أكد الدكتور هانى ناصر عبد الحميد الأستاذ المساعد بقسم الكيمياء بكلية العلوم فى جامعة أسيوط، والفائز بجائزة «الألكسو» للإبداع والابتكار للباحثين الشبان فى الوطن العربى لعام 2024 أنه سعيد بحصوله على الجائزة و ينسب نجاحه للوطن .
د. هانى فاز عن بحثه فى علوم المواد لاستخدامها فى تنقية المياه وهو إنجاز رائع يعكس الأهمية المتزايدة للأبحاث التطبيقية فى مواجهة تحديات أساسية مثل نقص المياه وتلوثها ويخدم المجتمع فى تقديم حلول مبتكرة ومستدامة تهتم بحياة الناس وصحتهم، خاصة فى المناطق التى تعانى من ندرة المياه النظيفة فى العالم مؤكدا انه سوف يتم تكريمه خلال فعاليات ملتقى الشارقة لتوأمة الجامعات العربية الذى سيعقد خلال الشهر الجارى بجامعة الشارقة.
> ما طبيعة الجائزة التى حصلت عليها وأهميتها؟
>> ان جائزة الألكسو للإبداع والابتكار تعتبر من الجوائز المرموقة التى تمنحها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» لدعم وتشجيع الابتكار والإبداع العلمى فى العالم العربي، لانها تهدف إلى تكريم العلماء والباحثين الذين يساهمون بإنجازات متميزة فى مجالات مختلفة كالتعليم، العلوم، البيئة، التكنولوجيا، والفنون.
وأضاف ان أهمية الجائزة تكمن فى أنها تساهم فى تعزيز البحث العلمى والابتكار فى الوطن العربى وتشجع على تقديم حلول عملية للتحديات التى تواجه المجتمعات العربية، سواءً فى المجال الصحى أو البيئى أو غيرها من المجالات الحيوية بالإضافةً إلى ذلك تعتبر الجائزة اعترافاً بقدرة الباحثين العرب على المساهمة بشكل فعّال فى التقدم العلمى وإيجاد حلول مبتكرة تنافس على المستوى الدولي، مما يعزز من حضور الكفاءات العربية فى الساحة العلمية العالمية.
> ماذا تمثل بالنسبة لكم الجائزة ؟
>> بالنسبة لى تمثل تقديرًا كبيرًا وشهادة على قيمة العمل الذى قمنا به فى مجال معالجة ملوثات المياه وتطوير مواد فعّالة للتخلص من الملوثات الخطرة والفوز بهذه الجائزة يعزز ثقتى فى أهمية هذا البحث ويحفزنى لمواصلة السعى نحو حلول أفضل للتحديات البيئية والصحية التى تواجه مجتمعنا.
كما أن الجائزة أيضًا تمثل لحظة فخر شخصى ومهني، لانها تعكس الاعتراف بجهودى وجهود الفريق فى تحقيق إنجاز علمى قد يسهم فى تحسين جودة الحياة وحماية البيئة وبالإضافة إلى ذلك تعزز هذه الجائزة طموحى فى التوسع فى أبحاث جديدة، وإلهام الباحثين الشباب للاهتمام بمشاريع تخدم المجتمع بشكل مباشر.
> ماهى تفاصيل مشروع البحث الذى تقدمت به للفوز بالجائزة؟
>> لحصولى على جائزة الألكسو للإبداع والابتكار، كان عليّ أن أقدم مشروع البحث الذى عملت عليه مع الفريق، مع تسليط الضوء على أهميته العلمية وتأثيره العملى فى معالجة التحديات البيئية تضمن تقديم تقرير مفصل يشرح مراحل البحث وتفاصيل ابتكار المواد المستخدمة وفعاليتها فى إزالة ملوثات المياه مثل الأصباغ والميكروبلاستيك.
و بعد تقديم المشروع، خضع لتقييم لجنة من الخبراء المتخصصين، حيث تمت دراسة جميع جوانب البحث، بما فى ذلك أصالة الفكرة، والابتكار فى طريقة التحضير، والكفاءة فى تحقيق النتائج، وتأثير المشروع على المجتمع.
وقد لعبت النتائج العلمية القوية والتطبيقات العملية دورًا كبيرًا فى إقناع اللجنة بمدى أهمية هذا العمل، بالإضافة إلى مساهمة المشروع فى توفير حلول للمشكلات البيئية الملحّة، وهو ما أتاح لى فرصة الفوز بالجائزة.
> كي دعمتك وزارة التعليم العالى والجامعة فى هذا النجاح؟
>>تلقيت دعمًا مهمًا من الجامعة والمؤسسات التعليمية والبحثية فى الدولة، مما كان له أثر كبير فى نجاح البحث،حيث قدمت الجامعة بيئة بحثية داعمة من خلال توفير المرافق المختبرية المتقدمة والأجهزة اللازمة، مما ساعد فى إجراء التجارب بدقة وتطوير المواد بكفاءة.
كما دعمتنى الجامعة عبر تشجيع المشاركة فى المؤتمرات وورش العمل العلمية، مما أتاح لى التواصل مع باحثين آخرين فى المجال وتبادل الأفكار والخبرات.
كما حصلت من التعليم العالي، على تمويل بحثى مكننى من توفير المواد اللازمة للتجارب وتوسيع نطاق البحث بالإضافة إلى ذلك كان هناك دعم معنوى وتشجيع مستمر من خلال إبراز أهمية البحث فى المجتمع العلمى وتشجيع المشاريع التى تخدم البيئة والصحة العامة ، حيث أصبحت هناك مبادرات عديدة تركز على الاستدامة وحماية البيئة، مما يعكس اهتمامًا حكوميًا متزايدًا بتوفير حلول للمشاكل البيئية.
> كيف ترى اهتمام الدولة فى دعم البحث العلمى وتحقيق التنمية المستدامة 2030؟
>> أن موقف الدولة فى دعم البحث العلمى مهم وأساسى لتحقيق التقدم والاستقلال فى مجالات المعرفة والابتكار، خاصة فى مواجهة التحديات البيئية والصحية التى نواجهها.
فى السنوات الأخيرة، أبدت الدولة اهتمامًا متزايدًا بدعم البحث العلمي، و أصبحت هناك برامج تمويل مخصصة للمشاريع ذات الأثر المجتمعي، مثل الطاقة المستدامة ومعالجة الملوثات والتقنيات الصحية، وهو توجه مشجع للغاية.
مع ذلك، هناك مجال لتحسين هذا الدعم بحيث يشمل تيسير الوصول إلى المعدات والتقنيات الحديثة، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات الصناعية، وتقديم المزيد من المنح البحثية، خاصة للباحثين الشباب الذين يمتلكون أفكارًا مبتكرة ولكنهم يفتقرون إلى الموارد اللازمة لتحقيقها.
الاهتمام المتزايد من الدولة فى هذا الجانب يعطى إشارة إيجابية، ولكن تسريع وتيرة الدعم وجعل البحث العلمى أولوية استراتيجية سيساهم بشكل أكبر فى تعزيز القدرة البحثية للمجتمع العلمي، وفى إحداث تطورات جذرية من شأنها أن تنعكس على الاقتصاد وجودة الحياة فى المجتمع.