رحم الله الدكتور سيد عويس رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية الراحل وصاحب كتاب «هتاف الصامتين» الذى عبر من خلاله عن أحاسيس الرأى العام فى عقود سابقة بطريقة غير مسبوقة.
جلس الدكتور سيد عويس فى مداخل القاهرة من الدلتا والصعيد والاسكندرية يقرأ ما هو مكتوب على السيارات ويسجلها لديه ثم أجرى تحليلا لمضمون هذه العبارات وما تعبر عنه ثم أعد كتابًا حمل هذه المضامين أطلق عليه «هتاف الصامتين».
اليوم بعض المسئولين فى أمس الحاجة لممارسة هذا الفكر عبر متابعة وسائل التواصل الاجتماعى بشرط الا تكون معبرة عن الكتائب الالكترونية المغرضة ولها أهداف محددة نحن فى أمس الحاجة لنسمع ونعى ونفهم ماذا يريد المواطنون.
عودة الكتاتيب
تحية واجبة لفضيلة الامام الاكبر فضيلة شيخ الازهر على دعوته لعودة الكتاتيب وتفعيل دور «رواد الازهر» فى جميع المحافظات.. ففى هذه الدعوة علاج فعلى لما يحدث فى مجتمعنا وسقوط القيم من خلال حرب سافرة ضد قيمنا ومبادئ الاسلام.
قيل للحسن البصرى: ان فلانا يحفظ القرآن.. فقال: قل ان القرآن يحفظه.. ولعل القرآن يحفظ شبابنا وابناءنا ان شاء الله.. حيث قام الجامع الازهر بعقد خمس دورات تدريبية استهدفت اكثر من 5400 معلم ومحفظ للقرآن الكريم بفروع رواق القرآن الكريم فى المحافظات ويبلغ عددها 1250 فرعا.. وهى خطوة تستحق الثناء والمتابعة حتى نعود للقرآن ليحفظ ابناءنا بعد ان تاهوا من تأثير السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعى.. وضياع القيم والاخلاق والابتعاد تماما عن تعاليم الاسلام ومبادىء القرآن.. بل وصلتا إلى الحرب ضد القرآن وكأنها حملة مدبرة وتستهدف الاجيال القادمة فالحرب لن تكون من الخارج بل ستكون من الداخل وللاسف الشديد.
وماذا بعد الذكاء الاصطناعى؟
خلال الايام القليلة الماضية تابعنا احداثا وازمات تثير القلق لان معظم هذه الاحداث ابطالها اطفال تأثروا ببرامج على الموبايل والسوشيال ميديا.. بل وصل الامر مؤخرا إلى تأثير الذكاء الاصطناعى.. فى حادث قيل ان طفلين ومن خلال الذكاء الاصطناعى وبخطة وصفها لهم احد برامج الذكاء الاصطناعى نجحا فى قتل طفل ثالث كان يتنمر بهما حسب اقوالهما.. وعندما شكا الطفلان لبرنامج الذكاء الاصطناعى وضع لهما خطة الانتقام ونفذاها حرفيا وقتلا الطفل الثالث وتم الكشف عن ذلك عندما لاحظ المحقق القضائى الذكى ان اقوال الطفلين واحدة وكأنهما يحفظان تلك الاقوال.. وهنا تم الكشف عن دور الذكاء الاصطناعى.
صحيح ان برامج الذكاء الاصطناعى مفيدة جدا وتطور تكنولوجى رائع ومفيد الا اننا لابد ان نعى انها سلاح ذو حدين وقد يتسبب ذلك فى جرائم لا تخطر على بال احد.. لكنه الذكاء الاصطناعى.
قد يكون هذا الكلام بلا جدوى فقد بحت اصواتنا عن تأثير الانترنت السلبى.
ولعلها مناسبة ان نشيد ونحيى القرار الذى صدر بتحويل قضايا البلطجة إلى قضايا ارهاب.. فقد يكون هذا القرار رادعاً قوياً لايقاف مسلسل البلطجة الصارخة الذى استشرى فى المجتمع.. واصبحت فيديوهات الانترنت على السوشيال ميديا ظاهرة دائمة وحوادث شبه يومية.
مطلوب التدخل العاجل والسريع لمواجهة كل هذه الظواهر السلبية وعلاجها بل ان الوقاية خير من العلاج فى مثل هذه الاحداث.