أول صوت نسائى بـ «الراديو»..
وأول امرأة تترأس الإذاعة
فى حياتنا نلتقى بشخصيات كثيرة.. نتوقف كثيراً عند بعضها.. نتعلم ونستلهم دروساً من فيض عطائها.. ويمر علينا البعض الآخر مرور الكرام.. فهناك من يترك بيننا بصمات ويمنحنا القدرة على مواجهة الحياة.
واليوم نتحدث فى سلسلة «نساء فى تاريخ مصر» عن الإذاعية صفية المهندس التى تميزت حياتها بالثراء.. والخصوصية.. لأنها كانت تعرف تماماً ماذا تريد المرأة المصرية فى حياتها اليومية وكيف تقوم بتوجيهها لما فيه فائدة لأسرتها ثم وطنها زمان منذ أكثر من 100 عام كانت المرأة تكافح من أجل اثباتها موجودة قائلة «أنا هنا» أفعل المستحيل من أجل الوصول للحقيقة.
عرفت صفية المهندس مبكراً أن المرأة هى روح وضمير المجتمع.. وأن المرأة فرضت نفسها على الساحة السياسية لتنتصر لوطنها فى أحداث ثورة 1919 ضد المستعمر الإنجليزى وأنها على مدى تاريخ الوطن يتم استدعاؤها تلقائياً لتقوم بدورها الوطنى مناضلة وثائرة مثلما هى الأم والمربية والزوجة.
عرضنا ذلك قبل أكثر من 70 عاماً عندما استمعنا إلى أول صوت إذاعى نسائى كان لافت للنظر فقد كانت صفية المهندس وهى صاحبة برنامج «إلى ربات البيوت» بنصائحها البناءة حول الأسرة المصرية وعلاقة الزوجة بالزوج وعلاقة الآباء والأمهات بأبنائهن نجحت صفية المهندس أم الإذاعيين فى مناقشة واستعراض جميع القضايا والموضوعات التى تهم الأسرة المصرية، ونجحت كذلك خلال فترة عملها الطويلة أن تستحوذ على آذان المصريين فمن عشقوا صوتها ونشأوا على موضوعاتها الأسرية الشيقة.
شكل التحاق صفية المهندس بالإذاعة حكاية عجيبة، روتها بنفسها فى تسجيل تليفزيونى نادر مع الفنان الراحل سمير صبري، حيث ذكرت أنها كانت طالبة فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، والتحقت بفريق التمثيل فأسندوا لها دوراً صغيراً فى السنة الأولي، وفوجئ المخرج بالنجاح والتصفيق الذى حصلت عليه، فأسند لها دور البطولة فى احدى روايات شكسبير، وكانت الكلية تعرض فى يوم مخصص لها فى دار الأوبرا، وكان مخصصاً لوج للإذاعة وحضر العرض الإذاعى الكبير عبدالوهاب يوسف وكروان الإذاعة فى هذا الوقت المذيع محمد فتحى وآخرون.
أثناء العرض طرأت لهم فكرة، لماذا لا تنضم هذه الفتاة للإذاعة وتكون أول صوت نسائى فى الإذاعة المصرية، التى ينقصها وجود صوت نسائى بها، لكنهم حين بحثوا عن الاسم المكتوب فى المسرحية وجدوه صوفى زكي، فظنوا أنها أجنبية، وقالوا لو كانت هذه الفتاة مصرية لكانت مناسبة تماماً.
ظلت صفية تقدم عرضاً جديداً كل سنة، والإذاعيون يحضرون، حتى كانت السنة الرابعة، حين فجر لهم الإذاعى عبدالوهاب يوسف مفاجأة، فالفتاة مصرية واسمها صفية محمود زكى المهندس ووالدها عميد كلية دار العلوم ورئيس مجمع اللغة العربية، فى ذلك اليوم اتصل بها الإذاعى محمد فتحى يطلب منها الذهاب للإذاعة، فاعتذرت لأنها مسافرة إلى الإسكندرية للمصيف.. فاقترح عليها أن تتوجه إلى دار الإذاعة بالإسكندرية لتقابل الإذاعى محمد محمود شعبان، وهذا ما كان.
فى الإسكندرية قدموا لها صحيفة الأهرام لتقرأ لهم، فاجتاحت كل قواعد النحو الصرف وكانت فضيحة لغوية على حد قولها، إذ لم تكن على مدار سنوات دراستها للغة الإنجليزية قد اهتمت بالعربية، رغم نشأتها فى رحابها، وأخبرها الإذاعى الكبير أنهم سوف يتصلون بها، فانصرفت وهى على يقين أنها لن تصبح أول صوت نسائى فى الإذاعة، علم والدها بما حدث باعتبر الأمر عيباً فى حقه، وقضى معها إجازة الصيف فى استعادة وتعلم قواعد اللغة العربية دون اضاعة دقيقة واحدة.
أجرت صفية اختبار الإذاعة فى الإسكندرية تحت إشراف الإذاعى الكبير محمد محمود شعبان أو «بابا شارو» الذى أجازها كمذيعة بالإذراعة، وبعدها كانت الانطلاقة الكبيرة لمسيرة الإعلامية رائدة الإذاعة المصرية، حيث بدأت بنجاحات متتالية، منذ العام 1945، كمذيعة للهواء وبعد عامين أصبحت مسئولة عن ركن المرأة فى الإذاعة المصرية ومديرة لبرامج المنوعات، ثم مديرة البرنامج العام وتدرجت فى العديد من المناصب القيادية بالإذاعة قبل أن تتولى رئاسة الإذاعة، كأول سيدة تتولى هذا المنصب المهم من عام 1975 إلى 1982، حتى بلغت سن التقاعد، غير أن علاقتها بالميكرفون لم تنقطع بإحالتها للتقاعد، فاستمرت فى تقديم برامجها الشهيرة حتى فترة قصيرة قبيل رحيلها.
عشقت صفية المهندس الإذاعة بشكل لا حدود له، وهو ما جعلها ترفض كل اغراءات الصورة والظهور من خلال التليفزيون، حيث انهالت عليها عروض عدة منذ دخول التليفزيون المصرى فى العام 1960 إلا أنها رفضت بشكل قاطع مغادرة موقعها خلف ميكروفون الإذاعة، وظلت وفية له طوال رحلتها معها.
وخلال سنوات عملها بالإذاعة تخرجت على يديها أجيال عدة وتتلمذ عدد كبير من كبار الإذاعيين والإعلاميين عملت على صقل مواهبهم وتقديمهم حتى استحقت عن جدارة لقب أم الإذاعيين.
أسرار صفية المهندس
من يخط فى الخمسينيات أو الستينيات من العمر يتذكر جيداً العصر الذهبى لبرنامج «إلى ربات البيوت» الذى كانت تقدمه الراحلة العظيمة الإذاعية القديرة «صفية المهندس».
اسم البرنامج الذى تم اختياره للبرنامج ــ مطلع الخمسينيات ــ كان لافتاً للغاية، فهو يخاطب «ربات البيوت» سواء كانت زوجة متفرغة لرعاية زوجها وأولادها، أو زوجة تعمل فى وظيفة أو مهنة معينة وتجتهد فى التوفيق بين عملها داخل الأسرة وأدوارها فى المجال العام.
كان البرنامج يبدأ يومياً بحديث للأستاذة صفية المهندس وهى الفقرة التى تعد «درة التاج» بين فقرات البرنامج، فقد كان الجميع ــ أرباب وربات البيوت ــ يلقون السمع لصوتها وهو ينساب فى هدوء وسلاسة بمناقشة الموضوع الذى يدور حوله الحديث.
أجندة الاهتمامات التى دارت حولها أحاديث الإذاعة القديرة كانت شديدة الاتساع والتنوع، وتستوعب جميع القضايا والموضوعات التى تهم الأسرة المصرية، ما أكثر ما أفادت المستمعين بنصائحها الموضوعية البناءة حول علاقة الزوج بالزوجة، وعلاقة الزوجة بالزوج، وعلاقة الآباء والأمهات بأبنائهم، كل آفة اجتماعية أو أسرية تظهر كانت محل نقاش من «صفية المهندس»، وكل طارئ جد على مستوى المجتمع وجد مساحة لديها، ما أكثر ما ناقشت موضوعات مثل حق الفتاة فى اختيار شريك حياتها، وواجهت ظواهر مثل زواج البنات فى سن صغيرة، ومتاجرة بعض الأسر ببناتهن بتزويجهن من أغنياء متصابين محليين أو غير محليين.
جوهر النجاح فى حديث «صفية المهندس» ارتبط بسرين: السر الأول واقعية الموضوع الذى تناقشه وموضوعيتها الواضحة عند معالجته، فأغلب المشكلات الأسرية والاجتماعية التى تصدت لها، ارتبطت برسائل وصلتها من مستمعات أو مستمعين، وكانت السيدة القديرة تجيد اختيار الرسائل التى تحمل موضوعات جديرة بالطرح والنقاش نظراً لما تعبر عنه من مشكلات عامة، وتبرع بعد ذلك فى عرض أبعادها وتفاصيلها، وكشف مكمن الخلل فيها، وطرح العلاج الواقعى لها، فإذا أضفت إلى ذلك لغتها الرصينة والبسيطة فى الوقت نفسه فلك أن تتخيل سلطان المحتوى الإعلامى الذى كانت تقدمه على عقل المستمعين، سواء على مستوى المعلومة أو على مستوى اللغة.
عيلة مرزوق أفندي
ولعل الجيل الجديد لا يعرف طبيعة هذا البرنامج المهم، كنت «صفية المهندس» تفتتحه بقصة ودرس ورد على رسالة لإحدى المستمعات، وتتوالى فقراته، كانت فيه دراما عائلية «عيلة مرزوق أفندي»، وفيه «حكايات بمبة وأبو سيد»، وهى صورة درامية كانت تقدمها الفنانة «ملك الجمل» مع الفنان «رأفت فهيم» موضوعها هو النقد الاجتماعى للسلوكيات الخاطئة التى تقع فيها الزوجات فى القرى والمدن، وهو برنامج كان يواكب التصور السياسى والاقتصادى لثورة 23 يوليو 1952، ثورة الطبقة المتوسطة، التى اعتزت بالفكر والثقافة واهتمت بالفنون ووفرت الحد الأدنى لكل الشرائح الاجتماعية، وفتحت باب التعليم المجانى ليكون السلم المشروع للصعود الطبقي، وكانت برامج الإذاعية تحظى باهتمام الدولة، فتختار لها المثقفين والخبراء، ليكتبوا مادتها ويصوغوا مضامينها الملائمة لسياسة النظام الوطني، وكانت «صفية المهندس» موهوبة بنبرة خاصة، تعلق بالأذن، ولا تنساها أبداً.. أتذكر على سبيل المثال مقدمة برنامج «المرأة العاملة»، على موجة البرنامج العام، كانت «صفية» تقول «المرأة العاملة»، برنامج من إعداد وتقديم فاطمة محمود وكان يذاع قبل أذان المغرب، وكانت «صفية» تقول مقدمة البرنامج الجميل «لغتنا الجميلة» الذى كان يقدمه «فاروق شوشة»، ولكن هذا الصوت الجميل لم يولد فى الفراغ، ولم تكتف صاحبته بحلاوته، بل هى نفسها كانت تبدع الأفكار وتصوغ البرامج، وكان لها أستاذ يعلمها، هو «محمد محمود شعبان» المشهور بـ»بابا شارو» وهو الذى اختبرها وأجازها مذيعة، فى أربعينيات القرن الماضي، وكان يقسو عليها فى التدريب والإعداد المهني، وبعد مرور عامين على لحاقها بالإذاعة، طلبها للزواج، وتعجب الناس، وقالوا، كيف يتزوجها وهو القاسى عليها فى العمل، ولكنه كان يقصد اختبار قدرتها على الصمود، وكأنه كان يعرف أنها ستقود الإذاعة المصرية كلها، وتتحمل مسئولية صياغة الخطاب الرسمى للدولة المصرية فى يوم من الأيام.
صانعة النهضة الإذاعية
تقول البيانات الرسمية الخاصة بالرائدة الإذاعية الكبيرة، صانعة النهضة الإذاعية إنها من مواليد «ديسمبر 1922» فى حى «العباسية» وإنها التحقت بالمدرسة «السنية» للبنات، وحصلت على شهادة «البكالوريا ــ الثانوية العامة»، والتحقت بكلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، وكانت عضوة فى جماعة الخطابة وفريق التمثيل، وكانت ممتازة فى نطق ومعرفة قواعد اللغة العربية، وكانت تعتبر والدها المثل الأعلى الذى تقتدى به، وخطت خطواتها الأول داخل «دار الإذاعة» فى مقرها القديم، فى وسط مدينة القاهرة فى توقيت دقيق من الوجهة السياسية والثقافية، فكانت الحرب العالمية الثانية، انتهت، وكانت الشعوب تطالب الحكومات المهيمنة على مصير العالم بأن تفى بوعودها التى بذلتها طوال ست سنوات، تحمل خلالها الناس الموت والفقد والتدمير، وكانت مصر واقعة تحت الاحتلال البريطاني، تبحث عن طريق للتحرر، وكان الملك فاروق يخوض حرباً عائلية ضد والدته الملكة نازلى التى عشقت «حسنين باشا» رئيس الديوان الملكي، وكان زواجها منه سرياً، لفترة قصيرة، انتهت بموت «حسنين باشا» فى حادث سير وقع فى كوبرى قصر النيل، وفى العام 1946 هربت الملكة من جحيم «القصر الملكى» بعد مقتل زوجها، الرياضى الوسيم، معشوق النساء فى الطبقة العليا، طبقة الباشاوات والاقطاعيين، واصطحبت ابنتها الأميرة «فتحية» وفى أمريكا تبدلت الحيوات والمصائر والعقائد، وكل هذا انعكس على المملكة المصرية، وكانت الإذاعة مطالبة بتقديم خطاب للشعب، يحفظ صورة الملك فاروق الأول وتنفيذ برنامج الحكومات المتعاقبة، وفى العام 1947 والعام 1948، اخترقت البدن العربي، عصابات الصهاينة واحتلت «فلسطين» وهزمت الجيوش العربية فى حرب غير متكافئة.
بابا شارو المعلم الأول
كانت «صفية المهندس» تتعلم من هذا كله، وكان معلمها هو زوجها «بابا شارو» واستطاعا سوياً أن ينهضا بالإذاعة المصرية، فى المرحلة التى أعقبت ثورة 23 يوليو 1952، وامتلكت «صفية» خبرات كبيرة، استمدتها من المواقع الوظيفية التى شغلتها، فبعد أن أصبحت مسئولة عن «ركن المرأة» ارتفت لتصبح مذيعة تقرأ النشرة، وهذه نقلة مهنية كبيرة، تحتاج ثقة بالنفس وقدرة على احتمال الطوارئ، والتعامل معلها، ولم تكن تنقصها الثقافة ولا السلامة اللغوية بالطبع، وتولت بعدها مسئولية «البرنامج العام»، وكانت مصر تخوض حروباً ضد إسرائيل والاستعمار، وضد الاقطاع، ووقعت هزيمة 5 يوليو 1967، وخسرت الإذاعة مصداقيتها لدى الجماهير، وذلك بسبب رعونة القيادات التى ورطت «الإذاعة» فى بث بيانات كاذبة، ولكن فى العام 1973، كان «بابا شارو» هو رئيس الإذاعة، وأدار المعركة الإعلامية باقتدار، وطوال سنوات الستينيات كانت «صفية المهندس» وزوجها «بابا شارو» يمدان «المايكروفون» بكل جديد، ومن مثال ذلك، حلقات «ألف ليلة وليلة» و»الأغانى للأصفهاني»، وهى دراما إذاعية معتمدة على كتابين شهيرين من كتب التراث العربي.
صياغة الخطاب الجديد
بعد انتهاء الحرب، كانت القيادة السياسية واثقة فى قدرات «صفية»، واختارتها لتتولى منصب رئيس الإذاعة فى فترة حاسمة ودقيقة، فترة التحول من «الاشتراكية التعاونية» إلى «الانفتاح الاقتصادي»، وكأن الأقدار اختارت «صفية المهندس» لتدير معارك «المفاصل التاريخية» وحدها أو بالشراكة مع زوجها ومعلمها «محمد محمود شعبان» فهى شاركته الحياة «الزوجية» فى العام 1950، وبعد عامين، انتهى الحكم الملكى وحكم مصر فريق من «الضباط الأحرار» وكان على الإذاعة أن تصوغ الخطاب المناسب للعهد الجديد بكل تفاصيله ومعاركه، وشهد الزوجان حربين «يونيو 1967، وكتوبر 1973» واستطاعا معاً العبور بالإذاعة إلى بر الأمان، ووثقت الجماهير فيها مرة ثانية، بعد معركة العبور المجيد، وكانت «صفية المهندس» وحدها، فى ظل حكم «السادات» المختلف تماماً عن حكم «عبدالناصر»، وعبرت مفاصل كبرى فى تاريخ الإذاعة والنظام السياسى كله، فهى تولت المسئولية فى العام 1976، وبعد شهور قليلة انفجر الشارع المصرى احتجاجاً على رفع أسعار السلع الضرورية فى 18 و19 يناير 1977».
إم الإذاعيين
فى «أكتوبر 1981» اغتيل «السادات» وكان على «الإذاعة»، أن تدير الأزمة بوعى وحرص، وبالفعل، نجحت ــ صفية ــ فى المهمة، وتولى «مبارك» الحكم، وقضت معه فترة قصيرة، وغادرت موقعها الإداري، لكنها لم تغادر «المايكروفون» عشقها الأكبر، وظلت تقدم فترة الافتتاحية ضمن برنامج «إلى ربات البيوت»، وطوال السنوات التى قضتها داخل أروقة الإذاعة، نالت من الجوائز والتكريم الشيء الكثير، فمنحتها وزارة الإعلام ووزارة الثقافة ونقابة الأطباء المصريين الجوائز، ولكن التكريم الذى منحه لها تلاميذها ظل هو الأغلى والأثمن والأقرب لقلبها، منحوها لقب «أم الإذاعيين» والذين عملوا معها قالوا إنها كانت أما حقيقية للجميع تغمدها الله بواسع رحمته.
من أوراق صفية المهندس
> ولدت المذيعة صفية المهندس فى 12 ديسمبر عام 1922.
> كان والدها زكى المهندس عميداً لكلية دار العلوم، ونائباً لرئيس مجمع اللغة العربية، فى تلك الفترة التى كان فيها عميد الأدب العربى طه حسين رئيساً للمجمع، وشقيقها الأصغر منها هو الفنان فؤاد المهندس وشقيقتها السيدة «درية المهندس».
> التحقت صفية بمدرسة السنية فى عام 1937، وأظهرت براعة وتفوقاً فى دراستها، وإلى جانب ذلك انضمت للنشاط الاجتماعى بالمدرسة، فكانت عضواً بارزاً فى جماعة الخطابة المدرسية، لما لها من تميز واضح فى كتابة ونطق اللغة العربية باسلوب بسيط ومنمق، بسبب اهتمام الأسرة باللغة العربية، وتحديداً والدها، وهو ما نعكس على الأبناء، وتحديداً فؤاد وصفية.
> حصلت على ليسانس الآداب قسم لغة إنجليزية.
> بدأت صفية المهندس العمل الإذاعى عام 1947، بتجميع أحاديث الأديبات المصريات، وكانت تقدمها تحت عنوان «ركن المرأة» الذى كان يقدم 3 مرات أسبوعياً، واستمرت فى ذلك 4 سنوات إلى أن تحول إلى برنامج «ربات البيوت» الذى استمرت فى تقديمه حتى وقت قريب قبل وفاتها ووصفته بأنه ابنها الرابع الذى لم تنجبه.
> قدمت صفية المهندس أشهر البرامج الإذاعية فى تاريخ الإذاعة المصرية مثل ربات البيوت، الخير والبركة، المرأة العاملة، البرنامج الدرامى «عيلة مرزوق أفندي»، كما شاركت بصوتها فى أوبريت قطر الندي.
> تقلدت صفية المهندس خلال مشوارها الطويل عدة مناصب منها مديرة عامة لإذاعة البرنامج العام عام 67 ــ نائب لرئيس الإذاعة ثم رئيسة للإذاعة خلال الفترة من 1975 – 1982، ثم أحيلت للتقاعد 11/12/1982، واختيرت عام 1999 عضواً لمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ثم عضواً بمجلس الشورى وعضواً بالمجلس القومى للفنون.
> حصلت خلال مشوارها على العديد من الأوسمة والجوائز مثل درع محافظة القاهرة عام 1966، ووسام العلوم والفنون عام 1973، ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى تكريماً لها من الدولة فى 1982.
> رحلت أم الإذاعيين عام 2007 عن عمر يناهز 85 عاماً، بعد أن أثرت الإذاعة المصرية بصوتها الرخيم ولغتها العربية الرصينة.