الحمد لله أننى شاهدت بعينى لأول مرة رد فعل على مقالاتى التى أوجه فيها النصائح لاتحاد الكرة وأنا اكتب اليوم النصيحة رقم 19 بعد أن قررت اللجنة الفنية باتحاد الكرة إعادة دراسة تقليص عدد الأجانب فى فرق الدورى المصرى وهو الأمر الذى تحدثت عنه بالتفصيل فى الحلقة رقم 12، لذلك أجد نفسى منفتحا للحديث عن نقطة مهمة جدًا ومزمنة تؤثر على الكرة المصرية وهى انتخابات اتحاد الكرة
ما هى الطريقة المثلى لتشكيل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ، هل هى الإنتخابات أو التعيين أو أى طريقة أخري؟ الإجابة باختصار أى طريقة تضمن تواجد أعضاء أصحاب فكر كروى وينجحون فى تنفيذ إستراتيجية طويلة المدى لتطوير اللعبة عن طريق أولا علاج السلبيات الحالية ثم البحث عن أفضل السبل للمزيد من التقدم فى المستقبل.
والحقيقة أن أى وسيلة اختيار لمجلس الإدارة ستصطدم بالمنطق واللوائح، فلو تم الاختيار بالإنتخاب لن نضمن وجود الأفضل لأن محترفى الإنتخابات هم من سينجحون وهم ليسوا الأفضل، والإختيار يالتعيين سيصطدم بالفيفا الذى يرفض التعيين ويعتبره تدخلاً حكوميًا.
سألت بعض ذوى الخبرات والفكر.. لماذا لا تخوضون الإنتخابات من أجل قيادة الكرة المصرية بدلا من أشخاص توالوا وتبادلوا المقاعد فى اتحاد الكرة دون وضع بصمة واحدة أو تطوير المنظومة فكان الرد الصادم!! لماذا نخوض إنتخابات نعلم تماما أننا الخاسرون فيها أمام محترفى الإنتخابات القادرين على كسب الأصوات بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة!!
بالفعل الإنتخابات ليس لها معايير سوى إحترافية الحصول على الأصوات بأى شكل وبأى ثمن ولو افترضنا أن المنافسة بين شخصين احدهما صاحب فكر وقادر على تغيير الواقع الأليم ولكنه لا يجيد لغة الإنتخابات، والثانى لا يملك أى فكر ولكنه حريف إنتخابات.. سيفوز الثانى حتما فى الإنتخابات وسينال الرضا من الجمعية العمومية، وسيخرج الأول بعدد قليل من الأصوات ويرسب فى الإنتخابات وستستمر الأزمة.
بالتأكيد منح الصلاحيات للجمعية العمومية هى أمر جيد ويتماشى مع كل القواعد التى تنص على أن الجمعية العمومية هى من تختار ممثليها فى مجلس الإدارة، ولكن للأسف تطبيق هذا الأمر فى كل الأندية والاتحادات والهيئات لم يفرز أبدا الأفضل وبخاصة أن أعضاء الجمعية العمومية فى الأجواء الحالية لا يختارون دائما الأفضل بقدر إختيارهم لأشخاص يرتبطون بمصالح معهم حتى صار مسمى إنتخابات اتحاد الكرة فى العقود الأخيرة «إنتخابات الكباب والكفتة» لأنها كانت تدار بأكلة كباب وكفتة فى الفنادق الفارهة على حساب «صاحب المحل»!!.