جيش وطنى له عقيدة راسخة وحزمة مبادئ لم ولن يحيد عنها فى يوم ما، إنه جيش الأمة المصرية، من أطهر رجالها تشكل وتكوَّن ولأجلها يخوض المعارك ويضحى بالغالى والنفيس، جيش خرج من رحم الحضارة الضاربة بجذورها فى أعماق أعماق التاريخ، فلم يكن يوما معتدياً على حقوق الآخرين، ولم يكن يوما بعيدا عن تطلعات الأمة المصرية، جيش لا يباع ولا يشترى ولا يُستأجر، لا يعمل لحساب كائن من كان، فقط يقف حارسًا وراعيًا لحدود ومقدرات مصر، هذه ثوابت ومبادئ منبثقة من العقيدة العسكرية المصرية، وهذه كانت ومضة عن الجيش المصرى أذكر بها هؤلاء الذين يتناسون عمدًا هذه الحقائق لمرض فى قلوبهم السوداء المعتلة، هؤلاء من الحمقى والأغبياء والمرتزقة والمأجورين والغوغائية وغيرهم دأبوا على محاولة «ابتزاز الجيش المصري» مع كل أزمة فى الإقليم، حاول هؤلاء تسخين الرأى العام وطالبوا بأن يتحرك الجيش الى الصحراء الليبية لتأديب الميلشيات المسلحة المتواجدة على الأراضى الليبية، وكانت حكمة القيادة السياسية ودبلوماسية الخطوط الحمراء هى سيد الموقف، كما طالبت نفس الأبواق الزاعقة بأن يتحرك الجيش الى داخل السودان بمبررات متنوعة مغلفة بمعسول الكلام المغلف بالحماسة الوطنية الزائفة، وهنا أيضًا تجلت حكمة القيادة بأن تتمسك بالصبر الاستراتيجى فى معالجة الأمور، واستغلت نفس الأبواق والحناجر قضية سد النهضة ونفخت فى النار المشتعلة تطالب بالانخراط فى حرب خارج الحدود، لكن القيادة مدت فى حبال الصبر للجميع واستمرت فى المعركة الدبلوماسية الصعبة والمعقدة، واليوم تطالب نفس الأبواق الجيش بأن ينتفض ويدخل فى حرب مع إسرائيل، وهنا وجب القول والتنبيه والتذكير إلى أن هناك من يحاول توريط مصر فى اى حرب خارجية لتحقيق حزمة أهداف منها – إيقاف المشروع الوطنى المصرى – إنهاك الجيش المصرى فى أكثر من اتجاه فى وقت واحد لمحاولة وقف صعوده وجاهزيته، والمتابع لوسائل التواصل الاجتماعى يرى ان الإخوان وبعض عواجيز الفرح من بقايا اليسار وكذلك بعض الفصائل الفلسطينية تحاول ابتزاز مصر وجيشها على خلفية أحداث غزة الدامية، يطالب هؤلاء بإلغاء اتفاقية السلام وإعلان الحرب على إسرائيل، واقول لهؤلاء ان مصر تعرف ماذا تفعل ومتى تفعل وكيف تفعل، مصر لا تدار من السوشيال ميديا ولا تقبل ان يزايد عليها احد، لقد خضنا معارك الاستنزاف وأكتوبر من اجل هدف سياسى واهٍ المفاوضات التى تقود إلى تحرير الأرض وقد كان، وقد هاجم مصر الآباء المؤسسون للنظريات الحنجورية العتيقة وقطعوا العلاقات العربية معها وتسببوا فى استشهاد الرئيس السادات، والى الان لم تتحرر الجولان ولم تتحرر فلسطين، بعد مرور كل هذه السنوات يحاول هؤلاء فقط ادخال قدر من الطحين إلى الأراضى المحتلة، إذن فليصمت الحمقى ويتركوا مصر تمضى فى طريقها واقول لهؤلاء الذين يتساءلون «فين جيش مصر» ؟ جيش مصر لحماية مصر.