يتلقى جيل بعد جيل عادات وتقاليد بأسم العرف الذى يتبعه الاباء والاجداد؛ ونسينا ان هناك عادات وتقاليد نحتاجها اليوم ونفتقدها مثل احترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير؛ ومعظم مشاكلنا النفسية بسبب العرف الذى ليس له اساس الا ان وجدنا عليه آباءنا فاتبعناه بلا تفكير! ولكن حان الوقت لنغير فكرنا وبعض العادات الخاطئة وعدم اتباع العرف الذى تسبب فى نشأة أجيال معقدة فالعرف المتبع أن الرجل من حقه فعل ما يشاء فمنذ الصغر تميز الأمهات ما بين الولد والبنت فتبيح للولد فعل ما يشاء ويحق له السهر وقتما يشاء ويعود متى يريد! كما تربى الولد على ان البنت هى من تفعل كل شيء فهى التى تعد له الطعام وأيضا ترتب له غرفته فنشأ لدينا رجال غير متحملة للمسئولية! ولا تشعر بتأنيب ضمير عند الخطأ ولا يشعر انه قد أخطأ بل أصبحت السمة الأساسية لأغلب الرجال الأنانية؛ ولكن ما يدعو للإيجابية اليوم ان امهات اليوم أدركوا هذا الخطأ الذى ارتكبته أمهات امس مع أولادهم وبدأوا فى تربية أولادهم تربية صحيحة بأن لا هناك فرق بين الرجل والمرأة فى العقاب؛ وبعض الأمهات تعود أولادها على مساعدة الأم منذ الصغر فيكبر ويعلم أن عليه مساعدة المرأة سواء أكانت أمه او أخته او زوجته؛ فمن المهم ان تركز الأسرة على تربية أبنائهم تربية صحيحة بحيث يصبح لدينا جيل سوى نفسيا؛ جيل يحترم المرأة ويقدرها؛ جيل يتبع العادات والتقاليد الصحيحة ويترك الخاطئة والتى جرى العرف على اتباعها؛ جيلا يعرف ان الحق هو من ينتصر فى النهاية وليس الباطل كما تعودنا منذ الصغر فى جميع الأعمال الدرامية لابد أن تكون النهاية مرضية للمشاهدين وهى انتصار الخير وليس الشر؛ فالطفل هو النواة التى يتشكل ويصبح عليها المجتمع؛ فإذا نجحنا فى إعداد أطفال اسوياء ووضعنا الأسس السليمة للتربية والتعليم للطفل نستطيع ان نتنبأ شكل المستقبل الذى سيصبح عليه هؤلاء الأطفال؛ فقديما كانت كلمة الطلاق كارثة والطلاق كان أمرا صعبًا حدوثه اما اليوم فأصبح الطلاق أسهل ما يكون بل البعض يفكر فى الطلاق قبل الزواج وكأن الزواج أصبح حقلا للتجربة إذا لم يشعر بالسعادة والارتياح فليطلق بكل سهولة ونسوا بأن الله وصفه بالميثاق الغليظ! فالبعض اليوم يبارك لمن طلقت والبعض يقوم بعمل احتفال للطلاق! امس كان الرجال يعلمون أن صفة الرجولة لا تطلق الا لمن يتسم ببعض السمات وهى القوامة الانفاق على البيت والأسرة اما اليوم فالبعض منح تلك السمة للأنثي! بالأمس الرجل يشعر بالإهانة إذا بادرت الأنثى بالدفع نيابة عنه اما اليوم فيدعوها لتلك المبادرة ولا يشعر بأن ذلك يقلل من رجولته! فمتى نعود كما كنا بالأمس الراجل يعى معنى كلمة رجولة وأيضا الأنثى تعى ما هى صفات الأنثى حتى لا تتبدل الأدوار فعندما تشعر الأنثى بعدم الأمان تلقائيًا تتخلى عن صفة الأنوثة حتى تستطيع مواجهة المجتمع وأيضا لشعورها أنها أصبحت تتمتع بالصفات التى افتقدتها فى أغلب رجال اليوم! فعندما تجد الأنثى الرجل يتحلى بسمات الرجولة كما ينبغى فورًا تعود لطبيعتها كأنثى.