الشباب: من الأسرة إلى الأصدقاء.. معهم نجدد طاقتنا ومن دونهم نشعر بالغربة نصيحة علم النفس : مسكن مؤقت.. الخروج منها بداية للنجاح والخبرة منطقة الراحة مصطلح انتشر بين شباب السوشيال ميديا، يعبر عن المساحة الشخصية حيث الراحة دون توتر أو قلق أو خطر، لأنها مألوفة ومعروفة بعيدا عن مغامرات المجهول، ورغم المعنى الإيجابى «للكونفرت زون «comfort zone.. نجد خبراء التنمية البشرية يحذرون من الاستكانة لها والاطمئنان فيها باعتبارها تمنع الشباب من استكشاف الجديد والخروج عن الروتين..القضية دفعت الصديق محمد هارون للحوار مع أصدقائه الشباب مستعينا برأى الخبراء كيف نذهب إليها ؟ ومتى نهرب منها؟
الدكتورة أمانى ألبرت رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام بإعلام بنى سويف،:
تتحول منطقة الراحة إلى روتين يومى يتكيف معه الشاب ويمارسه بشكل تلقائى
مثلا: عند الذهاب لمطعم فيلقى نظرة على قائمة الأصناف كلها ثم يعود لاختيار الصنف المعتاد، ويختلف تعريفها من شخص لآخر فهناك من يراها شخصا بعينه يرتاح معه أو مجموعة أصدقاء مقربين يجد نفسه وسطهم أو مكانا يتردد عليه لتحسين نفسيته المنهكة..
ربما التعريف الأمثل ما يراه أحد علماء علم النفس بأنها عودة الشخص لارتداء نفس الحذاء القديم الذى شعر بالراحة فيه.
وبالنسبة لى هى البحث العلمى وكتابة المقالات كعادة أرتاح لها وأشعر بإيجابيتها وأحاول تطويرها.
شلة الأصدقاء.
المعتصم بالله خالد.. 22 سنة.. إعلام بنى سويف:
أصدقاء الدراسة هم منطقة الراحة بالنسبة لي، أحب الجلوس معهم ، لا أشعر بالألفة أو الراحة مع غيرهم ومع ذلك أتمنى كسرهذه الدائرة والخروج منها والالتقاء بأشخاص جدد كى لا تضيع الفرص ، ومع ذلك أبادر بالعودة إلى الشلة لأننى أشعر بالتوتر وعدم الارتياح بعيدا عنهم.
فى صحبة الكتب
ماريز عصام.. 20 سنة.. إعلام عين شمس:
أرتاح فى القراءة وتحديدا الكتب الرومانسية التى تسافر بى إلى أرض الأحلام التى ينعدم فيها القلق ويتبخر التوتر وترتاح النفس..
أرفض اعتبار منطقة الراحة سجنا يجب الخروج منه بل هى واحة أمان تغرينى بالابتعاد عن مصاعب الحياة،فلماذا الخروج منها ؟ بل ما أكثر ما أهرب إليها ولا أريد ترك صحبة الكتب.
شكرًا صديقتى
منة الله عمرو.. 19 سنة.. تجارة بنى سويف:
الراحة الحقيقية هى الحديث مع من يقتربون منك فى الأفكار والشخصية فيمضى الوقت فى حديث سلس ومشاركة لكل أحداث الحياة..
لذلك نقول عن هؤلاء يجمعنا بهم «كيمياء» أو تفاهم وما دام هناك رغبة مشتركة فى المضى بالصداقة رغم الأنواء والعواصف فلماذا التخلى عنها أو استبدالها بل ألجأ إليها فى مواقف الخذلان والفشل فى العلاقات الاجتماعية.
بيتى الحبيب
محمد صبري.. 21 سنة.. آداب إنجليزي:
منطقة الراحة تبدأ من عتبات البيت لأنى أشعر بالغربة فى الأماكن الجديدة بعكس الأماكن المألوفة وأولها بالطبع البيت حيث تفاصيلى الدقيقة : غرفتى ..أسرتي..أشيائى المرتبة أو المتناثرة ..لذلك مهما زرت أماكن جميلة أحن دائما للعودة سريعا إلى البيت.
ومع إنى شخصيا لا أريد الخروج من حدوده الآمنة لكن طبيعة الحياة ستجبرنى فى وقت قريب على الخروج من البيت سواء إلى العمل أو ربما حتى بفرصة سفر فلا أحد يعرف ماذا يحمل المستقبل فى جعبته.
حضن أمى
منار مجاهد.. 23 سنة.. حقوق القاهرة:
أختصر الحياة كلها فى حضن أمى حيث يتجمع حنان العالم ومحبته ومن صغرى ربتنى أن يجمعنا علاقة صداقة أحكى لها وتسمعنى وتأخذ رأيى فى أمور الحياة لذلك لم يكن بيننا أبدا الحاجز الذى تشكو منه بعض البنات وأنوى أن أرتمى فى حضنها يوميا لأحكى لها يومها بحلوه ومره .
فى قلبى مكان
شهد محمود.. 20 سنة.. آداب علم نفس:
أشاهد فى الدراما، عندما تشتد الضغوط ،يذهب البطل إلى مكان يرتاح فيه وإنما ينفس عن طاقته بالصراخ أو بمجرد الجلوس وهذا ما أحاول أن أجده : حديقة أو قعدة على النيل أو زيارة للبحر أجدد بها نشاطى عند الشعور بفقدان الطاقة والشغف
وأرصد الأعراض سريعا بأفعال لا تشبهنى وتكون الإشارة «حان وقت الذهب إلى ملاذى السري».
روكى الوفى
بيشوى أكرم.. 22 سنة.. تربية طفولة:
كلبى روكى يمثل منطقة راحتى ونوعه جيرمن شيبرد «الراعى الألماني»
ورثت حب تربية الحيوانات الأليفة عن جدى وعقب وفاته أكملت رعاية كلابه ومنها روكى الذى عاصرته جروا صغيرا وكبرنا معا وتجمعنا صداقة تهون غدر البشر ،أخصص له ولبقية كلابى وقتا يوميا للجلوس معهم وإطعامهم والاهتمام بهم ومعهم أنسى كل شيء.
أمان غير واقعى
نحمل أوراقنا وملاحظاتنا إلى الدكتورة أسماء إبراهيم أخصائية علم النفس التى تقول : منطقة الراحة حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر بسبب اعتياده على ممارستها ضمن إطار روتينى محدد، ينتج عنها تكيّف ذهنى يعطيه شعورا غير واقعى بالأمان و يحد من قدرته على التقدم والإبداع.
وتشبه منطقة الراحة المُسكّن المؤقت المفعول حتى يجد الشاب نفسه متأخرا عن أقرانه فيفيق ويسعى لكسرها والتغلب عليها.
وتختلف من شخص لآخر فالخروج من علاقات مؤذية أو خذلان من الأصدقاء يحتاج وقتا للتعافى ثم الخروج من منطقة الراحة بشكل تدريجي.
وتنصح الشباب بتجربة الجديد والمفيد فى مجالك حيث تكون الاحتمالات إما النجاح وبالتالى السعادة والتغلب على حاجز الخوف، أو الفشل ومعه خبرة بفضل المحاولة المهم التدرج فى خطواتك حتى لا ينتهى بك الأمر إلى فشل ذريع يوسع حاجز الخوف ويبقيك فى مصيدة منطقة الراحة لأجل غير مسمي.