الاستهداف الإسرائيلى الممنهج للتراث اللبناني كان محور ندوة دولية نظمتها الشبكة الدولية لدراسة بدراسه المجتمعات العربيه وبالتعاون مع جمعية كتاب البيئة والتنمية والاتحاد العربي للشباب والبيئة و التي إدارتها الدكتورة ناهد الرواس عضو الهيئة الاستشارية للاتحاد العربى للشباب والبيئة بدولة لبنان وذلك عبر خاصية الفيديو كونفرانس.
أكد الدكتور مجدى علام أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب ان الدمار الذى لحق بفلسطين ولبنان لن يزول من الهواء والماء والتربة قبل مرور ٥٠ عاما على الأقل وهو ما يزيد من التغيرات المناخية ليس في الدول التي تضررت من الحروب ولكن قد تسبب أضرار كارثية في دول أخرى بعيدة كما كان الحال عليه حين أزيلت أشجار غابات الأمازون وتسببت في ظهور الجفاف في إفريقيا لسنوات طويلة.
وأوضح د.علام أن الإعتداء على لبنان تسبب في دمار التنوع البيولوجي في لبنان وفلسطين وتحولت مياه البحر المتوسط إلى محيط حامضي نتيجة انتشار أكاسيد النيتروجين والهيدرو فلوروكربون و غاز الميثان و التي تسببت فى اختفاء ١/٣ الخضار في الغابات على مستوى الكرة الأرضية سواء بسبب التلوث أو ارتفاع درجة الحرارة كذلك تسببت الاعتداءات في ظهور نقاط زرقاء سامة على سطح البحار تقتل الاسماك بأنواعها مما يعني ضرب التنوع البيولوجي في مقتل والتحول إلى ظاهرة التصحر وهو ما يقلل من إنتاجية المزروعات ويضر الأمن الغذائي للبشر.
ودعا الدكتور مجدى علام إلى تسجيل الإعتداءات على كافة أشكال الكائنات الحية من إنسان ونبات وتربة ومياه بالصور وان نعلم الأطفال والكبار على السواء أن تكون الصور للاعتداءات المختلفة سلاح فى وجه الأعداء لأعلام العالم أجمع ونادى باستغلال فرصة المؤتمر الدولى المناخ cop29 المنعقد حاليا باذربيجان ليعرف العالم بما يحدث على أرض فلسطين ولبنان من اعتداءات وإبادة وجرائم حرب بكل المقاييس وتدمير لكافة أشكال الحياة نفضحهم أمام كافة شعوب العالم وحكوماتها.
فيما أكد الدكتور سيد خليفة رئيس الاتحاد العربى للشباب والبيئة أن الحرب على لبنان وغزة لم تترك آثارها فقط على البيئة فى الدولتين وإنما أثرت سلبيا على الغذاء والماء والطاقة في كافة البلدان المجاورة وهو ما أكده تقرير صادر عن الأمم المتحدة أكتوبر الماضى ويكفى أن نعرف أن الاعتداء الغاشم على غزة أدى إلى خروج ٧٥% من الاراضى الزراعية عن الخدمة وهو ما أثر على الأمن الغذائي ونفس الأمر فى الجنوب اللبناني يحدث حاليا وبعد أن ترك اكثر من مليون ونصف مواطن أراضيهم فى الجنوب فأصبح الأمن الغذائي الأهالى لبنان مهدد بسبب الحرب.
وأوضح الدكتور محمود بكر رئيس جمعية كتاب البيئه والتنمية، أن الإعلام هو الذراع اليمنى فى أى دولة لإبراز ما يحدث من إنجازات على أرض الواقع وهو سلاح لحماية التطرف البيئي والاعتداء على البيئة بكافة أشكالها مشيرا إلى أن تأثير الإعلام البيئي فى الحروب ودورة فى غاية الأهمية وعلية تسليط الضوء على الكوارث البيئية التى تحدث فى كل من فلسطين ولبنان وما يتم من تراكم المياة والمخلفات الصلبة والمخلفات الطبية ومخلفات الهدم المتراكمة وهو ما يحول أجزاء من لبنان وكل غزة إلى مقابر لذا لابد من الوقوف أمام إبادة البيئة وتعميم اعتبارها جريمة حرب ولابد أن نحاسب الكيان الصهيونى عليها يوما ما .
وأشار دكتور بكر إلى أن الإعلام له دور رئيسى فى حماية البلدان تراثيا وبيئيا لكونة اكثر وسيلة فعالة أمام الحكام والمنظمات الإنسانية الدولية لكن للاسف هناك تحديات تواجه الإعلام وخصوصا حال الحرب من أهمها عدم وجود مصادر المعلومات وغياب المصادر المحلية التى يحتاج إليها الصحفى والإعلامي وكذلك محدودية الاهتمام بالبيئة خلال الحروب وسيطرة طابع التفسير والتحليل والرصد فقط لأغلب وسائل الإعلام المحلية والعالمية و اضم صوتى إلى صوت دكتور مجدى علام بضرورة توثيق كل ما يحدث فى غزة ولبنان ليكون سبيل لوضع إسرائيل فى قفص الاتهام لكون الاعتداء على البيئة فى دولنا العربية من جرائم الحرب.
ويقول الدكتور عبد القادر دحدوح الاستاذ بجامعة تعبانة بالجزائر: ” أن منظمو اليونسكو حددت اكثر من ٦ مواقع بلبنان ضمن قائمة التراث العالمى ومن أهمها قلعة بعلبك ومدينة جبيل وصور ونعمل تحرش ارز وغيرها من مواقع التراث الثقافى والعالمي للإنسانية كلها الا ان هذا التراث تبطئ به الاعتداءات الاسرائيلية بل واستهدف يوميا حتى تم هدم اكثر من ٣٠ هدف أثرى حتى ٢٨ أكتوبر الماضى وذلك رغم اتفاقيات لاهاي لحماية الآثار والتراث العالمى والثقافي المتعددة الصادرة فى هذا الشأن الا ان العدوان يستهدف تاريخ الدول العربية وآثارها بكافة أشكالها ولا تجد المطالبات الدولية اى صدى لوقف الاعتداءات على الإنسانية وعلى التراث العالمى”.
وتؤكد الدكتورة ماريز يونس رئيس الشبكة الدولية للمجتمعات العربية بالبنان أن مدينتي صور وبعلبك بالبنان من أهم قوائم الاستهداف من العدوان الإسرائيلى وهو أمر متوقع من اله الإبادة للمدنيين الا انه فاعلية مناشدتنا الدولية لليونسكو والأمم المتحدة لا جدوى لها وعلينا أن نسجل ما يحدث ومن خلال شبكتنا الدولية العلمية التى تضم ٩٠ مركز بحثي وعلمي فى العالم العربى يمكن أن نعلم كافة دول العالم بما يحدث من اعتداءات صارخة على تلك المدن التراثية التى هى ملك للإنسانية كلها.
وتؤكد د. ماريز أن المطلوب من كل الباحثين فى العالم العربى توحيد الصفوف لتشكيل نواة لمجموعة عربية لتحليل شامل لحرب الإبادة الواقعة على كل ماهو عربى ومن خلال المعرفة والوعي وتجاوز الخطاب كضحية إلى إعادة بناء وتسليط الضوء على ما يحدث ،و تتسائل الا يكفى للإنسانية والحكومات ان تتدخل بعد استهداف اثار بعلبك ثانى صرح اثرى فى العالم وما خلفته الحرب من بيئة ممزوجة بالسموم والمواد المحرمة دوليًا؟