فى 31 مارس من كل عام تحتفل محافظة الجيزة بعيدها القومى، ليسجل مقاومة شعب ضد الاحتلال الانجليزى عام 1919، اعترافا بالدور الذى قام به أهل قرية»الشوبك» فى موقعة 1919 ، ضد الاحتلال الإنجليزى دفاعا عن أراضيهم وأعراضهم التى اعتدى عليها بأبشع الطرق.
وقف أهالى هذه القرية أمام الاحتلال، وقاموا بقطع طريق القاهرة والإسكندرية، لأنه كان يعد من أهم طرق الإمداد العسكرى بالنسبة للاحتلال تفاعلا مع ثورة 1919 واستشهد منهم عدد كبير بقرية الشوبك بالبدرشين، فاعتبر يوم استشهادهم 31 مارس عيدًا قوميا لمحافظة الجيزة.
يقول المؤرخ المصرى»الرافعى»: ووقع ببلدة الشوبك مركز العياط يوم 31 مارس فظائع تزيد عما حل بالعزيزية والبدرشين، فقد جاءها الجند بعد ظهر اليوم المذكور فى قطار مسلح ونزلت منه قوة مدججة بالسلاح فاقتحموا البلدة ومنازلها وسلبوا منها ما وصلت إليه أيديهم من حلى ومال ودواجن واعتدوا على أعراض النساء، وقتلوا عبد التواب عبد المقصود حين كان يدافع عن عرض زوجته، وكذلك فعلوا مع شيخ الخفراء، وقتلت زوجة سليمان محمد الفولى وهى تدافع عن عرضها، ولما رأوا مقاومة الأهالى أخذوا يطلقون النار جزافا، فقتل من الأهالى واحد وعشرون وجرح اثنا عشر، وأشعلوا النار فى منازل البلدة، فدمرت مائة وأربعين منزلا، والبلدة لا يزيد عدد منازلها على مائتين وعشرة.. ومن أفظع ما حدث لهذه البلدة أنهم قبضوا على أحد مشايخها عبد الغنى إبراهيم طلبة وابنه سعيد وخفاجة مرزوق من أهالى البلد، ودفنوهم فى الأرض حتى أنصاف أجسامهم بدعوى التحقيق معهم ثم قتلوهم رميا بالرصاص وهم على هذه الحالة».. وأشار»الرافعى»، وسجلته رضوى عاشور فى روايتها، اعتراض محمد أفندى منصور عطا الله الذى وصف الأيام التالية للحادث، بقوله:»حتى اليوم الثالث من حادثة نزلة الشوبك كان الأهالى يجدون جثث قتلاهم فى مزارع القمح أو طافية على وجه الماء فى الترع، وإن ما أعدم من المواشى من قذائف المدافع ورصاص البنادق التى أطلقها بعض رجال الجيش الإنجليزى يفوق كل تقدير.