بحلوها ومرها انتهت التجربة الأولى لحسام حسن المدير الفني الجديد لمنتخب مصر والتي شملت مباراتي نيوزيلندا التي فاز بها المنتخب بهدف نظيف ثم نهائي بطولة عاصمة مصر أمام كرواتيا التي إنتهت بالخسارة 2-4 وإحتلال المركز الثاني في البطولة، وقبل أن نسرد إيجابيات وسلبيات التجربة علينا أن نعي أن تلك التجربة عمرها الزمني أسبوعين فقط منذ بدء المعسكر الأول يوم 12 مارس الجاري وحتى انتهاء مباراة كرواتيا القوية يوم 26 مارس، وبالتالي وفي كل أعراف كرة القدم لا يمكن الحكم القاطع عن تجربة حسام مع المنتخب إلا بعد أن يأخذ وقته الكافي مع الفريق لتقييم التجربة بشكل سليم، ولذلك أتوجه بنصيجة لكل الزملاء الإعلاميين والمحليين بألا ينظروا فقط إلى نصف الكوب الفارغ وإنما النظر أيضا إلى النصف المليان.
وكما تعودت دائما أن أذكر الإيجابيات أولا من قبيل التفاؤل ثم بعدها سنذكر سلبيات تلك المرحلة باعتبارها في البداية وإصلاحها مطلوب في المستقبل.
في مقدمة الإيجابيات عودة الجماهير بهذه الكثافة للوقوف خلف منتخب مصر الوطني، وهو الأمر الذي لم نشاهده مع المنتخب منذ كأس الأمم الأفريقية 2006 وربما شاهدناه في الفترة الأخيرة فقط في مباراة الكونغو التي تأهلنا من خلالها لكأس العالم 2018.
والإيجابية الثانية هي المظهر الحضاري لإستاد العاصمة الإدارية الجديد والذي أصبح أجمل تحفة معمارية رياضية في مصر ويضاهي أفضل ملاعب العالم التي كنا نشاهدها فقط بالتليفزيون في بعض البطولات الأوروبية والعالمية ونتمنى أن نقترب منها.
وفنيا كانت فترة التوقف الأخيرة فرصة لضم وجوه جديدة للمنتخب ومنها أحمد عاطف لاعب فيوتشر ومحمد الشامي لاعب المصري وكذلك المشاركة الأولى لأحمد كوكا وتوسيع رقعة لاعبي المنتخب هام جدا في الفترة القادمة لشعور كل لاعبي مصر بأن باب المنتخب مفتوح لمن لديه القدرة على العطاء.
والإيجابية الرابعة هي اللعب مع الكبار لأن اللعب مع منتخبات من طراز كرواتيا هو الذي يكشف الأخطاء الحقيقية للفريق حتى يمكن علاجها وقد سبق أن أشرت إلى تلك النقطة كثيرا مع المديرين الفنيين السابقين مثل حسام البدري وكيروشوفيتوريا الذين كانوا يلعبون مع منتخبات هزيلة نحقق عليها الفوز ولكنها لا تكشف الأخطاء، وكان بإمكان حسام حسن أن يلغي المشاركة في تلك الدورة ويستبدلها باللعب مع منتخبات ضعيفة من طراز ليبيريا وبوتسوانا والنيجر وجنوب السودان لتحقيق الفوز عليها، ولكنه فضل الاختبار الحقيقي وهو أمر يستحق الثناء.
وآخر الإيجابيات هي عودة الروح القتالية للمنتخب والتي ظهرت بشكل نسبي في هذه البطولة وأعتقد أنها ستعود مع الوقت لكامل رونقها.
وحان وقت ذكر السلبيات الآن وأبرزها على الإطلاق مشاكل التمركز الدفاعي والثغرات الكبيرة في العمق الدفاعي وبخاصة في الكرات العرضية والتي كانت واضحة جدا في كأس الأمم الأفريقية الأخيرة واستمرت في هذه البطولة وهي أكثر النقاط التي تحتاج إلى اهتمام شديد في الفترة القادمة بتدريبات مستمرة على الرقابة وتغطية المساحات.
السلبية الثانية تكمن في خط الوسط الذي لازال يفتقد للاعبين القادرين على تدوير الكرة في وسط الملعب ثم التحولات السريعة للهجوم، وربما لا يوجد من هذا الطراز الآن سوى أفشة بعد إصابة إمام عاشور.
السلبية الثالثة هامة جدا في الكرة الحديثة وهي الخروج بالكرة من الخط الخلفي عن طريق المدافعين وهو العيب الذي يظهر بوضوح عندما نلتقي مع المنتخبات الكبيرة ومن هنا كانت أهمية لقاء منتخبات مثل كرواتيا حتى يمكننا كشف تلك السلبيات.