زرت دولًا عديدة شرقًا وغربًا، بعضها يحتل مساحة معتبرة على الخريطة السياحية العالمية، ومع ذلك يكون التنبيه التلقائى الذى اعتدت عليه فور الوصول النصيحة بعدم السير فى الشوارع ليلًا إلا للضرورة القصوى، تحسبًا لمخاطر السرقة أو التعرض للعنف، ولا أنسى يوم أن كنت أسير فى شوارع العاصمة الفرنسية “باريس” برفقة زميلى المرحوم مجدى قطب وقد تعرض لحادث انتشال محفظته فى محطة مترو “جورج الخامس”، من شخص يبدو أنه أحد المهاجرين غير الشرعيين الذين يملأون شارع الشانزليزيه.
توجهنا إلى نقطة شرطة المحطة لتحرير محضر بالواقعة واستقبلنا أحد الضباط ببرود شديد، وعرض قائمة لا حصر لها من الصور التى يستحيل أن تتعرف منها على مرتكب الواقعة، وعندما فشلنا فى التوصل له، نصحنا بالمرور فى اليوم التالى ربما تصله صورًا جديدة يعرضها علينا.
أدركت وزميلى أننا كمن نبحث عن إبره وسط المحيط، واستعوضنا ربنا فى محفظة الزميل.
هذا الموقف لا أنساه كلما رأيت ولمست يقظة رجال الأمن فى مصر لحفظ الاستقرار وحماية أبناء المجتمع ومقدراته فى هذه الظروف الدقيقة التى تمر بها المنطقة، حيث يقوم جهاز الشرطة برسالته وفق معايير احترافية عالية تدعمها خبرة كبيرة فى مواجهة الجريمة بكل أشكالها.

إنه دور كبير يستحق توجيه التحية لـ«اللواء محمود توفيق وزير الداخلية»، ولكل عين تسهر على راحة وحماية أبناء هذا الوطن.
وفى خضم الاهتمام بالأمن فى كل ربوع الوطن والذى يصل إلى حد شعور المواطن بـ”الأمان” لا يفوتنى أن أشيد بالدور الكبير الذى تقوم به مديرية أمن القاهرة، حيث تشهد أقسام الشرطة بها انضباطًا حقيقيًا، وعلاقة أساسها الاحترام والتفاهم فى التعامل مع المواطنين، والحقيقة أن هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل ألمسها بنفسى باعتبارى ممن يقضون أغلب وقتهم فى محافظة القاهرة بحكم العمل.
وفى وسط هذه المنظومة الناجحة يأتى الدور المتميز الذى يقوم به قسم شرطة “الأزبكية” كنموذج رائد لأقسام الشرطة فى مصر، حيث تمتد مسئوليته لتشمل تأمين أهم المناطق الحيوية بوسط العاصمة، ويقدم صورة نموذجية تستحق تعميمها على أقسام الشرطة بمصر من حيث الانضباط والتعامل المتميز مع المواطنين دون تفرقة بروح منضبطة لا تخلو من لمسة إنسانية، مما يستحق توجيه التحية لقيادات القسم العميد محمد الخطيب مأمور القسم، والمقدم محمد عبدالظاهر رئيس المباحث والنقيب عمرو صلاح معاون المباحث وجميع العاملين به.
أتمنى أن أرى تجربة قسم “الأزبكية” تعم فى كل ربوع الوطن، وتحية لكل عين باتت تحرس الوطن.