«حسن الصباح» زعيم الحشاشين الذى جسد شخصيته الفنان كريم عبدالعزيز فى المسلسل الرمضانى «الحشاشين» شخصية حقيقية تكررت كثيراً فى تاريخنا الإسلامى ولم تزل فلا يزال هناك من يتاجرون بالدين لتحقيق مآرب أخرى ويزعمون بأنهم هم الذين على حق ومن يخالفهم على باطل تماما مثلما كان يفعل حسن الصباح الذى اعتبر هو وحده صاحب مفتاح الجنة وعلى الجميع السمع والطاعة حتى يدخلونها وفى سبيل ذلك ينفذون أوامره حتى لو تتطلب الأمر اغتيال كل من يراه حسب معتقداته الخاطئة كافرا.. مات حسن الصباح لكن أفكاره ومعتقداته ظلت باقية عند أتباعه قرابة المائة عام حتى سقطت قلعة «آلموت» على يد هولاكو زعيم المغول فى العام الميلادى 1256 وهى القلعة التى اتخذها حسن الصباح مقرا حصينا له ولأتباعه من الحشاشين.
طائفة الحشاشين تعد من أكثر الجماعات الدموية فى التاريخ الإسلامى وقد ظهرت فى عصر الدولة الفاطمية الإسماعيلية وتحديداً بعد وفاة الخليفة الفاطمى المستنصر حيث انقسم الإسماعيليون إلى جماعتين متنافستين «النزارية» و»المستعلية» بعد قيام الوزير الفاطمى القوى بدر الجمالى بتنصيب الإبن الأصغر للخليفة المستنصر وأطلق عليه لقب «المستعلى بالله» فى عام 1049 حارما «نزار» الإبن الأكبر من حقه الشرعى فى ولأية الخلافة فكان ولاء حسن الصباح للإمام نزار وأخذ على عاتقه نشر دعوته متحصنا بقلعة «آلموت» ومعناها بالفارسية «عش النسر» وهى قلعة بنيت فوق صخرة عالية فى منطقة على ارتفاع ستة آلاف متر وليس لها سوى طريق واحد للوصول إليها مما يجعل من الصعب اقتحامها.
نموذج حسن الصباح تكرر فى مصر على يد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية الذى كان معجبا بمعتقدات وأفكار صاحب مفتاح الجنة حيث قامت هذه الجماعة بتوظيف الدين لحسابها وانتهجت أسلوب الغاية تبرر الوسيلة ولجأت إلى ممارسة العنف والتخريب والقتل فى سبيل تحقيق أهدافها وظنت أنها المتحدث الرسمى والشرعى للإسلام ومن لا ينتمى إليها ليس مسلماً ولذا لم يكن غريبا أن يستخدم رئيسهم فى قصر الاتحادية لفظ «الأهل والعشيرة» فى كل خطبه خلال عام حكمهم الأسود فالأهل والعشيرة هم أعضاء الجماعة وكل من ينتمى وينتسب إليها أما الباقى «طظ» فى مصر وشعب مصر مثلما قال من قبل مرشدهم السابق محمد مهدى عاكف.
نعم .. جماعة الإخوان الإرهابية تتشابه إلى حد كبير مع طائفة الحشاشين فكل منهما كان يزعم أنه وحده الناطق الرسمى باسم الدين الإسلامى والظاهر عندهما غير الباطن والكذب والغش والعنف هو أسلوبهم لتحقيق أغراضهم وأطماعهم وإذا كانت طائفة حسن الصباح سميت بـ»الحشاشين» فالتاريخ سوف يطلق على جماعة الإخوان الإرهابية «الغشاشين» الذين كانت نهايتهم على يد ثورة 30 يونيو المجيدة.