القمة قد حققت أهدافها حيث مثلت فرصة مهمة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية
جاءت القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثمانى النامية التى استضافتها مصر لتمثل نقطة ارتكاز اساسية للتعاون بين هذه الدول بعضها البعض والتى تضم مصر وتركيا وباكستان وأندونيسيا وماليزيا ونيجيريا وإيران وبنجلاديش بالاضافة إلى اذربيجان التى تم قبول عضويتها بالمنظمة، فقد عقدت هذه القمة وسط مرحلة وتحديات شديدة الحساسية تمر بها المنطقة، وكان هناك حرص من مصر بألا تتم مناقشة الموضوعات الاقتصادية فقط حيث امتدت لتشمل جلسة مهمة للغاية حول فلسطين ولبنان.
بيان القاهرة الختامى للمؤتمر مهم للغاية ويؤكد على الالتزام بتعزيز السلام والازدهار والتنمية المستدامة، وفى هذا العصر من التحديات العالمية غير المسبوقة، هو امر ضرورى من اجل مواجهة التحديات الراهنة وخلق مستقبل اكثر مرونة وشمولاً للشعوب ومواصلة التعاون تحت قيادة مصر، وبالتالى فنحن فى مرحلة جديدة من هذا التعاون وسوف نرى ثمارها خلال الفترة المقبلة.
التعاون بين منظمة دول الثمانى النامية فى الطاقة والأمن الغذائى وتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة والتجارة والاستثمار والسياحة والرقمنة والذكاء الاصطناعى والتعاون فى موضوع تغير المناخ، بالإضافة إلى تعزيز السلام والتنمية المستدامة، وسوف تشهد المرحلة المقبلة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه على ارض الواقع بالتعاون بين مصر وكافة دول اعضاء المنظمة.
هناك ضرورة لتعزيز فرص الاستثمار وزيادة التجارة بين بلدان مجموعة الثمانى النامية من خلال آليات فعالة بما فى ذلك المنصات الإلكترونية، مع الالتزام أيضًا بالنمو الشامل، من خلال تعزيز الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم فى القطاعات الناشئة مثل التجارة الرقمية والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية، لضمان التمكين الاقتصادى للجميع وتكثيف الجهود فى تحسين الأطر اللوجستية والنقل والتنظيمية.
يمكن القول ان القمة قد حققت اهدافها حيث مثلت فرصة مهمة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية، فى مجالات عديدة ومنها الصناعة والزراعة والتجارة، وبالتالى كانت خطوة نحو مزيد من التعاون بين دول المنظمة لجذب الاستثمارات ودفع التبادل التجارى فى السلع والخدمات.
تعزيز التعاون بين دول اعضاء المنظمة امر ضرورى ومهم فى كافة القطاعات من اجل استكشاف فرص جديدة للتعاون الاقتصادى والتجاري، وجذب الاستثمارات وتهيئة المناخ لتشجيع مزيد من التعاون بين دول المنظمة بالاضافة إلى تمكين الشباب، حيث تم تأسيس هذه المنظمة لدول الثمانى النامية عام 1997.
مصر تؤكد دائما على موقفها وثوابتها التى ترفض أى سيناريوهات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال التهجير أو من خلال فصل غزة عن الضفة والقدس، وأيضا التزامها الكامل بدعم لبنان من أجل استكمال الاستحقاقات الدستورية عبر انتخاب رئيس للجمهورية فى إطار السيادة الوطنية اللبنانية والتوافق الداخلي، وأهمية التنفيذ الكامل وغير الانتقائى لقرار مجلس الأمن رقم 1701 وتمكين الجيش اللبنانى من بسط سيطرته على كامل الأراضى اللبنانية.
لا يمكن القبول ولا يمكن السماح بأن تكون هناك دولة تضع نفسها فوق القانون أو أنها غير قابلة للمحاسبة مثل اسرائيل، فيجب احترام كافة القرارات التى تصدر سواء كانت من مؤسسات ومنظمات أممية كمجلس الأمن أو الأمم المتحدة وأيضا من أى منظمات قضائية وأنه لابد من احترام هذه القرارات باعتبارها صادرة عن مؤسسات قضائية ودولية، فهذا هو التحدى الحقيقى للمجتمع الدولى من اجل ارساء العدالة والقوانين والحق.