نعمة الأمن والأمانِ على رأسِ كُلِ النعم التى ينعم الله بها على عباده، ولذلك فإن خليل الرحمن سيدنا إبراهيم لما دعا الله تعالى دعا بهذه النعمة أولاً، فقال كما فى القرآن الكريم «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ» وهذا تأكيد على ان الأمن والأمان أولوية أولى لاستمرار الحياة وتحقيق الاستقرار والتنمية، وفى هذا الكلام عبرة مهمة جدا لكل المصريين لأن خيوط المؤامرة ما زالت ممتدة تنسج طول الوقت، والفترة الحالية حساسة جدا ومن أكثر الفترات التى ينشط فيها أهل الشر لتحقيق أهدافهم ومنتهى أمانيهم اسقاط مصر وتحقيق مخططاتهم القذرة وذلك لن يحدث بإذن الله.
وكانت شوارع مصر المكتظة بالمواطنين فى ظل الأمن والأمان وحركة البيع والشراء منذ بداية شهر رمضان وحتى اليوم تعبر عن حياة كاملة لبلد كبير نابض بالحياة والحيوية تغلب على أزماته الاقتصادية ويتمتع بالاستقرار، وتجسد ذلك فى احتفالات المصريين بعيد الفطر المبارك خلال الثلاثة أيام الماضية، والتى اتسمت بجو من البهجة والفرحة والسعادة، وخرج أغلبهم الى المتنزهات فى كافة المحافظات وهو ما يعد تجسيدا لايقبل الشك لما يتمتعون به واقعيا من أمن وأمان واستقرار بعدما كان ذلك حلما بعيد المنال منذ 11عاماً تقريبا قبل ثورة 30 يونيو العظيمة، بالإضافة إلى ان توافر الأمن فى مصر أدى كذلك الى تحقيق الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى وأصبح المواطن آمناً فى عمله وفى تجارته فضلا عن أمنه الاجتماعى وبالتالى ساعد ذلك على رفع معدلات التشغيل والاستثمار وتخفيض البطالة وارتفاع حجم الاستثمارات الوافدة إلى مصر.
وعلى خلفية المُعطيات والأحداث التى يشهدها العالم والأزمات العالمية المتلاحقة التى تسيطر على المشهد الاقتصادى ومؤخرا أزمة منطقة الشرق الأوسط والحرب على غزة، لم تكن مصر فى منأى عن تأثيرات هذه الأزمات وتداعياتها، وعلى الرغم من ذلك كان الاستقرار الأمنى عاملا مهما من عوامل النجاح فى مواجهة تلك الأزمات.. وعبورها وتحقيق خطوات واسعة على طريق التنمية المستدامة التى تأثرت بشدة نتيجة الفوضى والانفلات الأمنى الذى حدث فى أعقاب يناير 2011 ونتج عنهما بيئة طاردة للاستثمار الخارجى الذى يلعب دوراً هاما وبارزاً فى إنعاش الاقتصاد عامة علاوة على دوره فى جلب العملات الأجنبية لتغذية المخزون الاحتياطى من الأوراق النقدية الأجنبية، فضلاً عن الاسهام المباشر فى دعم عملية استقرار صرف العملة المحلية مقابل العملة الأجنبية.
الحقيقة انه لولا الله سبحانه وتعالى ثم رجال القوات المسلحة الأبطال فى الجيش المصرى العظيم ورجال الشرطة الشرفاء الذين أثبتوا معا أنهم العيون الساهرة على أمن وسلامة المصريين فى كل ربوع المحروسة ويضربون أروع الأمثلة فى التصدى للخارجين على القانون سواء من الداخل أوالخارج وتوفير الأمن والأمان والسلامة لكى يحيا المواطن المصرى فى بلده كريما مرفوع الرأس، لكانت جماعة الإفك والضلال وتجار الإرهاب تتصدر المشهد الآن وتثير الفوضى فى كل شبر فى أرض مصر المحروسة.
كلمة فاصلة:
ببساطة.. دولة 30 يونيو تحافظ بكل الطرق على أمنها القومى وتستخدم كل الوسائل مع أى جهة تقترب منه، والشعب المصرى فاهم لما تحقق من استقرارينعم به ولن يفرط فيه بأى حال من الأحوال وكل التحديات يمكن التغلب عليها مادام الشعب متمسكاً بوعيه ودعمه واحترامه لمؤسساته لأنها الضمانة الوحيدة للحفاظ على الدولة المصرية، ورجال الجيش والشرطة مازالوا يواصلون أداءهم لواجبهم الوطنى باحترافية كبيرة ساهمت فى توفير الأمن والأمان للمصريين فى كافة ربوع البلاد، ولا يمكن أن تستقيم الأمور سوى بجيش وشرطة أقوياء وأمناء على هذا الشعب، ولا يفوتنا توجيه التحية لأسر شهدائنا الأبرار الذين لم يبخلوا وضحوا بدمائهم الذكية حبا وطواعية لرفع هامات الوطن فى عنان السماء.. اللهم احفظ مصر وجيشها وشرطتها وشعبها العظيم.