جنود مصر وأهليهم فى رباط إلى يوم الدين
حققت الحضارة المصرية الكثير من التقدم فى مختلف المجالات وكان لها أكبر الفضل على البشرية وعلى الحضارة الغربية بصفة خاصة وحققت أيضا الكثير فى مجال الفتوحات والانتصارات الحربية وكونت امبراطورية مترامية الأطراف تجمع بين شعوب كثيرة كانت تناصب مصر العداء.. ومع ذلك لم تتخل مصر عن تقاليدها الراسخة فلم يشهد التاريخ مرة واحدة أن رجال الحرب المصريين قد أتوا شيئا مما يؤتى فى حروب اليوم من عنف ونهب وتدمير.. ولم يؤثر عنهم إسراف فى إذلال الأسري.. وكان قادتهم يفتخرون دائما بأنه لم يحدث أن استولى جندى على شئ مهما قلت قيمته من عابر سبيل أو سلب شيئا من أحد وكانوا دائما يلتزمون جادة الصواب وتغليب روح التراحم بينهم وبين مواطنى الشعوب المهزومة رغم تفوقهم الحربى وشجاعتهم المنقطعة النظير وصدق رسولنا – صلى الله عليه وسلم – فى قوله هم خير أجناد الأرض.. صدقت يا إمام المرسلين وصدقت ما أخبرت به عن جنود مصر الذين هم وأهليهم فى رباط إلى يوم الدين فلقد حافظوا على التقاليد التى تليق بحضارة مصر وتليق بعراقة شعب أصيل وضربوا أروع الأمثلة الطيبة فى البر بالأعداء المستسلمين فلم ينكلوا بأحد ولم يقترفوا إثما أو شيئا شبيها بالفظائع التى يقترفها مجرمو الحرب الصهاينة فى حق أبناء الشعب الفلسطينى واللبنانى من قتل وإبادة جماعية وتجويع للنساء والأطفال والعجائز وغير ذلك من الجرائم التى لم يشهد العالم مثيلا لها ويتشدق مجرم الحرب نتنياهو بقوله إن جيش إسرائيل أكثر جيوش العالم أخلاقا.
لم يؤثر عن جيشنا طوال العصور القديمة والوسطى والحديثة أنهم أتوا شيئا شبيها بما يفعله النظام الصهيونى فى حق الشعب الفلسطيني.
يا له من تاريخ مجيد اتسمت به مصر وشعبها فى كافة العصور والتزمت به فى حروبها الدفاعية القديمة لأن شعب مصر بوحى من طبيعته الطيبة وطبيعة بلاده المستقرة الخيرة لم يكن يبغى إثارة الحرب من أجل الحرب والغنيمة – كما يفعل الصهاينة اليوم – وإنما من أجل حماية الوطن ودرء خطر الأعداء الذين كانوا يتدفقون فى موجات لا تكاد تنقطع وفى العصور الوسطى لم تغير مصر من طبيعتها وتقاليدها لمصر ولجيشها العظيم تقاليدها وروحها السمحة ما بقى الشعب العريق المخلص لتعاليم دينه وتقاليد حضارته المجيدة.