فى أحد أركان قسم التحقيقات الصحفية كانت تحضر الثامنة صباحا أنيقة هادئة مبتسمة وتجلس على مكتبها ويأتى لها عم حسيب رحمة الله عليه بمجموعة اصدارات اليوم من الصحف والمجلات تقرأ بدقة وتدون ملاحظاتها وتصيغ التقرير اليومى راصدة الانفرادات لكل إصدار مذيلة تقريرها بما يجب متابعته مشيدة بما يستحق ومنبهة لما يجب تجويده وحين تنتهى تذهب بهدوء. ولذا لم يكن لها خصومة مع أحد.
كنت أشاهد وأرقب هذا منذ اليوم الاول لى فى الجريدة كمتدربة بقسم التحقيقات تجرأت واقتربت منها وسألتها عما تفعل ومن هنا بدأ حبل الحوار ينساب بيننا تقدم النصيحة وتحثنى على القراءة والمتابعة للأحداث وكيفية بلورة الفكرة وتحقيقها بنقل صورة واقعية للقاريء هذا كان بداية لعلاقتى بالاستاذة الراحلة نفيسة الصريطى بنت الاصول توطدت العلاقة لكوننا سكان منطقة واحدة واصبحت تعاملنى كأحد افراد اسرتها مسئولة ناصحة منبهة للخطا. فاتحة بيتها وقلبها لتحتوينى ولانها محبة للحياة والناس فكانت معطاءة كريمة فى العطاء من مشاعر ودفء وحب خالص لوجه الله دون من او رياء .كانت دائماً فى حالة اندهاش من التصرفات السلبية وترجعها الى ذوبان بعض القيم الايجابية مما اثر على المجتمع .
ظلت نفيسة الصريطى طوال علاقتنا معتزة بوالدها المشجع لها ولم لا فكان يصطحبها لجلسات مبارياته الشعرية مع أصدقائه فأحبت اللغة العربية لتتخصص فيها فتقرأ أمهات الكتب .
حكت عن الصحافة وازدهارها وانكسارها على مر رحلتها فى بلاطها وكيف تم نقلها من جريدة الشعب للجمهورية وكيف اختلف المناخ.
تميزت استاذتنا نفيسة الصريطى بقدرتها على الإنصات والكتمان والتفاعل مع مشكلة من يلجا إليها مساعدة متعاونة لايجاد أنسب الحلول لم تبخل ببذل الجهد والمشاعر لترى من حولها سعيدا مقبلا على الحياة متجاوزا العثرات.
فى آخر حديث بيننا لم تشك الألم ولم تتذمر على دورة الحياة وكان ما يؤرقها كم الدماء التى تسفك لأبرياء غزة وكيف وصل الحال بالنظام العربى الذى يعجز عن وقف المذابح فى فلسطين المحتلة والسودان وكان الحديث ينتهى بالأمل وأن الصبح ليس ببعيد.
اللهم ارحم نفيسة الصريطى واغفر لها وأسكنها الفردوس الأعلى مع الصديقين والشهداء بقدر محبتها ونقائها وحكمتهاوأناقتها الداخلية قبل الخارجية التى عمت كل من اقترب منها.
والعزاء لابنها واخى العزيز المهندس أيمن فريد واخواتها أبلة سهام وسحر وسامح الصريطي.