تعددت أقوال القادة فى العالم عن عبور الجيش المصرى لقناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصن المنيع، حيث قال عنه العسكريون الإسرائيليون إن مصر بحاجة إلى قنبلة ذرية لتتغلب عليه.. وهنا قالت جولدا مائير عن الجيش المصري: خط بارليف أصبح مثل قطعة الجبن المليئة بالثقوب، إنى أشعر بهم ثقيل على قلبى لأن المصريين حققوا مكاسب قوية فى حين أننا عانينا ضربة ثقيلة، لقد عبروا قناة السويس وأنشأوا كبارى للعبور حركوا عليها المدرعات والمشأة والأسلحة المضادة للدبابات، ونحن فشلنا فى منعهم من ذلك ولم نستطع أن نلحق بهم إلا خسائر قليلة.. هذا رأى رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك.. فماذا قالت الصحف الإسرائيلية عن نصر أكتوبر المجيد؟!
صحيفة «علهمشمار» الاسرائيلية فى 29 اكتوبر كتبت تقول: لقد سادت البلاد قبل حرب أكتوبر مشاعر خاطئة هى شعور صقورنا بالتفوق العسكرى الساحق، لدرجة أن هذا الاعتقاد قادهم إلى طمأنينة عسكرية على طريقة سنقطعهم إرباً إذا تجرأوا على رفع اصبع فى وجهنا.
صحيفة «هاآرتس الاسرائيلية»: لقد أوجدت حرب اكتوبر مفهوماً يبدو أننا لم نعرفه من قبل «منهكى الحرب»، ونعنى به أولئك الذين عانوا الصدمات النفسية والمنتشرين الآن فى المستشفيات ودور النقاهة يعالجون من أجل تخليصهم من الآثار التى خلفتها الحرب الضارية.. لقد عرف الجنود الاسرائيليون خلال تلك الحرب ولأول مرة فى حياتهم تجربة الحصار والعزلة أثناء القتال وعار الأسر والخوف من نفاد الذخيرة، إننا حتى يوم وقف إطلاق النار على جبهة سيناء لم نكن قد استطعنا إلحاق الضرر بالجيش المصري، وأنه من المؤكد أنه حتى دون التوصل إلى وقف القتال، لم نكن سننجح فى وقف أو تدمير الجيش المصري.. وبهذا يمكن القول إننا خلال حربنا الرابعة مع العرب، لم نحقق شيئاً.
صحيفة «معاريف الاسرائيلية»: إن صفارة الإنذار التى دوت فى الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهر السادس من أكتوبر 1973، كانت تمثل فى معناها أكثر من مجرد إنذار لمواطنى اسرائيل بالنزول إلى المخابئ، حيث كانت بمثابة الصيحة التى تتردد عندما يتم دفن الميت، وكان الميت حينذاك هو الجمهورية الاسرائيلية الأولي.. وعندما انتهت الحرب، بدأ العد من جديد وبدأ تاريخ جديد.. فبعد ربع قرن من قيام دولة اسرائيل باتت أعمدة ودعائم اسرائيل القديمة حطاماً ملقى على جانب الطريق.
مجلة «بماحنيه» الاسرائيلية: إن هذه الحرب تمثل جرحاً غائراً فى لحم اسرائيل القومي.. وقالت أيضا إن حرب يوم الغفران بمثابة نقطة انكسار للمجتمع الاسرائيلى فى مجالات عديدة.
وللحديث بقية