«مصر عملت اللى عليها واكتر» تجاه الشعب الفلسطينى وقضيته تبذل على مدار الساعة اقصى الجهود للتخفيف عن اهل غزة والضفة بالتصميم على وقف اطلاق النار والعمل مع كل الاطراف للتوصل الى اتفاق دائم يُوقف العدوان الصهيونى ويرفع الحصار عن القطاع ويسمح بدخول المساعدات الانسانية دون عقبات.. جهودها واتصالاتها على اعلى المستويات تقودها القيادة السياسية منذ اللحظة الاولى للعدوان ونجحت فى وأد مخطط التهجير والحفاظ على القضية الفلسطينية حية تتصدر جدول اعمال المجتمع الدولى وطرح خيار حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية.. ما عليها ادته على احسن وجه ونجحت فيه وتحملت ادوارها ومسئولياتها القومية باقتدار وجدارة.. جعلت كثير من المسئولين الدوليين يشيدون بهذا الدور اكثر من مرة يأتى على رأسهم الامين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريش وقادة اوروبيين.
اذا كانت مصر ادت ما عليها واكثر رغم التحديات الداخلية والخارجية المحيطة بها من كل اتجاه فماذا قدم الآخرون وبصراحة شديدة ربما ما قدمته مصر يفوق كل ما قدمه الآخرون فقد انحسر ما قدمه البعض على مساعدات انسانية فقط رغم انهم يمتلكون ادوات تستطيع ان تساهم فى التخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى وتخدم قضيته لكن هناك فارق تاريخى وحضارى وانسانى بين دور مصر وما يمكن ان يقدموه يرجع الى تحمل مصر الجزء الاكبر من المسئولية التاريخية والقوميه منذ اندلاع الصراع العربى الصهيونى واعتبرته»صراع وجود وليس صراع حدود» والقناعات بأن الكيان الصهيونى تم زرعه لاهداف بعيدة المدى لا تتوقف عند فصل المشرق العربى عن المغرب العربى ولا فى هيمنة هذا الكيان على المنطقة وانما فى ان يكون اداة تعوق و تعرقل اى دولة عربية عن خطط التنمية وتعمل بكل الوسائل لكى تظل الدول متخلفة عن الركب العلمى والثورات الصناعية وتبقى سوقا استهلاكية تستورد كل متطلباتها من الغذاء الى التكنولوجيا دون ان تكون لديها قدرة على التصنيع او انتاج الغذاء.
وهناك دول وكلها من تحالف الشر يصرح قادتها باحلى الكلام عن حق الشعب الفلسطينى فى دولة مستقلة وعن ضرورة وقف اطلاق النار فورا وفتح المنافذ لادخال المساعدات والبكاء احيانا على ما تنقله لهم وسائل اعلامهم من مآس انسانية وابادة جماعية يندى لها الجبين قامت بها اسرائيل بـ»اسلحتهم»ضد السكان المحاصرين والعزل و هذه الدول تمد الكيان الصهيونى بكل انواع الاسلحة الفتاكة التى قتلت النساء والاطفال الذين يتباكون عليهم امام كاميرات التلفزيون ولا يتورعون عن فضح انفسهم عندما يخرج مسئولون منهم يطالبون بوقف تصدير السلاح لاسرائيل.
وتبقى امريكا حاملة لواء الحريه وحقوق الانسان والممول الاول لمنظمات المجتمع المدنى فى العالم هى المتهم الاول وراء كل ما يحدث من مجازر وابادة ماعية وتدمير وتخريب المساكن والمرافق والخدمات فى قطاع غزة هى من تقدم للكيان الصهيونى من الذخائر الى الصواريخ الى القنابل الحارقة والخارقة للخرسانات وكذلك أحدث انواع الطائرات واحدث منظومات الدفاع الجوى وتزودها بكل المعلومات الامنية والدعم المالى والاقتصادى والحماية والغطاء السياسى فى مجلس الامن والمحافل الدولية.
اخر ما ستقوم به امريكا نشر احدث انظمة الدفاع الصاروخي»ثاد»فى اسرائيل لحمايتها من رد ايرانى محتمل على العدوان الاسرائيلى المرتقب على اهداف فى ايران وسيقوم جنود امريكيون فى الكيان الصهيونى بتشغليها.
بعد كل ما تقوم به امريكا تجاه اسرائيل اظن انه لم يعد لدى اى شخص فى العالم شك فى ان من يعتدى على غزة ولبنان ويغتال قادة المقاومة ويشعل نيران الحرب فى المنطقة حسب مصالحها وحسب نفوذها هى امريكا والكيان الصهيونى ما هو الا اداة اذا منعت واشنطن تدفق الاسلحة الفتاكة والدعم اللامحدود له سيتوقف العدوان ويعود الهدوء للمنطقة فورا.
هذا هو الفارق بين الامة المصرية المتحضرة التى تنطلق سياساتها ومواقفها من ثوابت وطنية وقومية وانسانيه وحضاريه وبين الامم الهمجية التى تنطلق اعمالها من فكر العصابات وقطاع الطرق واللصوصية التى لا تعرف الانسانية ولا تضعها فى الحسبان بل بعضهم يستخدم الحرية وحقوق الانسان كسلع يتاجرون بها فى الفضائيات وامام المجالس والمنظمات الوهمية التى اقاموها وتحمل نفس الاسم وتدعى ان مسئوليتها حماية حقوق الانسان وهى فى الحقيقة جمعيات لعقوق الانسان وتبقى مصر وسط الفوضى والهجمية الدولية والاقليميه ووسط هذا اللغط والغموض والتعامل بوجهين.. الدولة الوحيدة التى تحمى حقوق الشعب الفلسطيني.