إعادة بناء منظومة التحكيم !!
لو سألت أصغر مشجع كرة فى مصر عن الأزمة الحقيقية للكرة المصرية فى السنوات الأخيرة، سيرد بدون تردد أن التحكيم كان السبب فى أغلب أزمات الكرة المصرية ومشاكلها.
وفى خضم أزمات التحكيم والتى استفحلت فى عصر اتحاد الكرة السابق اختطلت آراء خبراء التحكيم فى حلول الأزمة بين من صرح بأن المنظومة تحتاج تيجى على المحارة، وبين من زاد من التفاعل بأنها يجب أن تيجى على الطوب الأحمر، إلا أننى هنا أقول لا هذا ولا ذاك لأن المنظومة تحتاج للنسف التام وإعادة بناء على نظافة دون وجود أى سبب من أسباب الماضى اللعين فى مجال التحكيم وهى مهمة صعبة يجب أن يبدأها على الفور الاتحاد الجديد.
أحد القرارات المهمة جدا للمجلس الأعلى للاعلام بعد تشكيله برئاسة الصديق خالد عبد العزيز هو إلغاء الفقرات التحكيمية التى أصبحت تثير جدلا غير عادى فى الشارع الكروى .
فهناك فرق كبير فى التغطية للحالات التحكيمية بين ما يحدث فى مصر وفى الدوريات الأوروبية الكبري، ففى أوروبا تحصل تغطية الأداء التحكيمى على فترات قصيرة فى التغطية الاعلامية، بينما يحصل عندنا على ثلاثة أرباع وقت ومساحة الاعلام، فهم يرون أن الحكم بشر يخطيء ويصيب ونحن نرى باستمرار أن الحكام مغرضون فى قراراتهم.
وباستمرار أعتبر أن الحديث عن الحكام يجب ألا يتجاوز بضع دقائق فى وسائل الاعلام وأن يكون التركيز الأكبر على باقى العناصر والاهتمام بها لأنه كلما زاد الحديث عن التحكيم زاد الاحتقان والتعصب وبخاصة بين الأهلى والزمالك محور الحديث عن التحكيم.
الآن كيف يتم تطوير منظومة التحكيم .. الأمر ليس بهذه السهولة لأننا كما ذكرنا نحتاج لنسف المنظومة وإعادة بنائها من جديد، ولكن البداية كما ذكرتها سابقا بإبعاد الاعلام عن مناقشة الأخطاء التحكيمية تلافيا للمزيد من الأزمات.
ورغم أننى ضد الاستعانة بخبرات أجنبية إلا فى حالات الضرورة القصوى إلا أننى هنا أساند الاستعانة بالخبرات الأجنبية لقيادة التحكيم ليس مساندة لرأى النادى الأهلى الذى طالب مرارا بذلك ولكن لضمان الحيادية فى فترة البناء ثم يعود المصريون للقيادة عندما يتم البناء على نظافة.
وأن تكون مهمة المسئول الأجنبى فى المقام الأول وضع استراتيجية بعيدة المدى لتطوير التحكيم من جانب الاتحاد والبدء فورا فى تنفيذها والهدف منها إفراز عدد كبير من الحكام يديرون المباريات الكبرى على المستوى الأفريقى والعالمي.
ويتم خلال تلك الاستراتيجية اختيار الحكام بناء على شخصيتهم، لأن الشخصية القوية أصبحت العنصر الأول فى التحكيم الآن، وكذلك إعادة جذب نجوم الكرة الكبار لمجال التحكيم، لأن نجم الكرة سيكون أكثر إقناعا للاعبين والجماهير.
ومن أهم عناصر تطوير التحكيم أيضا هو تواجد طبيب نفسى للحكام وهو الذى تستخدمه كل الفرق الآن للحصول على المردود الأفضل للاعبين، وهو مهم للحكام للتخلص من أزمة الانتماءات لبعض الأندية والتى أفسدت الحكام فى الفترة الأخيرة. وأخيرا تطوير منظومة «الفار» أحد الأسباب الرئيسية لأزمة التحكيم وتلك قضية أخرى نتناولها لاحقا بشكل منفصل!!