الأوضاع المأساوية التى تشهدها المنطقة حاليا تستوجب النظر اليها مليا بعين العقل والتفكير، قبل أى عواطف وما شابه ذلك. فى الحقيقة إن هذه الأوضاع السائدة التى تقوم بها إسرائيل حاليا من مجازر ومذابح، واعتداءات وحشية وإنما امتدت إلى لبنان ، تجعلنا نقف وقفة متأنية لتحليل هذا الموقف غير الطبيعى الذى تمارسه اسرائيل. ولا أحد ينكر على الإطلاق أن ما تقوم به إسرائيل ليس بمفردها، وإنما بإيعاز ودعم أمريكى . وفى الواقع إن الدولة المصرية تكاد تكون هى الوحيدة التى تتصدى لكل هذه المخططات الصهيوأمريكية بشكل واضح وظاهر. وكل المواقف المصرية تؤكد بما لا يدع أدنى مجال للشك أن مصر لم ولن تصمت أو تسكت أبدا على كل ما يحدث فى المنطقة بهذا الشكل المأساوي.
ولذلك وجدنا تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى كلها تأتى فى إطار واحد مهم يتمثل فى أولا ضرورة وقف هذه الحرب الإسرائيلية فى أسرع وقت. وثانيا منع التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة إلى سيناء ومن الضفة الغربية إلى الأردن. وهنا يجب القول إن هذا الموقف المصرى هو الوحيد الذى يتبنى وجهة نظر سديدة فى هذا الشأن فى ظل تخاذل دولى واضح وظاهر ولا يخفى على أحد رغم كل التصريحات الدولية التى تصدر سواء من المجتمع الدولى والولايات المتحدة الأمريكية أو من حلفائها الغربيين أنها تصريحات لا علاقة لها بأرض الواقع.!
ما الحل بعيدا عن كل العواطف، وبعيدا عن كل هذه التصريحات الدولية الفشنك؟.. يجب أن نفهم أمرا واحدا لا ثالث له وهو أن هناك مخططا شيطانيا لشيطنة المنطقة. ويأتى هذا المخطط إمتدادا طبيعيا جدا لما حدث فى 2011، ولم تجد الولايات المتحدة ولا المجتمع الدولى نتيجة لهذا المخطط الذى واجهته مصر بشكل واضح وظاهر، ثم بعد ذلك أرادت أن تكون لها أداة أخرى غير الجماعات الإرهابية وتمثل ذلك فى جماعة إرهابية أشد إرهابا وهى إسرائيل التى تتوافق فى هدف الإجرام مع أمريكا. وسمحت لنفسها أن تكون العصا الذى تستخدمه الولايات المتحدة فى المنطقة.! وإلا ما تفسير كل هذه الحرب البشعة التى دخلت فى عام كامل حتى الآن .
كل هذه الأمور تؤكد أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولى بأسره وراء هذه البرطعة الاسرائيلية البشعة التى تتم فى المنطقة. ولان، تقوم اسرائيل بكل هذا الإجرام. لقد جربت أمريكا من قبل أن تكون الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان هى الأداة والمحرك لتحقيق هذا الهدف ولكنها فشلت. ولذلك استخدمت إسرائيل لهذا الأمر والذى يتوافق مع إجرامها. وهو ما يحدث بالفعل .
وهذا يجعلنا نؤكد مرارا وتكرارا أن هذه الحرب الإسرائيلية والإعتداءات الوحشية التى تتم على أوسع نطاق فى المنطقة بيد أمريكا وحدها. وهى أيضا القادرة على وقف هذه الحرب فى لحظة واحدة لكنها تصر على ذلك لأن هذا هو هدفها. وهذا هو ما تريده من أجل تحقيق ما تبغى إليه. ولذلك لابد أن يكون هناك ربط بين ما حدث من قبل فى البلاد العربية المجاورة فى ليبيا والعراق وسوريا ولبنان واليمن والسودان وبين ما يحدث الآن. كل ذلك تحقق من خلال الأدوات الإرهابية التى استخدمتها أمريكا من قبل ووقفت عند هذا الحد.
ولذلك لدى قناعة كاملة أن الإصرار المصرى وعدم التغيير فى السياسات المصرية وثباتها فى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 هو الحل الوحيد، ولا حل خلافه وبالتالى فإن على المجتمع العربى بأسره أن يقف خلف مصر فى هذه الرؤية الصحيحة لتحقيقها ،بدلا مما يحدث من فوضى حاليا وما ستجنيه المنطقة من خراب ودمار بسبب الصلف الأمريكى وصمت المجتمع الدولي، واستمرار اسرائيل فى توسيع عملياتها العسكرية التى لن تجدى ولن تنفع فى ظل المقاومة العربية الشديدة لوقف كل هذه المخططات الشيطانية.