.. بينما انخرط ركاب سرفيس «إمبابة» فى حديث ساخن حول انفلات الأسعار وغياب الرقابة وفوضى المخابز وتضاؤل وزن الرغيف.. وحالة الاستهتار بين السائقين.. وتعمد بعضهم «تجزئة المسافة» سعياً وراء المزيد من العوائد والكسب الحرام.. فوجئ الركاب بأحد المواطنين يجلس بينهم «ساكناً».. «منصتاً» فقط.. يستمع إلى أحاديثهم الساخنة كثيراً.. والهادئة أحياناً.. ويكشف «الراكب الصامت» عن نفسه.. فإذا هو «عادل النجار» محافظ الجيزة الذى ركب بين المتزاحمين.. ويدير معهم حواراً مسئولاً.. ويدون بعضاً من أقوالهم وملاحظاتهم فإن بعضها يحتاج إلى دراسة عاجلة وقرارات مدروسة.. لكنه اتجه ناحية «حالة موقف الركاب».. وأصدر قرارات فورية للتخفيف عن المواطنين وتقليل الزحام وزيادة عدد السيارات بين إمبابة ومناطق العمل والرزق فى أكتوبر وغيرها.. وضرورة ضبط أداء سيارات الميكروباص والمينى باص والنقل الجماعى وإلزامهم بلون وشكل وشعار موحد لتسهيل تعرف الراكب على مقعده وخطوط السير المحددة.. ولا ينتهى لقاء المحافظ بركاب السرفيس إلا بجملة «مش ح تكون آخر مرة.. أنا هاجى لكم تاني.. وجهاً لوجه».
.. ربما لم يكن هذا «السلوك» من المحافظ ـ أى محافظ ـ مألوفاً من قبل.. لذلك كانت «صدمة» مواطنى إمبابة من مفاجأة «أن المحافظ يركب معهم وبينهم» وبعضهم عاش عمره فى إمبابة لم ير فيها محافظاً.. ولا مسئولاً كبيراً.
.. ويتكرر المشهد بتفاصيل أخري.. فإن بعضاً من الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين قد أيقنوا أن الحياة الحقيقية للمواطنين.. آمالهم.. وآهاتهم ومعاناتهم وحقيقة مشاعرهم أصبح من الأسهل عليهم أن يتلمسوها وجهاً لوجه.
.. والمشهد هذه المرة.. من وزير يترقب الناس مدى قدرته على الوفاء بما أعلنه رئيس الوزراء من تنفيذ الجدول الزمنى لانتهاء انقطاع التيار.. وتخفيف الأحمال.. ترك الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء حراسته الخاصة.. واتجه يقود بنفسه سيارته.. وحتى نائبته المهندسة صباح مشالى لم تعلم بخط سيره.. أو إلى أين يتوجه.. وما مقصده؟! اتجه الوزير إلى «مركز تحكم مدينة نصر بشركة توزيع كهرباء شمال القاهرة».. كى يفاجئ المركز برصد عن قرب أداء العاملين ومدى جديتهم والتزامهم.. هدفه الاطمئنان على معدلات استهلاك الوقود ومتابعة حالة مهمات الشبكة والحفاظ على استقرار التغذية الكهربية والاطمئنان على القدرات التشغيلية.. والمؤكد أن هذه الجولة «المفاجئة» سوف يعقبها جولات «مفاجئة» أخرى فليستعد كل العاملين بقطاع الكهرباء أن «باراشوت» الوزير الجديد قد يهبط بأرضهم فجأة.. فإن «تخفيف الأحمال» يوشك أن ينقضي.. وموعد استقرار التغذية الكهربية فى الطريق إلى المواطن.. وحتماً.. سوف تنتهى «الأزمة».. ويتصالح المواطن مع الكهرباء.. و»المناخ».. والحكومة أيضاً.
.. مشهد ثالث.. هذه المرة من المنيا بزيارة «مخططة سلفاً» لوزير التعليم محمد عبداللطيف والذى أصر على «الرصد المبكر» لاستعدادات العام الدراسى الجديد.. إنها زيارة «إنذار مبكر» لسائر المديريات التعليمية بالمحافظات.. وليتها تكون «مفاجئة» فإن مدارسنا تحتاج إلى «هزة» حقيقية تعيد إليها رسالتها التعليمية والتربوية التى تصارع ـ فى غير تكافؤ ـ السوشيال ميديا.. والإنترنت.. والعولمة.. والدروس الخصوصية وعباقرة الفيزياء والكيمياء والأحياء.. و»سناتر» الملايين المهدرة للقطط السمان.
.. ولا تتوقف مشاهد الأيام الأولى للوزارة الجديدة فإن بعضاً من «نسائم الخير» بدأت تداعب حياة المصريين وأحلامهم.. «ويارب تدوم».
.. فى آخر تصنيف «لويبوميتركس» الأسبانى العالمى المهم وحضرت 51 جامعة مصرية أسماءها فى قائمة «الأفضل» بين جامعات العالم.
.. وأسعدني.. ويسعد كل المصريين أن نجد من هذه الجامعات الأفضل عالمياً.. جامعات «أسيوط والوادى الجديد والفيوم وبنى سويف».. جامعتا «العريش وسيناء».. والملك سلمان وحورس والجلالة وراية بدر.. إلى جانب القاهرة وبنها وطنطا والسادات والسويس.. والأزهر والمنصورة والزقازيق.
.. إنها علامة فارقة فى تاريخ جامعات مصر للانطلاق إلى العالمية.. وأنا واثق أن عدداً آخر من الجامعات المصرية لم يصل إليها «علمي».. وأن الأخريات حتماً فى الطريق للأعلى فى التصفيات العالمية الدولية القادمة.
.. مشهد آخر.. للخير يدق أبواب مصر والمصريين عقد قيمته 397 مليون يورو تنجح شركة مصرية لتصدير الأمونيا إلى أوروبا.. من الهيدروجين الأخضر خطوة فى طريق توطين صناعة الهيدروجين الأخضر فى مصر.
.. ولا تنتهى «نسائم الخير».. وحرصاً على المساحة المتاحة للمقال.. فسوف أعرض بعضها «تليغرافياً».
.. المرحلة الثانية من البرنامج الرئاسى «حياة كريمة» تسابق الزمن لإنهاء المشروعات فى 1667 قرية فى المرحلة الثانية إلى جانب تشطيب ما تأخر من مشروعات المرحلة الأولى فى 1477 قرية.. ونقترب تدريجياً من حلم الرئيس السيسى وكل المصريين بالارتقاء بحياة أكثر من 70 مليون مصرى يعيشون فى ريف مصر.
.. العاصمة الإدارية الجديدة.. ترتفع أصولها لما يزيد على 800 مليار جنيه.. وتستعد لاستقبال مليون مواطن خلال ٣ سنوات.. ووفرت مليون فرصة عمل لشبابنا وتسكنها الآن أكثر من 100 جهة حكومية فهى أول مدينة ذكية فى مصر.. وهى النجاح الأكبر فى تاريخ التنمية العمرانية فى تاريخ مصر.. ومرحباً بالمزيد من النجاحات.. فى عاصمة المستقبل «مصر المستقبل».
.. وفى خير ختام.. أتوقف أمام المشهد الجليل للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وهو يفتح آفاق الأزهر ورواقه لتصحيح ما شاب الدين فى بعض عواصم العالم من مفاهيم متشددة.. هدفه إنقاذ المجتمعات المسلمة من الفكر المتطرف.. ويفتح أبواب الأزهر بمصر أمام كل الفتيات «ولاحظ (كل)» اللائى أجبرن على ترك تعليمهن فى الدول المسلمة لاستكمال تعليمهن بمنح «مجانية تماماً» فى جامعة الأزهر فى مصر.. ولتبقى مصر «أم الدنيا».. و»للحديث بقية».