان المنتشر فى شوارع مصر من شمالها إلى جنوبها.. حكاية صراصير مجنونة انطلقت تدمر بنيان وبنية المجتمع ببلطجية وخارجين على القانون وأطفال تحولوا إلى فتوات.. وجميعهم يقودون «التكاتك» التى أفسدت وعطلت كل قواعد المرور والأمان فى الشارع.. وسائق الزقازيق كان تعبيرا عن ثقافة «التوك توك».. فقد حاول اقتحام وعبور مزلقان القطار من الاتجاه المعاكس فى وقت اغلاق البوابة عند قدوم القطار.. وعامل المزلقان حاول أن يمنعه وأن يحذره من خطورة ذلك على سلامته وسلامة من معه.. وسائق التوك توك لم يتقبل هذه النصيحة أو التحذير وقام بالاشتباك مع العامل والاعتداء عليه.. سائق التوك توك يريد أن يقول للجميع أن لديه قانونه الخاص.. ولا سلطان لأحد عليه.. سائق التوك أصبح هو القانون.. قانون الفوضى التى اعتدنا عليها.. قانون القبح فى شوارعنا الذى أصبح معهودا.. وكلنا نشارك فى هذه الجريمة، كلنا لا نختلف كثيرا فى قيادتنا لسياراتنا عن سائق التوك توك..!
>>>
والصورة حلوة.. وأكتب عنها لكى نستفيد ونتعلم ونرتقى بأفكارنا وسلوكياتنا.. والصورة فى ملعب مباراة لكرة القدم بين فريقى ليفربول ووستهام.. والصورة تروى ما فعل عدد من اللاعبين من فريق ليفربول الذين كانوا يمررون الكرة باستمرار إلى فخر العرب وفخر مصر محمد صلاح من أجل أن يسجل هدفا فى أول مباراة بعد تجديد تعاقده مع ناديه وحيث أتت جماهير ليفربول لتحتفى به وتردد الأغنية التى صارت مشهورة عن الملك المصرى المتوج على عرش كرة القدم الإنجليزية.. كان الجميع فى الملعب الكل من أجل واحد.. وواحد من أجل الكل.. كان درسا فى أخلاق الفرسان.. أخلاق الرياضة التى تعنى السمو فوق الصغائر.. الفرحة فى القلوب.. والتعاون والمشاركة لإسعاد الآخرين.. كان درسا كرويا كثير المعانى والرسائل!!
>>>
وعلى الجانب الآخر.. وحيث التعصب الكروى قد تحول إلى أحد أمراضنا المزمنة.. وحيث الجمهور لم يعد يذهب لمشاهدة المباريات وإنما لترديد الهتافات الجماعية المسيئة والخارجة على الآداب العامة.. فإن الجماهير اعتادت ان توجه السباب للاعبين بالأم وبالأب.. وبطريقة جنونية جماعية تعكس فقرا فى الثقافة وتدنيا فى الأخلاق وبعدا عن معانى الرياضة وأدبياتها.. ولم تعد الجماهير وحدها هى من يرتكب هذا الجرم وهذا التجاوز.. هناك مجالس إدارات شاركت الجماهير فرحة توجيه هذا السباب الجماعى.. ونفس أعضاء هذه المجالس ذاقوا مرارة نفس الكأس عندما انقلبت عليهم الجماهير ووجهت إليهم نفس عبارات السباب لأن فريقهم قد انهزم فى نهاية المباراة.. أتى العقاب الإلهى بهزيمة مفاجئة لردع الجميع وتأديبهم وتهذيبهم..!
>>>
ونعود إلى الرومانسية.. إلى الناس التى كان فى مقدورها أن تخرج أفضل ما فينا بالكلمة.. باللحن.. بالصوت.. نعود إلى الشاعر عبدالوهاب محمد وإلى الموسيقار محمد عبدالوهاب مع المعجزة الغنائية أم كلثوم.. وفكرونى.. وبعد ما اتعودت بعدك.. غصب عنى، بعد ما نسيت الأمانى والتمنى، كلمتين اتقالوا شالوا الصبر منى، صحوا فى عنيا حنينهم لابتسامك، صحوا سمعى بود كلمة من كلامك، صحوا حتى الغيرة، صحولى ظنونى، وابتدا قلبى يدوبنى بآهاته، ابتدا الليل يبقى أطول من ساعاته.. وأسهر أسمع نبض قلبى بيناديك.. روحى فيك مهما جرى أنا روحى فيك.. يا حياتى أنا كلى حيرة ونار وغيرة وشوق إليك، نفسى أهرب من عذابى نفسى ارتاح بين إيدك.. تسوى إيه الدنيا وأنت مش معايا، هى تبقى الدنيا دنيا إلا بيك.
وللمرة المليون أيضا أتساءل.. من أين كانوا يأتون بكل هذا الجمال فى الكلمات والعبارات.. وهل مات الحب أيضا بعد موتهم.. وتسوى إيه الدنيا وأنت مش معايا.. هى تبقى الدنيا دنيا إلا بيك.
>>>
وأخيرا :
وعلى طهارة قلبك ترزق.. فلا تبالى.
> وتولد وأنت تعرف كلمة نعم، أما كلمة لا فعليك تعلمها.
> وكم ابتلعنا الكلمات فى حين أننا نود قول كل شىء.
> وبعض الحديث ينعش الروح وان قل.
> وأنت حكاية جميلة.. لن تتكرر.