ثقافة اللوائح والغاء الوساطة للإداريين!!
فى كل دول العالم الكبرى تكون اللوائح الخاصة بالبطولات والأحداث الرياضية التى تشارك فيها الأندية والمنتخبات معروفة ومدروسة تماما من الأجهزة الإدارية بحيث لا تحدث الأخطاء التى تؤثر على النتائج، وتكون الأمور واضحة تماما أمام الرأى العام بحيث لا يحدث أى لبس عند اتخاذ أى قرار ضد ناد أو اتحاد من جانب اى جهة دولية. العكس تماما يحدث عندنا فى مصر سواء فى الأندية أو المنتخبات، الإداريون يجهلون اللوائح ولا أبالغ إذا قلت ان الجهل باللوائح يمتد إلى رؤساء الأندية والاتحادات وللأسف الإعلام، وتتضح الأمور عندما يقع المحظور وتقع منتخباتنا وأنديتنا تحت طائلة العقوبات.
الجهل باللوائح يخص الإداريين فى الأندية، ولكن عندما يصل إلى المسؤولين فى الاتحاد سواء أعضاء المجلس أو الإداريين فالمصيبة أعظم، لأن كل مسئول بالاتحاد يفترض أن يكون ملما باللوائح الخاصة بكل البطولات المحلية والدولية بحيث لا يقع فى أى أخطاء إدارية أو يصرح أى تصريح خاطيء يظهر جهله باللوائح ويتسبب بعد ذلك فى الأزمات التى أصبحت تحيط بالكرة المصرية مرات ومرات فى كل موسم.
الجهل باللوائح هو آفة من آفات الكرة المصرية وتظهر دائما عندما يكون الأمر خاصا بأى جهة دولية لأن اللوائح الداخلية عندنا عرضة للتعديل على الكيف وتحت أى ضغوط وبخاصة إذا جاءت من جانب أصحاب السطوة، ولكن عند الاصطدام بالجهات الخارجية فإن الأمر مختلف تماما لأن أحدا مهما كانت سطوته لن يستطيع ان يعدل أو يغير تلك القرارات.
هناك أمثلة عديدة للجهل باللوائح فى السنوات الأخيرة ومنها مثلا ما حدث من رد الفعل على أحداث مباراة مصر والسنغال فى تصفيات كأس العالم 2022 بسبب الليزر والأجواء العدائية التى أحاطت باللقاء، ووقتهاخرج المسئولون بالاتحاد بتصريحات بأن المباراة سوف تعاد، لامتصاص غضب الجماهير، رغم أن من يقرأ اللوائح يعلم أنها لا تنص على إعادة المباراة فى هذه الحالات مما أصاب الشعب المصرى بالإحباط الشديد عندما صدر القرار.
تسبب الجهل باللوائح فى أزمات كثيرة للكرة المصرية مثلما قام به التليفزيون المصرى بنقل مباراة مصر وغانا فى تصفيات كأس العالم 2014 بدعم وقتها من اتحاد الكرة، رغم عدم وجود حقوق للبث، وظنت تلك الجهات وقتها أن الأمر يمكن أن يكون بالفتونة أو التحدى كما يحدث فى مواقف عديدة فى الداخل فى الدورى المصرى مثلا، وكانت نتيجة الجهل باللوائح أن تحملت مصر مبلغ 40 مليون جنيه غرامة للفيفا على بث 90 دقيقة دون وجه حق، وبالطبع لم يجهد أحد نفسه فى قراءة لوائح الفيفا فى حالة مخالفة قواعد حقوق البث.
فى السنوات الأخيرة تلقت الكرة المصرية عشرات القرارات بغرامات سواء على الاتحاد أو الأندية بسبب الجهل باللوائح وكلها بالدولار، وكان للزمالك نصيب الأسد من هذه الغرامات ووصل إلى قرابة المليار جنيه وهى مبالغ كانت كافية بأن تجعل منه فريقاً عالمياً ولكنها ضاعت هباء بسبب الجهل بلوائح حقوق اللاعبين والمدربين.
المسئولون فى الاتحاد عندنا يعتقدون أن اللوائح الدولية تدار كما يجرى الأمر فى المسابقات المحلية باللوائح المطاطية والتى تنكسر بالبلطجة والصوت العالي، ولكن بالطبع هذا لا يحدث دوليا.
والآن ما الحل فى قضية الجهل باللوائح..الحل يكمن فى ضرورة تنظيم اتحاد الكرة دورات متتالية للإداريين يتم تنظيمها بشكل سنوى لتثقيف من يريد العمل الإداري، ومن ثم لا يسمح بعمل أى منصب إدارى بالاتحاد إلا من يجتاز اختبارا للوائح فى كل البطولات التى يشارك فيها الاتحاد، وأن يتوارى من يتقلدون المناصب بالوساطة أو لأنهم يعرفون هذا المسئول او ذاك أو تربطهم علاقة مصالح بأصحاب القرار.. فهل يحدث ذلك من اتحاد الكرة. أفلح إن صدق!!