جهود مصرية متواصلة ومتأصلة لنصرة القضية الفلسطينية فى المحافل الدولية لانهاء كافة المحن والأزمات التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني على مدى أكثر من 77 عاما منذ بدء الاحتلال الاسرائيلى الغاشم الذى يمارس ابشع جرائمة فى قطاع غزة والضفة خاصة خلال الفترة الماضية حيث نجحت الجهود المصرية مؤخرا وبالتنسيق مع بعض الاطراف الدولية فى وقف تلك الاعتداءات التى استمرت أكثر من عام وحصدت مايقرب من 160 ألف شهيد ومصاب فلسطيني، «الجمهورية الأسبوعي».. استطلعت آراء الخبراء والدبلوماسيين حول الجهود المصرية المبذولة لحماية القضية الفلسطينية من محاولات القتل والتدمير ومؤخرا التهجير.
أكد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية ان مصر لن تقبل ولن تكون شريكا فى تصفية القضية الفلسطينية مشيرا إلى القيادة الوطنية المتمثلة فى الرئيس السيسى والدولة المصرية على كافة مستوياتها أعلنت ذلك «مرارا وتكراراً» سواء عن طريق القنوات الدبلوماسية أو غيرها وخلال كافة اللقاءات تؤكد مصر موقفها الرافض للاعتداء على الحقوق التا يخية للشعب الفلسطيني
العرابى يكشف ان هناك جهودا مصرية ستبذل خلال الفترة المقبلة لتقديم مقترحات جادة لاحياء عملية السلام حفاظا على الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الاوسط والحفاظ على القضية الفلسطينية من محاولات التصفية والتهجير.
وأكد السفير عرابي، ان الموقف المصرى الثابت والداعم تجاه القضية الفلسطينية يتطلب الاستمرارفى تقديم المبادرات وخلق الظروف المواتية لاقرار حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية والعيش بسلام وأمن لجميع الشعوب، مصر نجحت فى وضع القضية الفلسطينية على اجندة الاولويات السياسية العالمية ونجحت بالتعاون مع اطراف أخرى فى اقرار وقف اطلاق النار بعد جهود استمرت منذ اللحظة الاولى للعدوان على غزة كما نجحت فى تقديم الاحتياجات الانسانية لسكان القطاع من مواد غذائية وطبية تعدت آلاف الاطنان.
مشيدا الجهود المصرية سواء على المستوى الرئاسى أو مؤسسات الدولة المصرية لحشد الرأى والموقف العربى والدولى وتوحيد الرؤى لمواجهة مخطط التهجير وضمان عدم ظلم الشعب الفلسطينى مؤكدا ان اجتماع القاهرة الاخير لوزراء خارجية الدول العربية الرئيسية بحضورالجامعة العربية قد نجح فى توحيد الموقف العربى وتوجية رسالة رفض «مكتوبة» مخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
نبه رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية من خطورة المخططات الاسرائيلية لتهجير الفلسطينيين خارج اراضيهم على الامن والسلم العالمى خاصة فى ظل رفض فلسطينى واضح لهذه المخططات.
أكد السفير دكتور محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الدور المصرى الوطنى والتاريخى تجاه القضية الفلسطينية سيستمر للحفاظ على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطينى والتى يأتى فى مقدمتها جلاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقيه.
معتبرا ان الرفض المصرى والعربى الواضح لتلك المخططات الداعية لتهجير اهل قطاع غزة خارج اراضيهم هوفى حد ذاته رسالة تضامن وتأييد لهذا الشعب العربى المحتل ضد السياسات المتغطرسة للحكومة الإسرائيلية.
وسلط الضوء على استمرار مصر فى تقديم الدعم لاهل غزة من خلال تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة فضلا عن استقبال المستشفيات المصرية لأعداد كبيرة من الجرحى والمصابين الفلسطينيين وعائلاتهم، علاوة على جهود مصر لضمان استمرار نجاح إتمام صفقة تبادل الأسري.
أضاف السفير حجازى ان كافة القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية حددت الدولة الفلسطينية ضمن حدود الرابع من يونيو عام 1967 وتضم الضفة الغربية وقطاع غزة وتعاملت معها فى كل مقررات الامم المتحدة كأرض وشعب تحت الاحتلال.
مشيرا إلى ان انهاء الاحتلال هو حل الدولتين وهو السياسة المتوجب الالتزام بها، و هو المقترح الوحيد الذى سيؤدى لأمن واستقرار المنطقة، مؤكدا ان التصريحات الامريكية بشأن تهجير الفلسطينيين من ارضهم سيكون لها انعكاساتها السلبية على الاستقرار والسلام فى المنطقة خاصة وان الشعب الفلسطينى يرفض مخطط التهجير ولذلك سيتحول الامر إلى حالة التهجير القسرى والذى سيعد انتهاكاً لسيادة الدول بموجب القوانين الدولية.
الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسية يؤكد أن : «القيادة المصرية نجحت فى افشال الكثير من المؤامرات والمخططات التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية بداية من صفقة القرن التى طرحتها الإدارة الامريكية بالاضافة للجانب الاسرائيلى الذى طالما طرح فكرة التهجير أكثر من مرة.
أضاف: «الوضع المأساوى الذى تعرضت له غزة من تدمير ممنهج اوصل القطاع لحالة لم يسبق لها مثيل من انعدام الخدمات الضرورية، ولكن مصر ستظل حائط الصد المنيع وسيظل موقفها ثابتا كأكبر مساند للقضية الفلسطينية ورفض مخططات التصفية والتهجير والعبث بالبعد الديموغرافى لبعض دول المنطقة، حيث قطعت الدبلوماسية المصرية شوطا كبيرا وممتدا منذ عقود نحو تلك القضية تحديدا، عبر تركيزها على مسارات التحرك الإقليمى والعالمي، وتبنى الدفاع عن الحقوق الفلسطينية فى الدوائر الدولية كالأمم المتحدة، ومجلس الأمن والجمعية العامة، والتركيز على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية.
أكد «فهمي» ان الدور المصرى منذ 7 أكتوبر تجاوز فى تقديره الدور الذى قامت به كافة الاطراف الاخري، حيث لم يقتصر الدور المصرى فقط على ادخال المساعدات الانسانية أو استقبال الجرحى والمصابين للعلاج، وانما امتد لدور سياسى وأمنى تفاوضى كبير بذل خلاله الجانب المصرى جهودا كبيرة للتوصل إلى خطة وقف اطلاق النار، بخلاف استضافة لقاءات بين فتح وحماس وبعض الفصائل لتقريب وجهات النظر وهذا كلة يؤكد الدور القيادى لمصر نحو القضية الفلسطينية.
شدد فهمى على رؤيته بضرورة اشراك كانه الدوائر الامريكية المتمثلة فى الكونجرس الجديد وأعضائه السيناتورات ومساعديهم وغيرهم فيما يطرحه ترامب بشأن مخططات التهجير، خاصة وان هناك العديد من الامور الايجابية فى مسار العلاقات المصرية الامريكية يقدرها الجانبان بصورة واضحة، فمصر دولة كبيرة ولها ثقلها السياسى والاقليمى بالمنطقة وهو ما تقدره كثيرا دوائر صنع القرار الامريكي، مؤكدا أن تصريحات الرئيس الامريكى لم تأت بجديد لأن هناك عشرات المخططات للتهجير يتم طرحها بين الحين والاخر وتقف مصر فى كل مرة حائط صد امامها، حيث تفرض القاهرة خطوطها الحمراء التى تأتى من فهم دقيق وتاريخى لطبيعة القضية وجذورها التاريخية وابعادها وتأثيراتها على الامن والسلم الاقليميين.