نتقدم بكل التقدير والاحترام لرجال ونساء وشباب وأطفال المقاومة الفلسطينية واللبنانية لمقاومتهم طوال 419 يومًا للتمدد الإسرائيلى نحو الأراضى العربية وبالأخص ما تم خلال نوفمبر 2024 الذى يجب أن نطلق عليه شهر مفخرة المقاومة العربية.
فى قطاع غزة ابلى الشعب الفلسطينى بلاءًا حسنًا خلال نوفمبر 2024 وبالاخص أهالى الجزء الشمالى فى بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون وبالرغم من التكرار اليومى لقصف العديد من المنازل خلال الليل وقبل صلاة الفجر لقتل أكبر عدد من المدنيين واستشهاد متوسط 50 فلسطينبًا يوميًا وبالرغم من سياسة التجويع والتى تعتبر من أفظع جرائم الحروب وسياسة تدمير البنية التحتية للصحة والدفاع المدنى نجح الفلسطينيون فى التمسك بأراضيهم ومنازلهم حيث مازال متواجد بالجزء الشمالى 100 ألف فلسطينى يرفضون النزوح إلى جنوب القطاع وعلى التوازى نجحت المقاومة الفلسطينية فى تنفيذ عمليات فدائية بصور يومية والخروج ما بين ركام المنازل لتدمير عشرات الدبابات والجرافات انتاج شركة كاتربلر الأمريكية الواجب مقاطعتها بواسطة كل العرب حيث تستخدم إسرائيل كل معداتها لهدم المساكن والمستشفيات وكل المؤسسات الفلسطينية واللبنانية وتجريف الشوارع.
وعلى سبيل المثال اعترفت إسرائيل بمقتل جندى إسرائيلى فى جباليا يوم ٧ نوفمبر واصابة آخر ومقتل جندى جنوب لبنان واصابة خمسة آخرين واستهداف قاعدة حيفا البحرية بالصواريخ النوعية لأول مرة وفى العاشر من نوفمبر نجحت المقاومة اللبنانية فى الاشتباك المباشر مع قوة عسكرية إسرائيلية حاولت التسلل عند بلدة (عيترون) وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح.. واطلاق عشرة صواريخ نحو الجليل الأعلى والغربى واصابة ثلاثة أشخاص لسقوط صاروخ بمدينة نهاريا شمال إسرائيل.
وفى يوم 13 نوفمبر اعترفت إسرائيل بمقتل ضابط وخمسة جنود داخل منزل بجنوب لبنان تم استهدافه بصاروخ موجه مضاد للدبابات واستهداف دبابة وناقلة جنود وتدميرهما واستهداف تل أبيب بعدد (10) صواريخ نوعية واستهداف مبنى وزارة الدفاع والمخابرات الحربية الإسرائيلية وقاعدة حيفا وقصف شمال إسرائيل بعدد (50) صاروخ.
وفى 17 نوفمبر تم قتل ضابطين وجندى فى جباليا بعد استهدافهم من المسافة صفر وتقول إسرائيل إن المهاجمين خرجوا من نفق أسفل منزل تم اقتحامه بواسطة جنود إسرائيليين وفى نفس اليوم اعترفت أيضا بمقتل آخر واصابة اثنين بواسطة قنصهم من عناصر المقاومة الفلسطينية ونجحت عناصر حماس فى استهداف دباباتى ميركافا وجرافة D9 انتاج شركة كاتربلر الأمريكية المطلوب مقاطعة منتجاتها داخل الدول العربية واستهداف تجمعات جنود بالقواذف الهاون واطلاق صاروخين نحو مستوطنات غلاف غزة.. ويتم ذلك بالرغم من التوغل والحصار الإسرائيلى لكل قرى ومدن قطاع غزة مما يوضح بسالة عناصر المقاومة الفلسطينية واصرارهم على احداث أكبر خسائر فى البشر والمعدات الإسرائيلية.
وفى لبنان نجحت المقاومة العربية المتمثلة فى حزب الله خلال نوفمبر 2024 فى استهداف العديد من المؤسسات العسكرية والتصنيعية والتجمعات الإسرائيلية داخل كل مدن وقرى شمال ووسط إسرائيل والوصول حتى قاعدة اشدود فى الجنوب وتل أبيب الكبرى مما جعل الإسرائيليين يعيشون حالة رعب يومى والتوجه إلى الملاجيءوتعرضهم لحالة عدم استقرار نفسى ومعنوى ولأول مرة يتواصل استهداف المدن والمستوطنات الإسرائيلية بالقصف الصاروخى اليومى مما جعل القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية يقبلون المبادرة الأمريكية لايقاف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله والدخول فى هدنة مؤقتة لمدة ستين يومًا وأدت بسالة المقاومة العربية فى لبنان وفلسطين إلى اقالة جالانت وزير الدفاع الإسرائيلى وهذا دليل على فشل الجيش الإسرائيلى فى مواجهة عمليات الفدائيين الفلسطينيين أثناء طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر 2023 وفشله حتى الآن فى الافراج عن 101 أسير بالرغم من مرور (419 يومًا) من الاجتياح الإسرائيلى لكل قطاع غزة.
يجب علينا نحن العرب الاحتفاء بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية ويجب على الفن العربى انتاج واخراج أفلام وثائقية عن كيف واجه أبناء الشعب الفلسطينى واللبنانى التجويع لمدة (419) يومًا فى احداث لم تحدث من قبل فى التاريخ الحديث.
ويجب الاشادة فى أفلام وثائقة أيضآصا بدور رجال الدفاع المدنى والاسعاف وبطولة الاطباء والممرضين والممرضات ورجال النظافة والأمهات الفلسطينيات واللبنانيات واستمررهين فى رعاية وتعليم أولادهن فى ظل القصف الجوى والمدفعى الإسرائيلى اليومي.
إنها ملحمة وبطولة عربية خالصة ويجب ابرازها حتى تستمر الأجيال المتعاقبة فى مشاهدتها وبث روح الوطنية والفداء للأوطان العربية ضد التمدد الإسرائيلي.