شاهدت برنامج فضيلة الشيخ على جمعة والذى يتسم بالبساطة ويعبر عن الدين الحقيقى الذى يدعو لليسر؛ وكم كنت اتمنى حدوث ذلك من احتواء الأطفال والشباب والإجابة عن تساؤلاتهم والتى لن يستطيع الأهل فى بعض الأحيان الإجابة عليها أو الاجابة عنها ولكن بطريقة خاطئة؛ واستغربت كم النقد غير المبرر من البعض والسخرية من إجابة فضيلة الشيخ ولا اعلم ما الذى يريده هؤلاء؟! فعندما كنا نسمع ونشاهد بعض الشيوخ وهم يتسمون بالعنف والتشدد مما جعل البعض ينفر من الدين؛ فالدين الحقيقى يتسم فى المعاملات والتعاملات والذى يدعو إلى حب الله وليس الترهيب ؛ فهل اصبحنا ننقد لمجرد النقد ؟! فالنقد المتاح هو النقد البنَّاء وليس النقد الذى يدعو للهدم ؛ فذلك البرنامج هو التجسيد الحقيقى لمفهوم تجديد الخطاب الدينى الذى يزيل كل ما تعلق به الدين، الدين حدود وليس قيودًا، فالقيود تقيد من حريتنا، أما الحدود فتضمن سلامتنا، ومعنى تجديد الخطاب الدينى أى تجديد الطرق وليس الدين، أى أن نجدد فى نقله، وفى الوسائل الحديثة، وفى الأجهزة الحديثة، أى نجمع ما بين الأصالة والحداثة، ليتناسب مع العصور وعقلية الأجيال واختلاف جيل عن جيل ؛ فأجيال اليوم عاصرت التكنولوجيا فى أسمى صورها وأصبح الطفل ذات عامين لديه تابلت ومحمول يشاهد ويسمع احيانا بدون رقابة.
فتلك البرامج الدينية التى نشاهدها اليوم فى رمضان تلعب دوراً مهماً فى إظهار عظمة الدين وحقيقته بأنه دين يُسر وليس دين عُسر، دين سلام وليس دين حرب، دين محبة وليس دين بغض وكره، دين تعاملات قبل أن يكون عبادات، كل تلك المعانى يجب أن تصل للجميع باختلاف الطرق والوسائل الحديثة، فأمس غير اليوم، وتجديد الخطاب الديني، أى تجديد طريقة فهم الدين وليس الدين نفسه، وربط حلا مشكلات المجتمع سواء على المستوى الفردى أم الجماعى بالدين، فمعظم أزماتنا بسبب عدم فهم الدين وفهم أحكام الله ولو فهمناها لانتهت جميع مشكلاتنا سواء على المستوى الفردى أم الجماعي، فلو تمعّنا فى أحكام الدين لوجدنا أنها مُحلة لجميع مشكلات الحياة، وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل مُحلة لمشكلات المجتمع وأيضاً المشكلات الدولية.
وكل ما يتعلق بحقوق الإنسان وحرياته حسمها الله سبحانه وتعالي، فالله سبحانه وتعالى وضع حلاً لجميع المشكلات التى تؤرق أمن المجتمع كالقضايا المتعلقة بالمرأة والمواريث والطلاق والزواج، وأيضًا التنمر الذى تحدث عنه الله فى مُحكم كتابه قبل أن يدّعى الغرب هذا المصطلح الحديث، ووضع قواعد كيفية التعامل مع الناس حتى يشعر الإنسان بالراحة النفسية التى يفتقدها البعض اليوم وتسببت فى المزيد من المشكلات النفسية لأغلبية المجتمع والشعور باليأس ليس بسبب أحوال الدولة بل بسبب عدم فهم أحكام الله، حتى المشكلات الدولية كالإرهاب أيضاً الله سبحانه وتعالى وضع حلولًا للتصدى للإرهاب، ولكن كل ما فى الأمر هو كيفية وصول تلك القواعد وأحكام الله للناس بطريقة صحيحة وهذا هو المعنى الحقيقى لتجديد الخطاب الديني.