من الانجازات العظيمة للدولة المصرية فى السنوات الاخيرة هى تمكين الشباب وتأهيلهم للمناصب والوظائف القيادية واصبح البعض منهم ضمن قيادات الصف الأول والثانى وتم تعيين عدد كبير نوابا لوزراء ومحافظين.. بعد قرون عديدة من تجاهل الشباب وعدم الاستفادة من قدراتهم وطاقاتهم.
وحرصت القيادة السياسية على رعاية الشباب وتبنت البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة بهدف استكمال مسار بناء الإنسان المصرى وإيماناً بأن الشباب هو ثروة مصر الحقيقية ومستقبلها الواعد.
من المؤكد ان ذلك لاقى قبولاً ورضا عاماً ايمانا بان الشباب هم من يحملون راية المستقبل ومن يتقلدون مناصب الصف الأول خلال المرحلة المقبلة.. وان مشاركة الشباب المبدع والمثقف والاستفادة من أفكارهم وطاقاتهم.. السبيل الى مستقبل واعد.. كما أن الدولة بذلت جهداً كبيراً فى تأهيلهم من خلال الأكاديمية الوطنية للشباب وحقق العديد منهم نجاحات كبيرة تمنح الامل فى تكوين كوادر جديرة بالاحترام ومنح الفرصة كاملة لهم فى المرحلتين الحالية والمقبلة.. الا ان هناك البعض منهم تأثر كثيرا بالمنصب الجديد وفى يوم وليلة وجد نفسه ضمن قيادات الصف الثانى واصبحوا اصحاب قرار مؤثر وبدلا من اعتبار المنصب الجديد مسئولية اتخذه البعض نوعا من الوجاهه والغرور والذى غلب على الاجتهاد والابتكار والإبداع.
من المؤكد انه نقص فى الخبرة وجعل هذا البعض اعتبار المنصب نوعا من الوجاهة.. ووضع حواجز وقيوداً عديدة للتواصل معه سواء مع المواطن البسيط الذى جاء لخدمته أو حتى الإعلام نفسة.. وسيلة التواصل بين الشارع والمسئول.. فمن النادر الرد على التليفون ليظهر انشغاله طوال الوقت.. مع صعوبة بالغة فى التواصل معه أو مقابلة المواطنين وحل مشاكلهم باعتباره نائبا للوزير أو المحافظ واسند ذلك لبعض الموظفين الاخرين مما تسبب فى مشكلات كبيرة واستغاثات من المواطنين .. وتصور الشاب أو الشابة نائب المحافظ ان من ثوابت المنصب وجود عازل وفاصل ومساحة كبيرة بينه وبين المواطن العادى مما يدل على قلة الخبرة.. حيث ان معظمهم فى العقد الرابع من العمر..
وهنا اطالب بوقفة مع النفس وتنظيم دورات متخصصة فى الادارة والتنمية المحلية لمعرفة ان النجاح الحقيقى هو التواجد بالشارع وسط المواطنين.