أنفاس النظام الخادع الأخيرة وبزوغ فجر جديد من الأمل
نحن نقف على عتبة تحول عالمي لا رجعة فيه. إن التصادمات المتصاعدة، والانهيارات الاقتصادية، والتوترات المتزايدة ليست مجرد فوضى، بل هي العلامات الأخيرة لمعركة نظام استبدادي يحتضر ببطء، ويترنح تحت وطأة أكاذيبه وخداعه.
لقد كان هذا النظام قائماً على العملات الورقية، والخدع الرقمية، والقيم الافتراضية، وسيطرة غير عادلة من قِبل قلة من المتسلطين — وهو الآن ينهار من داخله، وقد أصبح هشًا وفاقدًا للأساس.
إنه نظام لم يكن قائماً على أُسس حقيقية، بل على الخداع والمكائد والمؤامرات الخفية.
والآن — أخيرًا — يوشك على الزوال.
ولطالما كانت الاقتصادات العالمية قائمة على العملة الورقية — عملة لا تستند إلى أي أصول حقيقية، بل تُطبع بإرادة البنوك المركزية، وهذه “الأموال الهزلية” كانت هي العمود الفقري لإمبراطوريات الفساد حيث تمول الحروب اللانهائية، وتمكِّن الفساد على أعلى المستويات، واستعباد الشعوب والدول من خلال ديون الربا.
لكن هذا النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة، ففي الخفاء، بدأ العمل على نظام مالي جديد يستند إلى أصول حقيقية، ويتميز بالشفافية، ويستحيل التلاعب به.
وقد بدأ هذا التحول فعليًا، ومن بين أسبابه قواعد بازل التى تُجبر البنوك على ربط أموالها بأصول حقيقية ومدققة، وحركة التخلص من هيمنة الدولار تقودها دول البريكس التي تطور بدائل مستقلة عن الخضوع لأمريكا، وهذا ليس مجرد تغيير تقني، بل بداية دفن إمبراطورية مالية عمرها قرن كامل، وعودة إلى القيمة الحقيقية إلى عملات مدعومة بالذهب، والسلع، والطاقة، والأصول الوطنية المثبتة، لا بالتكهنات والطباعة العشوائية.
لم يعد هناك مجال للأموال المشبوهة، أو التحويلات الرقمية بالمليارات دون رقابة، أو استخدام العقوبات الاقتصادية كسلاح سياسي، وكل معاملة في النظام الجديد ستكون شفافة، وقابلة للتتبع، ومرتبطة بقيمة حقيقية، ولن يكون هناك تضخم مزيف، ولا صناديق وهمية، ولا فرصة لاحتكار المستقبل من قبل قلة.
ومع التغيير المالي الجذري، فإن الزلزال السياسي حتمي، فأولئك الذين انتفعوا من الشبكات السرية، وصناعة الحروب سيقاومون هذا التغيير.
لكن دلائل زوالهم واضحة.
إن الحروب الإقليمية من أوكرانيا إلى فلسطين، ومن تايوان إلى إيران ليست أحداثًا عشوائية، بل إشارات لتحول عالمي تقوده قوى تسعى لإعادة تشكيل العالم، ولكن في المقابل، بدأت ملامح عالم متعدد الأقطاب بظهور دول ذات سيادة ترفض العبودية الاقتصادية، وتحالفات مثل البريكس ومنظمة شنغهاي تحل محل هيمنة الناتو ونظام جديد قائم على العدالة والشفافية والقيمة الحقيقية.
«وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا»
الخطر حقيقي… ويزداد، وهذه الحروب الإقليمية، قد تتصاعد إلى كارثة كبرى، فالحرب العالمية الثالثة، إن وقعت فستجرف في طريقها كل هذا الخداع، وستُسقط القوى الشيطانية المتسلطة، وما سيبزغ بعدها سيكون عالماً جديداً يقوم على: العدالة، والمساواة الاقتصادية، والتعاون العالمي، واحترام السيادة، ووكرامة الإنسان.
علينا أن ندرك حقيقة المرحلة، ونتأهب لتجنّب الديون والمضاربات، ونتجه نحو الأصول الحقيقية النظيفة، وننشئ اكتفاءً إقليميًا من الزراعة المجتمعية إلى الاستقلال الاقتصادي، والتواصل مع الله فهذه ليست مجرد ثورة مالية، بل ثورة روحية أيضًا، إنه ليس مجرد تغيير تقني أو اقتصادي، بل هو تحول إلهي، وسقوط مملكة الكذب وبداية عهد جديد من العدالة والشفافية.
نحن على أعتاب عصر جديد.
فلنكن من السائرين في طريق الحق، لا الساقطين مع المتهاوين، ولنتقدم بثقة نحو عالم جديد قائم على الإيمان والعدالة والكرامة.