قناة السويس.. مصرية تحكمها قوانين ومواثيق دولية
كم تدفع أمريكا سنويا نظير مرور سفنها قناة السويس؟.. الأرقام المتداولة مابين خمسمائة مليون إلى مليار دولار وهو ما يمثل على أقصى تقدير عشرة فى المائة فقط من إجمالى إيرادات القناة فهل هذا المبلغ يمثل عبئا على الموازنة الأمريكية كى يطالب الرئيس الأمريكى بعبور السفن الأمريكية قناة السويس مجانا ؟.. بالتأكيد هذا المبلغ لايمثل أى قيمة لأمريكا إذن ما هو الدافع الذى يدفع ترامب ليطلب هذا الطلب الغريب والعجيب والمثير للضحك خاصة حين قال إن قناة السويس ما كانت لتوجد لولا أمريكا.. لا أدرى على أساس تاريخى يستند ترامب إلى ما يقول؟!
إن دافع ترامب الحقيقى من وراء ذلك هو محاولة الضغط على مصر حتى تتراجع عن موقفها الرافض لمخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية وهو موقف لن تتراجع عنه مصر مهما كلفها ذلك من تحديات وتضحيات ويبدو أن الرئيس ترامب نسى أو تناسى أن مصر دولة ذات سيادة وقناة السويس قناة مصرية تحكمها قوانين ومواثيق دولية ولن أسرد لك أيها الرئيس تاريخ هذه القناة ولكن يمكنك الإطلاع عليه فى مكتبة الكونجرس ربما تخجل حين تكتشف أن وقت حفر قناة السويس كانت بلادك لاتزال تحبو فى عالم السياسة والاقتصاد!.
عفوا مستر ترامب.. قناة السويس جزء لا يتجزأ من الأراضى المصرية وتخضع للسيادة المصرية وفق مبادئ القانون الدولى وأى محاولة للمساس بهذه السيادة تعد خرقا واضحا للنظام القانونى الدولى واعتداء على سيادة هذه الدولة.. وقناة السويس كما تعلم أو لا تعلم تخضع لمعاهدة القسطنطينية التى تقر حرية الملاحة فى القناة لجميع الدول فى زمن السلم والحرب مع احترام سيادة مصر الكاملة على القناة وحقها فى فرض رسوم مقابل خدمات العبور التى تقدمها ولا يجوز فرض استثناءات تمييزية لصالح دولة معينة وعليه فإن ما تدفعه أمريكا نظير عبور سفنها ليست رسوما جمركية أو ضريبة بل هى مقابل خدمات تقدمها هيئة قناة السويس وهذه الخدمات تتطلب تكاليف تشغيل باهظة لضمان سلامة الملاحة فيها كما أن الرسوم التى تفرضها القناة على الدول متساوية دون تمييز وما تدفعه الدول الكبرى تدفعه الدول الأقل نموا وتأثيرا.
نصيحتى للسيد ترامب لا تلعب مع مصر حتى لا تخسرها وتخسر معها اتفاقية السلام التى كانت بلدكم طرفا فيها وهى الاتفاقية التى حافظت على سلام منطقة الشرق الأوسط لما يقرب من نصف قرن وإذا كان أحد مستشاريك الصهاينة هو من أوعز إليك بذلك فلا تصدقه ولا تستسلم له لأن ما تطلبه غير قانونى ويمس السيادة المصرية وهو ما ترفضه مصر شكلاً ومضموناً ليس لقيمة المبلغ الذى تدفعه السفن الأمريكية فمصر تخسر كل شهر ما تدفعه السفن الأمريكية كل عام بسبب أحداث البحر الأحمر التى أنتم طرف فيها وسبب فيها بإصراركم ودعمكم لحرب الإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل فى قطاع غزة.. عذرا مستر ترامب ما تطلبه من مصر لن تجد له آذاناً صاغية.