وعندما تتحدث الدبلوماسية المصرية من أعرق مؤسسة تحمل ذكريات التقاليد والريادة الفخامة أيضاً.. مدرسة الدبلوماسية فى وزارة الخارجية المصرية فإن فى كل كلمة تخرج عن هذه المدرسة معنى ورسالة وقيمة.
والمتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبوزيد كان قوياً وواضحاً وحازماً فى تعليقه على تصريحات بعض المسئولين الإسرائيليين فى الأزمة الأخيرة بعد الحرب على غزة ومحاولة إقحام مصر فى أحداث السابع من أكتوبر الماضى حيث قال «لسنا بصدد الدخول فى حروب كلامية مع مسئولين إسرائيليين ونركز حالياً على الوصول لوقف إطلاق النار».
وواصل أبوزيد حديثه القوى قائلاً: «الحكومة الإسرائيلية بها عناصر متطرفة للغاية تصدر تصريحات غير مسئولة، وهى ليست مجرد تصريحات غير مسئولة وإنما تحريضية ومشينة!!
وما قاله أبوزيد هو درس تقدمه الخارجية المصرية لعدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية الذين يقودون المنطقة إلى حافة السقوط فى بئر من الفوضى واتساع نطاق الحرب.
وكلمات الخارجية المصرية تعنى التفرغ لما هو أهم.. التفرغ لإيقاف حرب الإبادة.. التفرغ لوقف نزيف الدم.. والتفرغ لمنع كارثة إنسانية محققة على وشك أن يشهدها العالم إذا ما تم اجتياح رفح.. ورسالة للعالم كله بالاهتمام بتحويل التصريحات إلى واقع.. والعمل على إنقاذ شعب ألقوا به فى العراء واكتفى الجميع بالمشاهدة.
>>>
واتركوا أحاديث الحرب لأهل الحرب وأصحاب القرار.. فلا أحد يجب أن ينفخ فى الرماد لإشعال النيران.. هناك حسابات واتفاقيات ومعايير فنحن دولة سلام تحترم الاتفاقيات والمعاهدات.. نحن دولة تحمى ولا تهدد، تصون ولا تبدد.. نحن لا نبحث عن الحروب ولا نسعى إليها وإنما نحث على التهدئة وصوت العقل والحكمة.. فالحروب الآن هى نوع من الدمار الشامل.. الحروب الحديثة لا تبقى ولا تذر.. حروب تتعدى الحدود بكل سهولة.. حروب تحقق الدمار فى كل مكان، حروب لا فائز فيها ولا خاسر لأن كل من يدخلها سيدفع ثمناً باهظاً لها.. ولكنها الخيار الذى لا تراجع عنه عندما تكون دفاعاً عن الأرض والشرف.. عندما تكون دفاعاً عن الحدود والوجود.. عندما تكون من أجل الحق والتصدى للباطل.. وحديث الحرب فى كل الأحوال مخيف وهو دائماً وأبداً آخر الخيارات إذا ما فشلت كل الحلول المطروحة.
>>>
وماذا فعل الرئيس الأرجنتينى خافيير مايلى فى القدس؟ لقد توجه رئيس الأرجنتين لزيارة القدس معلناً منذ اللحظة الأولى أنه سينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس ثم ذهب إلى حائط المبكى فى القدس.. ووقف يرقص ويغنى ويبكى وينتحب.. ثم تحدث إلى قناة إسرائيل اليوم ليدعو إلى هدم المسجد الأقصى ويقول إنه يؤمن بالنبؤات اليهودية التى تتحدث عن بناء الهيكل الثالث فى مكان المسجد الأقصي..! ورئيس الأرجنتين لم يتحدث ولم يشر إلى الإبادة الجماعية التى تحدث على مقربة منه للشعب الفلسطينى فى غزة.. رئيس الأرجنتين تجاهل الحرب الدائرة ولم يطالب بوقف إطلاق النار وإنما تحدث عن هدم المسجد الأقصي..!! رئيس الأرجنتين خانه التوفيق فى كلماته وفى توقيت زيارته.. وموقفه يؤسف له وليس له أى مبرر..!!
>>>
ونعود إلى الحديث عن واقعنا فى الداخل.. ونتحدث فى ذلك عن جهود الدولة لملاحقة تجار العملة الذين يضاربون على الدولار وعلى الاقتصاد.. وتجار العملة من جانبهم حاولوا بالشائعات إيقاف حملات تعقب التجار منهم وقالوا وادعوا أن هذه الحملات توقف كل حائز للدولار وتحاسبه على ذلك ..ومواقع التواصل وقعت فى الفخ وراحت تروج لذلك، بينما الحقيقة واضحة وهى أن أحداً لا يعاقب أى حائز للدولار والقانون يبيح لمن يسافر خارج مصر أن يحمل معه ما يصل إلى عشرة آلاف دولار، فكيف يسمح القانون بذلك.. وكيف يتم تجريم حيازة الدولار بعد ذلك؟!
إن الحملات الأمنية المفاجئة والمنتشرة ساهمت كثيراً فى السيطرة على سعر الدولار بعد المضاربات الكثيرة التى كانت تتم والتى شارك فيها هواة ومحترفون فى تجارة للعملة.. وهى حملات تستحق الدعم والمساندة بعيداً عن الشائعات الأقاويل الساخرة التى تستهدف تحجيم دورها.. وترك السوق مفتوحة أمامهم.. وانتبهوا لكل كلمة تقال ولكل شائعة تنتشر.
>>>
واحترنا واحتار الأطباء فى برد هذه الأيام الذى لا علاج له.. فمن يصاب بنزلة برد أو أنفلونزا عادية أصبح يحتاج أسابيع للتعافى منها.. والمضادات الحيوية لا تجدى شيئاً ولا السوائل ولا أدوية الدنيا كلها.. ولا الوصفات الشعبية أيضاً.. دور برد يعنى سقوط بالضربة القاضية مع أول «كحه» أو «عطسة»..!! ويقولون فى ذلك أقاويل غريبة وأسباباً متعددة.. فالبعض يقول إن البرد الجديد هو خليط لكل الفيروسات النابعة من الكورونا ومتحوراتها.. والبعض الآخر يقول إننا قد فقدنا المناعة منذ حصلنا على تطعيمات الكورونا وهى اللقاحات التى تمت تجربتها على البشر على وجه السرعة دون التأكد منها ومن أعراضها وتأثيراتها الجانبية بشكل مؤكد.. ويقولون.. ويقولون.. ولكن الأمر المؤكد أنها ليست أدوار برد عادية.. و»اللى بيقع مابيقومش»..!
>>>
وكى ينجح التوأم حسام وإبراهيم حسن فى قيادة المنتخب الوطنى لكرة القدم فإن الأول عليه الابتعاد عن العصبية والانفعال الزائد والثانى عليه أن يتوقف عن التصريحات تماماً، فكلما تكلم وقع فى أزمة.. وحديثه عن أن «الأسطورة مش بالكلام» هو بداية لمعركة سيخسرها قبل أن تبدأ..!
>>>
واللهم.. اللهم باعد بيننا وبين متصنعى الود، وباعد بيننا وبين القاسية قلوبهم والحاسدة أعينهم، والكاذبة ألسنتهم ومشاعرهم، وقرب إلينا من يحفظ الود ويصون العشرة ويجبر الخاطر ولا ينسى الفضل.. يا الله.
>>>
وأخيراً:
>> ما وراء كثرة العتب إلا التعب.
>>>
>> ومن يريد الرحيل
فدعه يرحل
فالمشاعر لا تقبل المجاملات.
>>>
>> وعندما كنا أطفالاً.. كنا نرتعب
إذا رأينا قطعة خبز ملقاة على الأرض
نركض ونحملها لمكان عالي، ونرسل قبله اعتذار إلى الله،
أى أراح طاهرة خسرناها فى الطريق.