الأحداث الجارية فى المنطقة تؤكد يوماً بعد يوم ان انتصارات مصر القوية تتواصل على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية وتحرز أهدافا بالجملة بشكل يجعلها بين الكبار، وقوة يحسب لها العالم ألف حساب، ويسعى الجميع للاستفادة من تجربتها ونجاحاتها المذهلة التى تنم عن عبقرية غير مسبوقة.
نعم نجحت الدبلوماسية المصرية بما تتمتع به من الهدوء والصبر والعمق وبعد النظر أن تحافظ على القضية الفلســطينية واحباط مخطط تهجير سكان قطاع غــزة والضفة الغربية وأجبرت إسرائــيل عبر دخولها كطرف فاعل فى المفاوضات من الخروج من محور فيلادلفيا ومعبر رفح وخيبت التوقعات السيئة التى كانت تتمناها لنا قوى الشر، وخرجت منتصرة بفضل الله وبفضل جهود رجال أعلت من شأن بلدها ورفعت قدرها وأجبرت الجميع على التعامل معها باحترام.
نعم نجحت الدبلوماسية المصرية ولعبت دوراً محورياً فى إفشال السيناريو الإسرائيلى الذى كان يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من القطاع وتصفية القضية الفلسطينية، وتمكنت من إنقاذ غزة من استيلاء الكيان الإسرائيلى عليها وضمها إلى أراضيها فى إعادة لسيناريو 1948، ولو مر هذا المخطط لكان القطاع الفلسطينى الآن خالياً من السكان ولضاع حق الفلسطينيين فى أراضيهم، كما نجحت فى فرض كلمتها فى الصفقة التى تم إنجازها حيث تنسحب إسرائيل بموجبها من محور فيلادليفا والجانب الفلسطينى من معبر رفح، ورغم التحديات الكبيرة التى تمر بها مصر داخلياً وخارجياً ألا انها أثبتت قدرتها على تغيير مسار العديد من الملفات الشائكة والأزمات فى محيط أمنها القومى وتعزيز مكانتها كركيزة للأمن والاستقرار الإقليمي، وقاومت حملات ممنهجة اسْتُخدمت فيها كل أشكال الضغوط السياسة والاقتصادية.
نعم نجحت الدبلوماسية المصرية فى وقف الحرب والدمار على قطاع غزة وسوف يترتب على ذلك عودة 7 مليارات دولار على الأقل من إيرادات قناة السويس، بعد هدوء الأوضاع فى مضيق باب المندب، بالإضافة إلى ان توقف الاضطرابات الجيوسياسية فى المنطقة سوف ينعش السياحة المصرية ومتوقع زيادة العوائد إلى 32 مليار دولار، بالإضافة إلى إمكانية مضاعفة بالخارج لأكثر من 40 مليار دولار، مع توقعات بتسابق المستثمرين للاستثمار فى مصر وصفقات مقاربة لصفقة رأس الحكمة.
الخلاصة أن هذه الأمور ما كان لها أن تتحقق إلا بتوفيق المولى أولاً وثانياً بحكمة القيادة السياسية والصبر وعدم الاندفاع أو التسرع والرؤية الثاقبة والعزيمة وعدم التهاون والاتزان وجعل المصلحة الوطنية الأولوية الأولى بعيداً عن الشعارات والشعبويات والحنجورية، أما بالنسبة لفصائل الإخوان الإرهابية المتربصة والمشككين فى كل أمر فيكفى أن أقول لهم إن أميرة أورون التى شغلت منصب سفيرة الكيان الإسرائيلى لدى مصر منذ 23 سبتمبر 2020 وحتى 2024 قالت إن مصر ليست دولة سهلة كما تعتقد إسرائيل أو يعتقد معظم دول المنطقة والعالم، وإن مصر لديها سلاحين أقوى بكثير وهما سلاح الدبلوماسية المصرية ووزارة الخارجية وسلاح جهاز المخابرات العامة المصري، وهذان السلاحان لديهما القدرة على إنهاء أى معارك أو اختلاف فى وجهات النظر وفرض إرادة دولتهم «مصر» بحنكة وبراعة دون اللجوء لخيارات عسكرية أوالتلويح بها، ويرجع ذلك بسبب مخزون مصر السياسى والأمنى الكبير وممارستهم السياسية والدبلوماسية منذ بدايات التاريخ، وقالت أيضاً إنه يجب على إسرائيل والسياسيين الإسرائيليين عدم معادة مصر أو التلويح بتهديد أمنها وأراضيها لأن مصر دولة قوية وكبيرة فى المنطقة ويجب إننا نتعامل معها اليوم ومستقبلاً على هذا النحو.
كلمة فاصلة:
ببساطة.. رغم أنف الحاقدين والكارهين ستظل مصر أم الدنيا وقلب العروبة النابض وصاحبة المواقف النبيلة المخلصة لله وللوطن وتمارس السياسة بشرف فى زمن عز فيه الشرف فهى الرقم الصحيح فى هذه المعادلة الصعبة، وحافظت على القضية الفلســطينية ودافعت عن أمنها القومى ومواقفها التاريخية لا تنسي.. حفظ الله مصر وشعبها.