المديريات تسابق الزمن.. لتدريب 1.2 مليون طالب على النظام الجديد بالإعدادية
«الخبراء»: تأهيل الطلاب.. وإعداد نماذج إجابات مرنة.. تضمن نجاح التجربة
تشهد المديريات و الإدارات التعليمية فى جميع المحافظات حالة سباق فى المرحلة الإعدادية، استعدادا لتطبيق منظومة الامتحانات «البوكليت» على مواد الشهادة الإعدادية التى سيؤديها 1.2 مليون طالب وطالبة على مستوى الجمهورية تنفيذا لخطة وزارة التربية و التعليم للحد من الغش الإلكترونى والتقليدى بأنواعه.
عقد وكلاء وزارة التعليم فى المحافظات اجتماعات مع قيادات المراحل الإعدادية وموجهى العموم بغرض نشر نماذج تدريبية لأسئلة امتحانات بنظام «البوكليت» لتدريب الطلاب على خوض الاختبارات فى شكلها الجديد طبقا لمواصفات الورقة الامتحانية التى اعتمدها المركز القومى للامتحانات.
كما عقدوا اجتماعات مع المسئولين عن المطبعة السرية لتدبير الاحتياجات اللازمة لطباعة الأسئلة وفق منظومة «البوكليت» بدلا من المنظومة القديمة القائمة على طباعة الأسئلة وورقة الأسئلة فى ورقتين منفصلتين عن بعضهما البعض.
قال تامر شوقى أستاذ بكلية تربية جامعة عين شمس إن هناك حقائق حول نظام «البوكليت» لابد من توضيحها وهى أن البوكليت هو فقط وسيلة أو طريقة لتقديم الامتحان، وليس هو الامتحان أو التقييم فى حد ذاته، وهو يساهم فى تقليل الغش مقارنة فقط بالامتحانات فى شكلها التقليدى المركزة فى صفحة واحدة أو صفحتين.
أوضح شوقى أن البوكليت لن يسهم فى تقليل الغش ما دامت هناك عوامل أخرى تساعد على الغش مثل تسريب الأسئلة أو تراخى الملاحظين فى الملاحظة أو حدوث انتهاكات أثناء الامتحان للقواعد والنظم، وهو لا يتطلب أى تدريب من الطالب للتعامل معه بل هو أسهل من نظم الامتحانات التقليدية فى التعامل معه، بل سبق أن تدرب عليه الطالب فى سنوات سابقة فى حل الأسئلة والنماذج الامتحانية.
أشار د. تامر شوقى إلى أنه لا يمكن استخدام التصحيح الإلكترونى مع البوكليت بل يفرض استخدام التصحيح اليدوى فقط، فالبوكليت يحتاج إلى وضع قواعد تقدير(نماذج إجابة مرنة) للأسئلة المقالية المتضمنة فيه.
قالت د. سحر شوشان استاذة المناهج والخبيرة التربوية إن نظام «البوكليت» سبق استخدامه من فترة بهدف منع الغش وإعطاء فرصة فى تنوع الأسئلة لقياس مستويات معرفية مختلفة وتنوع الأسئلة وفق طبيعة المادة منذ وزير التعليم السابق د.الهلالى الشربيني.
أشارت د.سحر إلى أن الهدف من هذا النظام وهو الحد من ظاهرة الغش خاصة فى مرحلة الشهادة الإعدادية والثانوية العامة التى تعد محور عملية التغيير فى حياة الطلاب مضيفة أن تطبيق نظام «البوكليت» فى المرحلة الإعدادية سوف يتكامل مع البكالوريا الجديدة المزمع تطبيقها التى تعتمد على تقليل عدد المواد واضافه وحذف البعض الاخر من المجموع فى اتجاهات مختلفة.
وأشارت إلى أن نظام البوكليت يضع مجموعة من الاسئلة وفق طبيعة المادة على أن تتم الاجابة فى نفس الورقة الامتحانية مع اختلاف ترتيب الأسئلة بين الطلاب لمنع الغش ووضع ورقه للإجابة داخل ورقة الأسئلة، فمادة رياضيات على سبيل المثال توضع ورقة رسم بيانى اخر البوكليت مع مكان الإجابة سواء اسئلة اختيارية او مقالية وهذا يتيح للطالب القدرة على الإجابة.
وأكدت أن تطبيق نظام «البوكليت» يصب فى صالح الطلاب لأنه يتيح التميز بين مستويات الطلاب المختلفة بعكس نظام البابل شيت الذى يعتمد على أسئلة الاختيار من بين متعدد فقط وهى مسألة أدت لأبعاد سلبية على مستوى العملية التعليمية بصفة عامة لذلك فإن استخدام البوكليت فى التقويم ووجود اسئلة مقالية للطلاب شيء إيجابى اتجاه تربوى معروف وله نتائج ايجابية فى قياس المهارات المعرفية والمستويات العليا من التفكير والحد من ظاهرة الغش بسبب تنوع الأسئلة وتغيير ترتيبها ووجود أسئلة مقالية وهى نوعيه مطلوبة للارتقاء بالتقويم والوقوف على المستوى الحقيقى للطلاب فى كافة المراحل التعليم الجامعى وقبل الجامعي.
«الغش»
أشارت زينب عزام رئيس اللجنة النقابية إلى أن تطبيق البوكليت فى الشهادة الاعدادية يعتبر تجربة ناجحة خاصة بعد ما اثبت نجاحه فى الشهادة الثانوية لانه كان يتمتع بأسلوب منظم ومنسق، فهو ليس بجديد، فقد تم تطبيقه فى عدة محافظات مثل بورسعيد وكفر الشيخ والوادى الجديد، كما أنه يساعد على خلق تكافؤ فرص بينه وبين الطلاب بالاضافة إلى انه يحد من الغش لأنه عبارة عن اربعة نماذج وترتيب الاسئلة مختلف فى كل نموذج.
البوكليت كنظام امتحانى يتميز بكونه يجمع بين أسئلة الاختيار بين المتعدد و المقالية الامر الذى سيساعد فى تحديد مستويات الطلاب بشكل أدق من المنظومة القديمة، علما أنه يحتاج تدريباً بسيطاً من جانب المعلمين لابنائهم الطلاب على الإجابة فى مساحات محددة.
«تطور عصرى»
واشار رضا عبدالحميد رئيس مجلس أمناء القاهرة الجديدة وعضو لجنة التعليم بحزب مستقبل وطن إلى أن نظام امتحانات «بوكليت» يواكب تطورات العصر شيء جيد وتجربة خاصة أنه أثبت نجاحه فى المرحلة الثانوية ولكن يجب ان تشتغل المدارس والادارات التعليمية على تدريب الطلاب على نظام الإجابة.
وأكد أن القرار اقتحم مشكلة معقدة اصابت العملية التعليمية فى المرحلة الإعدادية بالعديد من الاضرار خلال الفترة السابقة، علما ان نظام البوكليت له سلبيات أيضا لكن الايجابيات فى المرحلة الحالية أفضل.
قال د. عاصم زين أستاذ علم النفس التربوى بجامعة القاهرة إن نظام البوكليت يقضى على الغش جزئيًا وهى ظاهرة الغش الجماعي؛ فالغشاش لا يستطيع تصوير 20 ورقة بل ورقة أو اثنتين وكذلك يختلف ترتيب الأسئلة داخل البوكليت؛ فمن حيث قضاء نظام البوكليت على الغش فهناك أنواع أخرى للغش وهو مفيد فى حالة الغش الجماعى إلا إذا كان هناك تواطؤ من داخل اللجنة سواء رئيس إحدى اللجان وللقضاء على الغش لابد من الاستعانة بأسباب أخري.
ويتميز نظام البوكليت بأنه أكثر قبولاً عند أولياء الأمور والطلاب وهم يطلبونه، كما أنه يقلل الغش الجماعى والتداول، وهو أكثر الأنظمة مناسبة للمرحلة الإعدادية فهو نظام يألفه الطالب والمعلم من خلال التدريب عليه فى الفصل أو الكتب الخارجية، وهو أكثر فاعلية من حيث الأمان والخصوصية من خلال الإجابة داخل البوكليت أكثر من البابل شيت.
ويضيف د. عاصم أنه لا يوجد نظام خالٍ من السلبيات، وكذلك السلبيات تكون نسبية؛ فنظام البوكليت يحتاج إلى مجهود كبير فى التصحيح وهناك أسئلة موضوعية والتصحيح يدوي، فوجب التنويه إلى الاحتياج إلى عدد أكبر من المعلمين للتصحيح فهل الوزارة مستعدة لهذه الخطوة.
وقد يكون هناك أخطاء ناتجة عن التعب والإعياء، ومن أجل دقة التصحيح يجب أن تكون مراجعة التصحيح على أكثر من مستوي.