يترقب المواطن العربى الزيارة التى سيقوم بها الرئيس الامريكى دونالد ترامب إلى كل من السعودية وقطر والامارات فى الفترة من 13 إلى 16 من هذا الشهر التوقيت بالغ الحساسية لان الرئيس الامريكى يسعى للعب دور الوسيط المنجز فى ظل تعقيدات متزايدة على اكثر من جبهة كما قال المستشار السابق للأمن القومى الامريكى باراك فايفل.
فهل تأتى ملفات الحرب على غزة والبرنامج النووى الايرانى وتنامى التوتر مع الحوثيين فى البحر الاحمر رغم تكلفته العسكرية المتصاعدة والتى تتكبدها الولايات المتحدة لتعاملها بقسوه مع التهديدات من الحوثيين ورغم هذه التكلفة الناتجة عن الانخراط العسكرى فى هذه المنطقة الا انها ما زالت مستمرة على قمة اهداف زيارة ترامب واعطاء الضوء الاخضر للكيان الصهيونى ليقوم بضربات متتاليه على مرافق البنية الاساسية والحيوية فى دولة اليمن ما هو الا رسائل موجهة لدول المنطقة.
اختلف المراقبون حول اولويات ترامب خلال زيارته المرتقبة إلى المنطقة فالبعض يرى انها ستركز على امكانية عزل إيران ودفعها للعودة للجلوس لطاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووى والعمل على وقف إطلاق نار مستدام فى غزة واستعادة مسار اتفاقيات ابراهام من خلال تعزيز التطبيع مع دول عربية جديدة بتسويق شعارات انهاء الحروب المزمنة وتحقيق الاستقرار الاقليمى والرخاء.
الا ان البعض الاخر من المراقبين يشكك من الاساس فى نوايا ترامب وان اولوياته لا علاقة لها بوقف الحروب واخماد لهيب النيران بالمنطقة أو حماية المدنيين وانها ستقتصر على الملفات الاقتصادية والاستثمارية والضغط على المقاومة الفلسطينية، بقبول صيغة لوقف اطلاق النار قبل انهاء زيارة الرئيس للمنطقه من اجل انتزاع انجازا سياسى يقدمه للرأى العام الامريكى.
الزيارة فى نظر هذا الفريق لن تحدث تحولا جوهرياً إلا فى حالة تغيير حدة الدعم الامريكى غير المشروط لدولة الاحتلال حتى يتم كبح جماح عدوانها لأن كل دول المنطقة متضرره.
الاستنزاف هو العنوان الرئيسى التى تعانية كل من ايران وسوريا من جهات متعددة والعراق مهددة والاردن والضغط مستمر على دول منطقه الخليج وهذا يحتم من الجميع التخلى عن الصمت عالى التكلفة والبحث عن مواقف لمواجهة المخاطر الوجودية المحيطة بالمنطقة.
وفى الجانب الآخر يرى المسئولون الاسرائيلييون العاملون فى وزارة الدفاع فى الزيارة للمنطقه فرصة سانحة للتوصل لاتفاق بشأن الرهائن والمحتجزين فى قطاع غزة الا ان هذا لا يمنع اسرائيل من البدء بعملية جديدة فى قطاع غزة اذ لم يتم التوصل لاتفاق يتأكد ذلك بعد موافقة مجلس الوزراء الأمنى على عملية موسعة فى قطاع غزة فى حالة عدم التوصل لاتفاق بشأن الرهائن ستبدأ عملية (عربات جدعون) بكثافة ولن تتوقف حتى تحقق كل اهدافها الا ان أحد الأكاديميين الاسرائيليين يرى ان ما فشلوا فى تحقيقه فى عام ونصف فى قطاع غزة من الصعب تحقيقه فى الشهور المقبلة انما ما يتم من قصف نارى كثيف لاجبارالسكان على التهجير.
اجماع معظم المراقبين على ان الملف الاستثمارى هو الهدف الحقيقى وراء الزيارة للمنطقة.
وتجاهل دماء الأبرياء وتجويعهم وحصارهم واجبارهم على النزوح جنوباً من القطاع فى منطقة شديدة القسوة بلا خدمات وبلا طعام ولا كهرباء ولا دواء ولا ماء لا يهم من سقطت ضمائرهم وذابت انسانيتهم رغم صرخات عيون الأطفال والعجائز وهذا ما كنا نتمنى ان يكون على رأس ملفات زيارة ساكن البيت الابيض للمنطقة واجتماعاته إلا ان له أقوالاً اخرى تمس الوجود ذاته.