لولا أهمية قطاعات الناشئين للكرة المصرية لما كتبت عنها حتى الآن 4 نصائح مختلفة ضمن 14 نصيحة أقدمها حتى الآن لاتحاد الكرة فى كل المجالات من أجل مستقبل أفضل بعد أن سبقتنا الكثير من الدول المحيطة بما فيها الدول العربية الشقيقة فى وضع خطط طويلة الأمد للبحث عن المواهب ونضع على رأسها المغرب التى أصبحت تملك منتخبات قوية فى كل المراحل السنية.
فى هذا المقال أتحدث عن كيفية توفير الأماكن التى يستطيع فيها الموهوبون ممارسة الكرة بدون أى أعباء مالية حتى يتمكن غير القادرين من لعب الكرة وبالتالى تزداد فرصة الكشف عن المواهب.
حتى ثمانينيات القرن الماضى كان الشارع والحارة وفناء «حوش» المدرسة فرصة للفقراء أو من لا يملكون الإمكانيات المادية لممارسة كرة القدم دون أعباء، ومن هذه الأماكن خرج كل نجوم الكرة الكبار عبر التاريخ وتألقوا ونقلوا حياتهم بفضل الكرة، ولكن هذه الأماكن لم تعد متوافرة الآن، لأن الشارع أصبح مكتظًا بالسيارات صف أول وثانى وثالث، والحارات أصبحت تكفى بالكاد للمارة وجرثومة العصر التوكتوك، وفناء المدرسة تحول إلى كتل خرسانية من المبانى ولم يعد به شبر واحد لممارسة الرياضة.
هذا الأمر جعل ممارسة الفقراء للكرة مستحيلا وهم منجم الذهب للمواهب الخالصة والذين يمكن أن يخرج منهم النجوم مثلما نشاهد فى أوروبا وأمريكا الجنوبية.
قد يسأل القاريء: وما دور اتحاد الكرة فى تلك القضية؟؟ والإجابة أن اتحاد الكرة هو الجهة الفنية التى يمكن أن تجرى اتصالاتها بالمسئولين فى كل المجالات سواء وزارة الشباب والرياضة أو وزارة التربية والتعليم أو المحافظين أو التنمية المحلية من أجل توفير تلك الأماكن بتعاون مشترك بين الوزارات واتحاد الكرة من خلال إستراتيجيات واضحة تضمن توافر أماكن الممارسة المجانية وتوفير العيون الخبيرة التى يمكن أن تلتقط هذه المواهب، وتتبناهم حتى يستطيعان اللعب فى الأندية أو مراكز الشباب.
سأطرح هنا تجربة بعض الدول التى استطاعت ببساطة أن تهيئ أماكن كى يمارس فيها المواطن العادى الرياضة التى تتميز بها بلدهم والتى تتوافق مع قدراتهم الطبيعية، فمثلا كوبا هى إحدى الدول المتميزة فى رياضة الملاكمة وتحصل دائمًا على ميداليات ذهبية فيها فى الدورات الأولمبية قامت بتجربة فريدة بتحويل أى رقعة خالية من الأرض أو فى الشوارع مهما كانت مساحاتها واحاطتها بأحبال بسيطة ورخيصة الثمن لتكوين حلبات الملاكمة، وقد تجد هذه الحلبات فى الجزيرة الوسطى فى الشوارع أو فى الميادين أو حتى فى الشوارع الصغيرة كى يمارس الأطفال من سن مبكرة رياضة الملاكمة وبالتالى أصبح من السهل جدًا على الكشافين زيارة هذه الأماكن لاكتشاف المواهب.
وفى الصين تعتبر الرياضة صاحبة الشعبية الكبيرة والتفوق لهذا الجنس البشرى هى تنس الطاولة والتى ظلت الصين تاريخيا تستحوذ على ميدالياتها فى كل البطولات العالمية، وتم تطبيق نفس الفكرة بتوفير أماكن لممارسة اللعبة فى كل الشوارع، ولكن لما كانت تكاليف منضدة تنس الطاولة عالية ومن الصعب توفيرها فى كل هذه الأماكن، قرر المسئولون إقامة مناضد دائمة من الخرسانة الثابتة ويمكن فقط وضع قطعة من الخشب الأبلاكاش رخيص الثمن فوقها وبالتالى أصبح المواطن الصينى البسيط يستطيع ممارسة تنس الطاولة فى أى مكان فوق الأراضى الصينية الشاسعة.
وفى أغلب دول أوروبا توجد ملاعب مفتوحة ومجانية فى كل مكان لممارسة كرة القدم ومنها يتم اكتشاف الكثير من المواهب، ومن بينهم الكثير من اللاعبين الأفارقة المهاجرين للدراسة أو مع أسرهم، بل واستفادت من الأفارقة وضمتهم لمنتخباتها فى الأعمار السنية الصغيرة وبخاصة فرنسا وألمانيا وبلجيكا وسويسرا.
لذلك أقترح أن تخصص أى أماكن خالية مهما كانت صغيرة فى كل القرى والنجوع لعمل ملاعب صغيرة بإشراف من اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة على ان تكون مجانية تمامًا ولا يتحكم فيها أى أشخاص أو يحاول استغلالها اقتصاديا بالإيجار، ثم يقوم اتحاد الكرة بتوفير المدربين والكشافين للبحث عن المواهب فى تلك الأماكن، فهل يبدأ اتحاد الكرة المشروع؟؟!!
أفلح إن صدق!!