هناك أدوار كثيرة يجب أن يقوم بها اتحاد كرة القدم فى العالم بخلاف الأدوار الطبيعية مثل الإشراف على المسابقات المحلية وإعداد المنتخبات المختلفة للبطولات الدولية، وهذه المهام المختلفة للأسف لا يقوم بها أى مجلس إدارة لاتحاد الكرة فى مصر ربما عبر التاريخ إلا فى مرات قليلة جدا غلبت فيها المصلحة العامة.
ويحضرنى هنا تقرير كوميدى لاتحاد الكرة المصرى وقت اللجان المؤقتة الخماسية والثلاثية والأحادية عندما أرادوا إظهار إنجازاتهم فكتبوا نحو 70 إنجازا منها استكمال بطولة الدورى وإقامة بطولة الكأس ومنح الحكام مستحقاتهم وعقد 10 اجتماعات لمجلس الإدارة، كما لو كان شخص مثلا يستعرض إنجازاته فيقول أنه يتوجه يوميا إلى العمل ويتناول وجبات الإفطار والغداء والعشاء ويقود سيارته فى الشارع.. هكذا كان عمل اتحاد الكرة طوال السنوات الماضية.. عمل روتينى بلا أى إبداع أو أفكار خارج الصندوق لذلك ظلت الكرة عندنا محلك سر.. بل تراجعت للخلف فى السنوات الأخيرة وسط عالم يجرى بسرعة الصاروخ فى الأفكار والابتكارات لتطوير الكرة وصناعتها.
اتحاد الكرة عندنا يسير بمصالح أعضائه ويخطو فقط إينما كانت هناك استفادة شخصية لكل عضو سواء فى العمل بالإعلام الذى كان فى الكثير من الأوقات هو عمل ثلاثة أرباع أعضائه، أو الدخول فى الصفقات والتعاقدات مع المدربين وهو الأمر الذى أثبتت الأيام فيه أن أجور المدربين الذين تعاقدنا معهم برواتب فاقت ثلاثة أضعاف ما تقاضوه فى عملهم خارج مصر.
وحتى أقدم نصيحتى لاتحاد الكرة فى بداية أيام عمله يجب هنا أن أضع أولويات العمل وأنها ليست تسيير الأعمال، وإنما فى المقدمة الأفكار والابتكارات التى يمكن أن تساهم فى تطوير الكرة وأنشطتها وأضع الأولويات فى السطور التالية:
أولا: وضع إستراتيجيات جديدة لتطوير الكرة فى كل المجالات البطولات والإدارة والتحكيم وغيرها على أن توضع لوائح صارمة تضمن استكمال أى إستراتيجية طويلة المدى أيا كان أعضاء مجلس الإدارة بدلا من النظام المعتاد تحت شعار «إنسف حمامك القديم» حيث كان كل مجلس إدارة ينسف تماما كل إستراتيجيات العمل لسابقه.
ثانيا: يجب أن يكون الاتحاد أبو الكرة المصرية وهو الجهة الأكبر من الأندية أو الهيئات أو اللاعبين أو أى شخصيات عامة، وهو الأمر الذى نعلم جميعا أنه لم يكن موجودا على أرض الواقع لأن الاتحاد كان فعليا طوال الماضى الأليم أضعف حلقات المنظومة. كيف يكون اتحاد الكرة عادلا ليكون بالفعل مثل الأب الذى يعدل بين كل أبنائه.
ثالثا: يجب أن ينظر اتحاد الكرة إلى أهم عناصر المنظومة وهو الاهتمام بإفراز الناشئين، لأن تلك المنظومة بالذات أصبحت استثمارية بشكل بحت ولا تفرز لاعبين كما كانت فى الماضى عن طريق الكشافين، وتلك قضية كبيرة نستعرضها لاحقا فى حلقة مستقلة.
رابعا: لا يجب أن تكون سياسة الاتحاد هى استرضاء القوى أو صاحب الشعبية أو صاحب الصوت العالي، وإنما تطبيق اللوائح والقوانين بشكل صارم وعلى الجميع. وعلى الاتحاد أن يدرك دائما أن تطبيق القوانين الصارمة على الكبير والصغير هو أهم مبادئ العدالة.
خامسا: يجب على الاتحاد وضع اللوائح التى تتوافق مع المصالح العامة وليس تلك التى تصب لمصلحة جهة على حساب أخرى أو لمصالح أعضاء الاتحاد أو جهات يستفيد منها الأعضاء.
سادسا: على أى عضو فى مجلس الإدارة أن يعلم أنه جاء لتمثيل الكرة المصرية وليس كما أصبح المشجعون يطالبون من كان لاعبا سابقا فى أحد الأندية الشعبية أن يساند ناديه فقط فى الحق والباطل.
هل يطبق اتحاد الكرة هذه النصائح.. «أفلح إن صدق»!!