دائمًا ما كنت أسمعها من أستاذتى فى المحراب السياسى الدكتورة هدير طلعت سعيد بمعهد البحوث والدراسات العربية .. حقا سيأتى يوم ونرحل ولكن يبقى السؤال الأهم: ماذا قدمنا؟ حتى تتذكرنا الأجيال القادمة؟
فجميعنا نطمح لإحداث تغيير إيجابى فى حياتنا وترك أثر فى حياة مَن حولنا سواء أصدقاء أو زملاء عمل أو حتى أبنائنا، لذلك نسعى فى حياتنا لترك إرث كبير يعيش من بعدنا، ويستفيد منه الجميع، وهنا لا أعنى الجانب المادى فقط، بل أتحدث عن أمر مهم فى حياتنا العملية أو الشخصية، حيث لا شيء يبقى للإنسان سوى ذكراه الطيبة وصفاته الحسنة.
يوميا نلتقى مع العديد من زملاء العمل، حيث نقضى ساعات طويلة فى إنجاز أعمالنا مع فريق العمل، الذى نتعلم منه فى حياتنا العملية العديد من الأمور المهمة، التى تساعدنا فى تطوير مسيرتنا الوظيفية، ولعل أهم مَن يحدث التغيير فى حياتنا هو أن تتحول من مجرد موظف يؤدى عمل روتينى إلى شخص ملهم يؤثر فى الآخرين ويقودهم إلى تطوير عملهم بشكلٍ إيجابي،
وهذا هو من وجهة نظرى المتواضعة هو أحد أهم الركائز الأساسية لنجاح أى عمل سوف يبقى لك بصمة إيجابية تخلد ذكراك.
القلة من البشر، التى تصنع التغيير فى مجالات عدة.. وعلى مر السنين والعصور يظلون عالقين فى الذاكرة ولا يسقطون منها. وستبقى ذكراهم الجميلة أينما ذهبوا فى حياتهم أو مماتهم.
ومن الأشياء التى تبقى خالدة هى السيرة الطيبة والعمل الصالح، ومساعدة المحتاجين وغير القادرين، وتقديم العون لهم فى شتى صور المساعدة، سواء مادية او فنية او معنوية، او حتى بالابتسامه، فهناك أشخاص ذكره يكون بأنه كان خلوقا ومبتسما ً على الدوام .
فوالله رأيت فتاة فى العشرين من عمرها أصيبت بأنواع عديدة من الأمراض، لكنها دائما صاحبة إبتسامة رقيقة يفهم من يراها بأنها فى قمة السعادة، والفتاه تعمل عملا بسيطا بأحد المستشفيات بأكتوبر لمساعدة أهلها ونفسها فى أمور ومتطلبات الحياة اليومية .
ومن هنا أريد توجيه رسالة الى كل من يقرأ هذا المقال، بأن يكون له عمل خير علنا او سراً مع الله، ليبقى ذكراه خالدا بين الناس، ويشفع له يوم الزحام، يوم يفر المرء من أخيه .
وسوف يجيء يوم تزول فيه كل الصعاب والأزمات الاقتصادية ويبقى أثر أولئك الذين حافظوا على وطنهم
فمصر أكبر من أولئك اللصوص الذين سعوا لإحداث الفوضى الاقتصادية بعدما فشلوا فى إحداث الفوضى السياسية .
وفى الختام أسال الله أن يحفظ مصر وأهلها وشعبها من كل مكروه وسوء